كثيرة هي الصور التي تستحضرها مكتبة الملك عبد العزيز العامة من مشاهد الحج قديما، والتي جرى جمعها في معرض وثائقي ضم مجموعة من المخطوطات والكتب النادرة والصور والمسكوكات والمنمنمات من مقتنيات المكتبة التي تتناول شعيرة الحج، كما تعرض للحرمين الشريفين وترصد أماكن أداء شعيرة الحج من الكعبة المشرفة، إلى منى والوقوف بجبل عرفات، وتبين أهمية مواقع الحج وفضل مكة المكرمة والمدينة المنورة.

 وأشار ى المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، إلى أن المعرض الذي يستمر على مدار شهر، يأتي بمناسبة موسم الحج للعام 1444هـ ليواكب هذه الشعيرة الكبرى من شعائر الدين الإسلامي الحنيف، ليقدم جانبا من جوانب استلهام ثقافة الحج في التراث العربي والإسلامي، حيث يعرض مجموعات نادرة من مقتنيات المكتبة من المخطوطات التي تتناول شعيرة الحج ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وعدداً من الكتب النادرة، ومجموعة من العملات السعودية التي كانت تسمى (إيصال حج).

ويستعرض المعرض (40) صورة نادرة لموسم الحج، وللحرمين الشريفين، لأشهر الرحالة الذين زاروا المملكة قبل مرحلة التأسيس وبعدها، ومنها مجموعة صور اللواء محمد صادق باشا، وصور الحاج الهندي أحمد ميرزا، التي التقطت قبل 115 عاما، كما تعرض نماذج من مجموعة المصور العالمي أحمد باشا حلمي التي تبلغ (365) صورة.

 كما تعرض مجموعة من الصور التي توثق مشاهد متعددة من حج العام 1354هـ الموافق للعام 1936م وتضم صوراً التقطتها بعثة الحج المصرية للعام 1936م، منها صورة للكعبة المشرفة في ذلك العام، وصورة للحجيج بعد أن وقفوا بجبل عرفات ثم نزلوا منه قاصدين منى ومزدلفة، وصورة للحجاج في منى، وصورة لأعضاء بعثة الشرف المصرية في العام 1936، وصورة لأحد أبواب الحرم الشريف، وغيرها من الصور المثرية والشيقة للحضور، كذلك تقتنى المكتبة أرشيفاً كبيراً من الصور هو الأندر في العالم، يضم(8100) صورة التقطها أشهر مصوري الشرق والمنطقة العربية والعالم الإسلامي منذ العام 1740م.

 ومن بين المخطوطات التي تعرضها المكتبة: مخطوطة:" قرة العين في أوصاف الحرمين" و" دلائل الخيرات وشوارق الأنوار" و" كتاب النوادر (المسائية) وشرح الثلاثين المسألة، وخريدة العجائب وفريدة الغرائب ومزرع الحسنات وشرح دلائل الخيرات، وشرح أقرب المسالك، فضلا عن مجموعة المصاحف المكتوبة في الحرمين الشريفين.

 كما تعرض المكتبة مخطوطة نادرة بعنوان:" ساجعة الحرم" كتبها الإمام السيوطي (ت911هـ / 1505م) ونسخت في القرن الثاني عشر الهجري، والمخطوطة عبارة عن :" مقامة تسمى ساجعة الحرم، وفيها مفاخرة بين مكة والمدينة والإنصاف بينهما، وهى من مقامات الشيخ السيوطي - رحمه الله -، وتبدأ المخطوطة بالبسملة ثم آية قرآنية: "بسم الله الرحمن الرحيم.. إن أول بيت وضع للناس الذي بمكة مباركا، وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا" فسبحان من جعل لعباده حرما آمنا سواء العاكف فيه والبادي، وأمن فيه كل خائف لجأ إلى نادبه، وأكرم بذلك التنادي، جمع فيه جمل الصلاح، ومنع فيه حمل السلاح وحرم من حل به حتى الطير والوحش"، وفى الحديث إن الله خلق مكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض بألف عام، وحفها بالملائكة الكرام، فحيث وقفوا فهو حد الحرم والمسجد الحرام، وعن مجاهد وغيره خلق الله موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق شيئا من الأرض بألفي عام وكان موضع الكعبة خشفة على الما ترى ومنها وحيت الأرض فلذلك سميت أم القرى فهي ذات الأسماء والكنى والألقاب، في مكة وبكة والبلد والبلدة والمأمون والأمين، والحرم والكعبة وطيبة والرأس والبيت العتيق الثمين والعرش والفرش والقادس والمقدسة واليأسة والقرية والثنية وكوتى والحاطمة.

 ومن المخطوطات الأخرى التي تقتنيها المكتبة والتي تخص شعيرة الحج "القصيدة الذهبية فى مناسك الحج المرعية" لمحمد بن أبى بكر بن رشيد الحلبي، و "سوانح الحجاز" لبهاء الدين محمد بن حسين الحارثي الهذانى (ت 1031هـ / 1622م) ومخطوطته كذلك " رسالة اثنا عشرية حج" و" شرح منظومة الكنتى لورقات إمام الحرمين" لمحمد يحيى بن محمد المختار الشنقيطى (ت 1330 هـ ) وللمخطوطة شروحات كثيرة تقتنيها المكتبة تحت عنوان:" قرة العين بشرح ورقات إمام الحرمين" محمد الحطاب ( ت 954هـ / 1547م) ومحمد المحلى ( ت 864هـ / 1459م) وهى شروحات لكتاب تقتنى المكتبة مخطوطته بعنوان:" الورقات" لعبدالملك بن عبدالله بن يوسف الجوينى، إمام الحرمين ( ت 478هـ / 1085م)، بالإضافة إلى مخطوطة " مناسك السجلماسي" لإبراهيم بن هلال السجلماسى ( ت 903هـ /1498م).