حضارة إثر حضارة شهدتها مدينة "دنقلا العجوز" على الضفة الشرقية لنهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان.

حضارة فرعونية ثم مملكة مسيحية وفترة إسلامية كانت فيها المدينة مركزا حضريا مهما، كل ذلك جعل المنطقة مليئة بالآثار وحقلا استكشافيا لا ينضب، وكان آخر هذه الاكتشافات مجمع غامض من الغرف المصنوعة من الطوب الأخضر، اكتشفته بعثة أثرية بولندية.

في مدينة دنقلا العجوز بالسودان اكتشف علماء الآثار اكتشفًا مهما– عبارة عن سلسلة من الغرف المخفية أسفل دير من العصور الوسطى يتميز بوجود فن مسيحي يصور العذراء مريم والمسيحي.

تم هذا الاكتشاف في دير دنقلا القديم الذي يعود للقرون الوسطى والواقع على ضفاف النيل على بعد أكثر من 500 كيلومتر شمال الخرطوم، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins .

واكتشفت البعثة البولندية، التي كانت تستكشف المنازل التي يعود تاريخها إلى فترة الفونج (القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين)، كنيسة محفوظة جيدًا برسومات جدارية ونقوش زاهية باللغتين اليونانية والنوبية القديمة.

وموقع مجمع الغرف، المجاور لكنيسة يسوع الكبرى، يسلط الضوء على احتمال أن يكون مجمعًا تذكاريًا ملكيًا، أو سردابًا لشخصية مهمة، وتشير طبيعة الاكتشاف، في مثل هذا الفضاء الضيق وبهذا الارتفاع الكبير، إلى أنه لم يكن مسكنًا منزليًا بسيطًا، بل هيكلًا له وظيفة وغرض.

كان الاكتشاف الأكثر إثارة عندما وجد الفريق فتحة تؤدى إلى غرفة صغيرة تحت أرضية أحد المنازل. زينت جدران الغرفة بتمثيلات فريدة تصور السيدة العذراء والمسيح ومشهد للملك النوبي المسيح ورئيس الملائكة ميخائيل.

وتعدّ مدينة دنقلا العجوز من أهم المراكز السياسية والإدارية والدينية التي قامت في السودان، وأسهمت بنصيب وافر في التطور الحضاري الذي حدث في السودان آنذاك، مما جعلها منطقة غنية بآثار حقب مختلفة.

وذلك يرجع لموقع المدينة "الذي كان له دور مهم عبر التاريخ حيث مثلت نقطة التقاء تبلورت فيها تيارات حضارية وثقافية مختلفة، وأصبحت حلقة وصل تربط مدنا مختلفة من بلاد النوبة. ومنذ أواخر فترة مروي (350 ق.م -325 م) وما أعقبها، أثبتت الدراسات الآثارية المختلفة التتابع الثقافي والحضاري لهذه المنطقة".

* وكالات