تتصاعد الجرائم الأسرية في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي وتتفاقم يوما بعد يوم من جرائم قتل سواء داخل الأسرة الواحدة أو على أيدي عصابات الحوثي، إذ أقدم عنصر في ميليشيا الحوثي على قتل والده، باستخدام مطرقة حديدية، فيما قضى عنصر آخر على والدته باستخدام "عطيف"، في محافظة إب، في ظل انتشار واسع لجرائم العنف الأسري، نتيجة التعبئة الطائفية.

وقال سكان محليون، إن شابا حوثيا، أقدم على قتل والده في حي "الوازعية" بمديرية الظهار في مدينة إب عاصمة المحافظة.

وأضاف الأهالي، أن الشاب يدعى "سليمان"، قتل والده "جمال عبدالإله الحداد" باستخدام "مطرقة حديدية" حيث قام بتهشيم رأسه أثناء تواجده في غرفة استقبال الضيوف بالمنزل، بعد نقاش محتدم بينهما، ليقوم بعدها بتغطيته ببطانية، قبل أن تصحو الأسرة على الفاجعة.

وأشار الأهالي، إلى أن الضحية "معلم" وينتمي لقرية " الهيجة " بمديرية بعدان شرقي محافظة إب.

وأكدت مصادر مطلعة، أن الشاب العشريني منخرط منذ فترة مع ميليشيا الحوثي ومشارك في صفوفها بجبهات القتال التي تخوضها ضد القوات الحكومية.

وقوبلت الجريمة، بغضب واستياء واسع في أوساط المواطنين، الذين طالبوا بسرعة محاسبة الجاني وإنزال أقسى العقوبات بحقه.

وفي مديرية العدين غربي المحافظة، أقدم عنصر حوثي ، يدعى "وضاح صادق أحمد الجرافي " على قتل والدته ب "فأس" في قرية "الصفا" بعزلة بني "زهير".

وفي وقت سابق بمديرية حزم العدين، أقدم شاب ثلاثيني يدعى "محمد عبدالباسط قاسم مسعود القصيعي " على ارتكاب جريمة بحق أسرته راح ضحيتها خمسة أشخاص، بمنطقة "البرقة" بعزلة "حقين"، ضمن جرائم العنف الأسرية.

وقال مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، "هناك آلة إعلامية حوثية ضخمة وتحشيد طائفي سلالي تستغل فيه مؤسسات الدولة المحتلة، وميزانية مهولة مرصودة من أموال الشعب المنهوبة لاستقطاب الأطفال إلى مراكز الموت الصيفية التي يعدونها للذهاب بهم إلى الجبهات، لكن بالمقابل هناك وعي مجتمعي أكبر بخطورة هذه المراكز الملغومة التي تلعب بعواطف الطفولة، والحقيقة أن هناك عزوفا كبيرا".

وحذر الزبيري من تزايد العنف الأسري من كل عام نتيجة التحريض والعنف وارتفاع معدلات الجريمة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، مشيرا أن الأرقام التي تعلن عنها قيادات المليشيات مبالغ فيها وغير حقيقية وهي أقل بكثير مما يعلن عنها.

وأضاف أن التهويل والأرقام التي ينشرها إعلامهم تأتي في ضمن مخططاتهم الخبيثة في تسويق الوهم وتضليل الرأي العام، ومن خلال تواصلنا الأعوام الماضية بعدد من المحافظات فالأعداد ضئيلة جدا ولفت إلى الوعي الذي يمتاز به الناس -بحمد الله- وإدراكهم بأنها مصانع للموت، ليس تهوينا من خطر هذه المراكز.

وأوضح لكن يجب أن تتضح الحقيقة بالوعي الشعبي الكبير، لا سيما بعد تعرية هذه المليشيات وتوقف ما تسميه بـ " العدوان " وإعلان الهدنة واستمرار المفاوضات وزيارة السفير السعودي كوسيط بين الأطراف اليمنية.

وتصاعدت خلال الأشهر والسنوات الماضية، جرائم العنف الأسرية، بمختلف مديريات المحافظة، في الوقت الذي زادت فيه أعداد المصابين بالحالات النفسية والعصبية نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية بفعل الانقلاب والحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثماني سنوات.

وازدادت الجرائم في ظل التعبئة الحوثية الخاطئة التي تحث على الكراهية والعنف، وقتل النفس، وتدريب الأطفال على الأسلحة، وتجويع المدنيين، وفرض ضغوطات نفسية ومعنوية على مختلف الأسر، ووقف صرف المرتبات.