لماذا نصوم؟

2023-03-24 23:16:32 أخبار اليوم - متابعات

 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

هذه الآية وما بعدها نزَلتْ كلُّها بالمدينة المنورة، وكانت - على الراجح - يوم الاثنين لليلتين خلَتا من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وهي السنة الخامسة والخمسون من ميلاد الرسول الكريم، وهي توضِّح ثلاثة أمور:

1- فريضة الصيام.

2- أن الصيام عبادة قديمة.

3- الحكمة من الصيام.

أولًا: فرضية الصيام ثابتةٌ بالكتاب والسُّنة والإجماع، وهو معلوم من الدين بالضرورة، فيكفر جاحده ومُنكِرُه.

أما الكتاب، فيقول تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183].

وقوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185].

وأما السُّنة، فحديث ابن عمر: ((بُني الإسلام على خمس))، قال النووي في شرح مسلم: واعلم أن الحديث أصلٌ عظيم في معرفة الدين، وعليه اعتماده، وقد جمع أركانه.

أما الإجماع، فلم يختلف أحدٌ من المسلمين على وجوب صوم رمضان.

ثانيًا: الصوم عبادة قديمة، قال المفسِّرون في هذه الآية: إنها تدل على أن جميع الديانات فُرِض فيها الصوم، وأن جميع الأمم تَعبَّدَها اللهُ تعالى بالصوم.

وقالوا في معنى الآية: إن الصوم عبادة قديمة، لم تُفرَض عليكم وحدَكم؛ بل شارككم فيها كلُّ الأمم، قال تعالى: ﴿ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 183]؛ أي: الأنبياء والأمم من لدن آدم إلى يومنا هذا.

وعن ابن عباس ومجاهد: أنهم أهل الكتاب، وعن الحسن والسَّدي والشعبي: أنهم النصارى.

وفي الآية الكريمة تأكيد للحكم، وترغيب فيه، وتطييب لنفوس المخاطبين؛ فإن الأمور الشاقَّة إذا عمَّت طابتْ.

ثالثًا: الحكمة من الصيام:

﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ هكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم.. إنها التقوى.

صفات المتقين:

♦ التقوى وصيةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ، عندما قال للرسول: أَوصِني، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أُوصِيك بتقوى الله؛ فإنها رأس الأمر كله))؛ [الحاكم وابن حبان]؛ أي: إن التقوى بالنسبة للعبادة كالرأس بالنسبة للجسد، فلا معنى للعبادة بدون تقوى.

ووصَف الإمام عليٌّ كرم الله وجهه المتقين في هذه الدنيا، فقال: هم أهل الفضائل، منطقُهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيُهم التواضع، غضُّوا أبصارهم عما حرَّم الله عليهم، ووقَفوا أسماعهم على العلم النافع لهم، لا يرضَون من أعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسِهم متهِمون، ومن أعمالهم مشفِقون، ومن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دِين، وحزمًا في لِين، وإيمانًا في يقين، وحرصًا في علم، وعلمًا في حلم، وقصدًا في غنى، وخشوعًا في عبادة، وتحمُّلًا في فاقة، وصبرًا في شدة، وطلبًا في حلال، ونشاطًا في هدى، وتحرُّجًا عن طمع، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل، يمسي وهمُّه الشكر، ويصبح وهمُّه الذِّكر، يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل.

     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد