مورينيو للقب سادس أمام إشبيلية الباحث عن الكمال بالدوري الأوروبي

2023-05-31 06:05:57 أخبار اليوم/ متابعات

 

لم يخسر البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب روما الإيطالي في نهائي أوروبي قط، لكن غريمه إشبيلية حقق العلامة الكاملة بفوزه في ست من ست نهائيات بلغها في يوروبا ليغ أيضاً. لذا، فإن المباراة النهائية في بودابست الأربعاء ستشهد تنازلاً عن الكمال من أحد الطرفين.

يمتلك مورينيو في خزائنه خمسة ألقاب قارية كبيرة باسمه، مع لقبين في دوري أبطال أوروبا وآخرين في يوروبا ليغ، والظفر العام الماضي بأول ألقاب البطولة القارية الثالثة من حيث الأهمية كونفرنس ليغ مع نادي العاصمة الإيطالية.

أعلن المدرب البالغ 60 عاماً عن نفسه على المسرح الكبير في العام 2003، عندما قاد بورتو للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي (مسمى البطولة قبل أن تتحول إلى يوروبا ليغ)، وحقق في العام التالي دوري أبطال أوروبا.

أصبح إنتر الإيطالي بطلاً لأوروبا تحت قيادته للمرة الأولى منذ 45 عاماً في العام 2010، واحتفل بكأسه القارية الرابعة خلال فترته مع مانشستر يونايتد الإنكليزي في العام 2017، عندما فاز بيوروبا ليغ.

بعد عشرين عاماً، يتحدى مورينيو المنتقدين الذين قالوا إن مسيرته بدأت بالأفول بعد فترة مخيّبة في توتنهام الإنكليزي.

وإذا ما رفع روما الكأس في المجر، فإن مورينيو سيعادل رقم المدرب الإيطالي جوفاني تراباتوني الذي فاز أيضاً بخمسة ألقاب أوروبية كبرى في مسيرته التدريبية.

ولا شك أن مورينيو الذي تنقّل كثيراً يتحسّن مع تقدم العمر والخبرة.

قال البرتغالي "مدرّب أفضل، شخص أفضل، بنفس الحمض النووي. الحمض النووي هو الدافع، هو السعادة. الرغبة لهذه اللحظات الكبيرة، وهذه هي المشاعر التي أحاول نقلها إلى اللاعبين"، وأضاف "أعتقد أنك يمكن أن تكون أفضل وأفضل مع خبراتك. أعتقد أن عقلك يصبح أكثر حدة وتراكم المعرفة يكون أفضل مع مرور السنين". ، وتابع قائلاً "أعتقد أنك تتوقف عندما تفقد الدافع. حافزي ينمو كل يوم. أعتقد أنني أفضل الآن".

وأنهى روما الذي تغلّب على باير ليفركوزن الألماني في نصف النهائي، موسمه بالدوري الإيطالي في المركز السادس بجدول الترتيب، لكن الفوز على منافسه الإسباني الأسبوع الحالي سيكون بمثابة جواز سفر لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

مستقبل مورينيو بعد هذا الموسم غير مؤكّد، لكنه يقول إن تركيزه الوحيد في الوقت الحالي هو على مباراة الأربعاء في "بوشكاش أرينا".

ملوك الدوري الأوروبي

من أجل تحقيق هدفه، يجب أن يتخطى مورينيو إشبيلية، "ملك" ثاني المسابقات الأوروبية تراتبيّة، مع ستة ألقاب، وهو ضعف ما حققه إنتر ويوفنتوس الإيطاليين وليفربول الإنكليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني.

يقبع إشبيلية في المركز الحادي عشر في جدول ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم، لكن أداءه في يوروبا ليغ كان استثنائياً، بعد تأخره 0-2 في مباراة الذهاب ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي ودّع البطولة في ما بعد، قبل الفوز على يوفنتوس في نصف النهائي.

نهاية رائعة للموسم بالنسبة للنادي الذي يضمّ الحارس المغربي ياسين بونو ومواطنه المهاجم يوسف النصيري. كان الفريق الأندلسي يغازل منطقة الهبوط في معظم فترات الموسم، فأقال مدربين هما خولن لوبيتيغي ثم الأرجنتيني خورخي سامباولي، قبل أن يعيد خوسيه لويس منديليبار السفينة إلى مسارها الثابت.

يطمح الظهير المخضرم قائد الفريق خيسوس نافاس إلى الفوز بلقب الدوري الأوروبي للمرة الرابعة له، بعد شهرين فقط من تولي منديليبار المسؤولية.

وقال لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي السابق "نحن نتبدّل (في يوروبا ليغ) ومن المذهل كيف نخرج في كل مباراة".

وأضاف "إنها مسابقة أعطتنا الكثير، والفرحة التي توفرها لنا في كل مرة نشارك فيها تدفعنا إلى الذهاب أبعد ما يمكن".

وتابع متحدّثاً عن مدرّبه "ما فعله خوسيه لويس معنا كان أساسياً. لقد أخرج أفضل ما لدينا، وعندما تنظر إلى الفرق التي أقصيناها، فذلك شيء يجب أن نفخر به. إنه يستحق البقاء معنا لفترة طويلة".

وأردف نافاس "إنه مدرب يحفّزنا دائماً، ولديه أخلاقيات العمل هذه للتدرّب بجد والحصول على أفضل ما لدينا. تزامن وصوله مع تحوّل مذهل في موسمنا".

ما هو سر الانتصارات؟

حقق إشبيلية لقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) ست مرات منذ العام 2006، وهو رقم قياسي جعله الأخصائي الحقيقي في المسابقة التي سيحاول الفوز بها للمرة السابعة عندما يواجه الأربعاء نادي روما الإيطالي ومدرّبه البرتغالي جوزيه مورينيو، ونكشف نظرة على أسرار انتصارات النادي الأندلسي في حديث مع الدولي الفرنسي السابق جوليان إسكوديه، لاعب إشبيلية السابق (2006-2012) والفائز بلقبي 2006 و2007.

إرادة المسؤولين

في ظل هيمنة عمالقة الدوري الإسباني منذ الأزل، لم يتمكن نادي إشبيلية أبداً من تثبيت مكانة له على المستوى المحلّي (فاز بلقب واحد فقط في العام 1946).

ومنذ التتويج الأول في العام 2006، وضع مسؤولو النادي المسابقة الأوروبية نصب اهتماماتهم.

يتذكّر إسكوديه الذي وصل إلى الأندلس عندما كانت أوروبا حلماً بعيد المنال، ويقول "كان ترتيباً زمنياً. ولكن كان هناك ما قبل العام 2006 وما بعده"، ويضيف "هذا هو المكان الذي تغيّر فيه كل شيء بالنسبة للنادي. في السابق، كان نادياً متوسط المستوى في الدوري الإسباني، وكان طموحه الوحيد إنهاء الموسم متقدماً على ريال بيتيس في جدول الترتيب. ولكن في العام 2006، غيّر (المدير الرياضي) مونتشي النهج، وبدأ في تجنيد لاعبين أوروبيين بفورمة جيدة على غرار إنتسو ماريسكا وفريديريك كانوتيه وإيفيتسا دراغوتينوفيتش وأنا (...) وحققنا شيئاً لم يكن تصوّره ممكناً لنادٍ كهذا في ذلك الوقت".

منافسة بحجم النادي

بعد ثنائية 2006 و2007 "ذاع صيت النادي أوروبياً. ومن هناك، استحوذ على المنافسة" بأربعة تتويجات جديدة في 2014 و2015 و2016، ثم في 2020، بحسب إسكوديه الذي عمل مع مونتشي بين عامي 2019 و2022 في الإدارة الرياضية للنادي الأندلسي.

ببطولة قوية، ومدينة بناديين، وملعب بسعة 45 ألف متفرّج وتطوّر مستمر بالموارد المالية، بات إشبيلية "النموذج المثالي لكأس من العيار المماثل"، وفق الفرنسي، ورغم ذلك، فإن تلك المآثر المتتالية تستند إلى كذبة صغيرة: "في الحقيقة، اليوم، ليس الهدف الفوز بالدوري الأوروبي" كما يقرّ المدافع السابق.

ويشير إسكوديه الذي لعب لأندية بو وكان ورين الفرنسية وأياكس الهولندي إلى أن "الهدف، في كل موسم، هو اللعب في دوري الأبطال والبدء في الاستقرار اقتصادياً وكروياً في أفضل المسابقات. ولكن بعد ذلك، بمجرد انتقالنا إلى يوروبا ليغ، حسنًا إذاً لا يمكنها الهروب منّا".

مدينة تتنفس يوروبا ليغ

على مدار التتويجات الست، اكتسبت ثاني المسابقة الأوروبية تراتبيّة أهمية قصوى في إشبيلية، مدينة الخيول والثيران وأيضاً كرة القدم، ويشرح إسكوديه أن "إشبيلية هي مدينة شغف. لديهم إيمان بالدين والأسرة وكرة القدم (...) وهذا أمر واعد. عندما تصل إلى ملعب سانشيس بيسخوان، هناك واجهة عرض تحوي الألقاب الست في يوروبا ليغ. هناك صور للتتويج. في مركز التدريب، هناك رسومات، الأمر مشابه. تشعر بهذا الثقل"، ويضيف "عندما تدخل ممر غرفة الملابس، تسمع أشخاصاً يغنون النشيد واقفين، تخطو على العشب وترى كل المشجعين (...) تقول لنفسك: +هنا، لا يمكننا أن نخسر. سنفعلها+".

جزء من اللاعقلانية

على غرار اللاعقلانية التي تربط ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا 14 مرة، بالمسابقة القارّية الأم، هناك أيضاً جزء لا يمكن تفسيره في العلاقة الناجحة التي يحافظ عليها نادي إشبيلية يوروبا ليغ.

في ذهاب ربع النهائي على ملعب "أولد ترافورد" أمام مانشستر يونايتد (2-2)، سجّل الشياطين الحمر "هدفين عكسيين في الوقت البدل عن ضائع تقريباً، وكان ذلك جنون. لكن اللاعبين يفكرون باستمرار في أن كل شيء ممكن، وأنه يمكننا أن نفعل ذلك"، بحسب الفرنسي.

تأهل النادي الإسباني بالفوز 3-0 في مباراة الإياب على أرضه. بالنسبة للناديين، أصبحت أوروبا "التزاماً احترافياً"، وفق إسكوديه الذي ختم بالقول إنه "عندما ترتدي هذا القميص، تشعر أنك مضطر" للذهاب إلى النهاية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد