مئات السنين وهي تعتبر أيقونة للعبادة، يتبارك بها اليابانيون، ويتقدمون إليها بالنذور والهدايا، حتى إنها عادت إلى الأضواء في زمن تفشي جائحة كورونا، حين تقدم إليها الكثير من اليابانيين المتدينين بالنذور، علها تبعد عنهم الوباء، وتخلص البشرية من الفيروس القاتل.

إنها "عروس البحر" اليابانية المحنطة، التي كشف النقاب مؤخراً عن مخلوق بشع محنط لا يشبه عرائس البحر المعروفة بشيء، بل أقرب إلى القرد المحنط، ليتبين أنها ليست إلا خدعة استمرت لحوالي 300 عام، وعبارة عن كتل من القماش والورق والقطن، مزيلة بجزء من إحدى الأسماك.

كشفت تقارير طبية، أن جثة حورية البحر المحنطة المعروضة في أحد المعابد في اليابان بأنها "خدعة"، وأن ما يسمى بـ "مومياء حورية البحر" هو في الواقع عارضة أزياء صغيرة، مصنوعة من خليط من المواد العضوية والمصنعة من صنع الإنسان.

استخدم علماء من جامعة كوراشيكي للعلوم والفنون تقنيات المواعدة الإشعاعية والأشعة السينية وتكنولوجيا المسح المقطعي لدراسة مومياء حورية البحر. مكنتهم نتائج هذه الاختبارات من الكشف أخيرًا عن حقيقة حورية البحر المفترضة التي كانت معروضة في معبد إنجوين في مدينة أساكوتشي بمحافظة أوكاياما اليابانية لعدة عقود.

 لم تكشف الأشعة السينية عن أي هيكل أو عظام داخلية، بينما تضمنت عارضة أزياء حورية البحر المزيفة مزيجًا من أجزاء الأسماك والقطن والقماش. في حين تم حصاد فك وأسنان رأسه الشبيه بالقرد من نوع ما من الأسماك، كان الجزء السفلي من الجسم يضم بعض عظام الأسماك أيضًا. كانت ذراعيها وكتفيها وعنقها وخديها مغطاة بقشور سمكة، إلا أن الجزء العلوي من جسمها يشبه قرد صغير، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnis .

وفقا لتقارير الفحوصات الطبية فإن مومياء حورية البحر مقاسها 12 بوصة (30 سم) قد تم التقاطها في مياه المحيط الهادئ في القرن الثامن عشر. ومع ذلك، كشفت اختبارات التأريخ المشعة أنه تم بناؤه بالفعل في القرن التاسع عشر. خلص العلماء إلى أن مومياء حورية البحر المزيفة تم إنشاؤها بالفعل من قبل حرفيين عملوا خلال فترة إيدو اليابانية، والتي استمرت من عام 1603 إلى عام 1868.

وأكد هيروشي أن هذه الخدعة التي يبلغ عمرها مئات السنين، جرى تصنيعها على الأرجح لاستغلال إيمان اليابانيين بعرائس البحر.

الأساطير والحكايا

ووفقاً لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، تعتبر حكايا وأساطير عرائس البحر في اليابان من المعتقدات والموروثات الشعبية، حيث اعتقد اليابانيون منذ القدم، أن من يرى عروس البحر فسيكون محظوظاً مدى الحياة، ومن يستطيع أخذ دموعها ستتحول بين يديه إلى أحجار كريمة، ومن يأكل من لحمها يعيش مدى الحياة، خاصة مع أسطورة تقول بأن امرأة أكلت بطريق الخطأ لحم عروس بحر وعاشت 800 عام.