لوحة من 6088 حبة من حبات البُن الخولاني شكّلت عبارة «هيئة التراث»، وسجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأطول عبارة مكتوبة على لوحة، تعزيزاً لحضور البن الخولاني واحتفاءً بواحد من عناصر التراث غير المادي.

وجاءت اللوحة القياسية للبن الخولاني ضمن احتفالات اليوم العالمي للتراث، التي نظمتها الهيئة في مدينة الرياض، وتأخذ الزوار في رحلة ثقافية وإبداعية ثرية لملامح من التراث السعودي، الذي يشهد أزهى مراحل تسليط الضوء على مكوناته وعناصره الثقافية المختلفة المادية وغير المادية.

وسجلت هيئة التراث الرقم القياسي لأطول عبارة مكتوبة من حبات البن الخولاني السعودي، في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وتسلّمت هيئة التراث شهادة التسجيل بحضور ممثل موسوعة غينيس للأرقام القياسية وممثلين من هيئة التراث.

ويأتي تسجيل هذا الرقم القياسي في غينيس للأرقام القياسية في سياق حرص هيئة التراث على العناية بالعناصر الثقافية السعودية، وتعزيز حضور مختلف المكونات المادية وغير المادية التي تزخر بها الثقافة والتراث المحليين السعوديين، في المنظمات والموسوعات على مستوى العالم، وتعريف المجتمع الدولي بأهمية قطاع التراث الثقافي في السعودية وما يحظى به من اهتمام ورعاية.

ويعدّ البن الخولاني السعودي من أفخر أنواع البن، وأعاد متخصصون عمره إلى أكثر من 8 قرون، واشتهرت به مناطق في جنوب السعودية، وارتبطت مرتفعات منطقة جازان السعودية بهذه السلعة الثمينة عبر التاريخ، واتصلت بموروث أهالي المنطقة وأهازيجهم وفولكلورهم المحلي، كما ارتبط ميناء جازان في جنوب الجزيرة العربية بتصدير هذه السلعة إلى العالم.

ويشهد البنّ الخولاني اهتماماً من الجهات الاقتصادية والثقافية السعودية، بوصفها مورداً اقتصادياً ونافذة ثقافية تلقي كثيراً من الضوء على تراث السعودية المتنوع والمتجذر تاريخياً، وهو عاشر عنصر يتم تسجيله ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة «اليونسكو».

ويمثل الاهتمام بالبن الخولاني السعودي وتصديره، عنصراً ثقافياً محلياً وجزءاً من تراث متنوع تتمتع به مناطق السعودية، جزءاً من مشروع وطني للقهوة السعودية، وهندسة العنصر والمحصول في رحلة استثمارية اقتصادية وثقافية للقدرات المحلية، باستثمار يبلغ 1.2 مليار ريال على مدى السنوات العشر المقبلة، وتسعى السعودية إلى رفع القدرة الإنتاجية السعودية من 300 إلى 2500 طن سنوياً.

كما أطلقت شركة متخصصة تحمل اسم المنتج، وتنخرط تحت مظلة صندوق الاستثمارات السعودية، في منحى لتعزيز صورة ودور السعودية باعتبارها موطناً رئيسياً لـ«قهوة أرابيكا» الأشهر عالمياً، التي تُزرع في المنطقة الجنوبية من السعودية.

ومن المتوقع أن ينمو استهلاك «قهوة أرابيكا» بنسبة 5 في المائة في السنوات المقبلة، ليصل إلى 28700 طن بحلول نهاية عام 2026، ما يتيح فرصاً استثمارية جاذبة يوفرها القطاع، فيما تشير أحدث الإحصائيات إلى أن الناتج المحلي من محصول البُنّ السعودي يتوزع في المحافظات الجبلية بمناطق جازان والباحة وعسير، بواقع نصف مليون شجرة.