المغول يحتلون مدينة بخاري... ماذا فعل جيش جنكيز خان في مدينة الصالحين؟

2023-03-11 01:01:45 أخبار اليوم/ متابعات

 

تمر الذكرى الـ803، على سقوط مدينة بخاري أمام قوات المغول بقيادة جنكيز خان بعد حصار دام 3 أيام، وذلك في مارس من عام 1220م، وقام المغول بطرد أهل بخاري، وقتلوا من بقي بداخل المدينة وأنهوا عملهم الوحشي بإحراق المدينة، وبخاري عاصمة ولاية بخاري وتعد خامس مدن أوزبكستان (حاليا) سكانا، ومن أعلامها الإمام البخاري والعالم المسلم ابن سيناء، والزمخشرى وغيرهم، ما جعلها تلقب بمدينة الصالحين.

استطاع جنكيز خان السيطرة على الصين وجزء من آسيا الوسطى على الحدود مع الدولة الخوارزمية المسلمة، فبدأ يفكر في غزو العالم الإسلامي وإسقاط الخلافة العباسية في العراق، فعلى الرغم من وجود اتفاق بين جانكيز خان والملك الخوارزمي "محمد بن خوارزم شاه" على حسن الجوار والسلم، إلا أنه ضرب به عرض الحائط فور استقرار الأوضاع له في الصين ومنغوليا.

وفي 4 من ذي الحجة أواخر عام 616 ه هاجم جانكيز خان بجيشه الكبير مدينة "بخاري" ذات الحضارة التاريخية وصاحبة العلوم الإسلامية، وضرب حصارا حولها، حيث نزل جنكيز خان بظاهرها وفرض عليها حصارا محكما، وكانت القوة الإسلامية التي تدافع عنها تتكون من عشرين ألف من الجند الخوارزمي، وبعد ثلاثة أيام من المقاومة أصاب الجيش الوهن وتقهقر إلى خراسان محاولا النجاة، فظل المغول يطاردون الجيش حتى نهر جيحون وأنزلوا به هزيمة منكرة ولم ينج من القتل إلا قلة قليلة

وبحسب كتاب "تاريخ المغول وغزو الدولة الإسلامية" للدكتورة إيناس محمد البهيجى ، فإن بخاري كانت من مدن بلاد ما وراء النهر التي طمع المغول في الاستحواذ عليها، فنزل جنكيز خان بظاهرها في أواخر عام 616ه/ 1219م، وبدأ لفوره يضرب حصار محكم عليها، وكانت القوة الإسلامية التي وكل إليها أمر الدفاع عنها تتكون من عشرين ألف، واستمر الهجوم ثلاثة أيام، وبعد ثلاثة أيام ظهر بعدها للجيش الخوارزمى المدافع ضعفه وقلة حيلته، وعندئذ قرر التقهقر إلى خراسان، التماسا للنجاة.

وأحس الخوارزميون الذين بقوا في المدينة، إثر ذلك وأن قوهم ضعفت وبدأ اليأس يدب في نفوسهم وهم يرون خيرة الجند يغادرها، فأرسلوا قاضى المدينة بدر الدين يعرض تسليم المدينة ويطلب الأمان، فأجابه جنكيز خان وفتحت المدينة أبوابها ، ودخل جنكيز خان ومر أمام مسجد هاشم، دخله ممتطيا جواده وسأل عما إذا كان هذا قصر السلطان، فلما قيل له إن هذا إنما هو بيت الله، نزل إلى الأرض وصعد المنبر، وصاح قائلا: "لقد قطع العلف، أعط الخيل طعاما" وهنا فهم المغول أن جنكيز خان يشير إلى جنده بأن ينهبوا المدينة.

وأحضر المغول الخمر، كما أحضروا المغنين من المدن المختلفة، وأخذوا يشربون ويطربون، وأعيان البلاد وكبار الأئمة يقومون بخدمة الجمد في مجالس الشراب أو يؤدون لهم الرقصات وفق رسم المغول، وأرغم أعيان المدينة على إخراج كنوز المدينة المدفونة، وجعل كل رجل منهم في حراسة رجل مغولي.

وقد وجد ما يقرب من 400 فارس من فارسي الجيش الخوارزمي لم يخرجوا من المدينة مع سائر الرجال، فذهبوا للاحتماء بالقلعة، وقد دافعت هذه الحامية الصغيرة بكل شجاعة لمدة أحد عشر يوما، وقتلت عددا كبيرا من المغول، ويظهر أن جنكيز خان ركب رأسه عند سقوط عدد كبير من المغول ضحايا في ساحة القتل، وبعد أن استطاع أن يحدث ثغرة في الحامية ولم يترك شخصا فيها على قيد الحياة، أرغم بعدها سكان المدينة أن يخرجوا مجردين من أموالهم، ولا يحمل أحدا منهم غير ملابسه التي يرتديها، ثم دخل المغول المدينة فأعملوا فيها النهب وقتلوا من صادفهم من السكان.

وتفيد المؤلفة أن معظم مباني المدينة حينها كانت من الخشب، فاخترقت بأسرها، ولم يبق من المباني إلا تلك المبنية من الآجر، وتشرد أهالي المدينة ونزح أهلها إلى إقليم خراسان.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد