قالت صحيفة "لابرس" الكندية إن السلام في اليمن لن يتحقق في ظل الاتفاق الأخير بين السعودية وميليشيا الحوثيين.

وأشارت في تقرير لها، إلى أن التفاهم بين الرياض وميليشيا الحوثيين قد لا يكون مرغوباً فيه من منظور بناء سلام دائم وشامل.

وأوضحت أنه في ظل عدم وجود عملية سلام من شأنها أن تجلب جميع اللاعبين الرئيسيين حول طاولة المفاوضات، وليس هذين الخصمين فقط، فإن اتفاق ميليشيا الحوثيين والرياض يمكن أن يشعل الموقف.

وأفادت الصحيفة الكندية بأن كل الأسباب تدفع للاعتقاد بأن رد فعل الحكومة اليمنية على مثل هذا الاتفاق سيكون مشبوهاً وربما عدائياً، حيث ستشعر الحكومة المعترف بها دولياً حتماً أن الرياض - مصدر دعمها الرئيسي- قد خانتها.

وتابعت: هذه الحكومة، في الواقع، وهمية جزئياً: إنها قبل كل شيء مجموعة غير متجانسة من الفصائل توحِّدها معارضتها لميليشيا الحوثيين وتتميّز بالانقسامات الداخلية والفساد، مشيرة إلى أن عدم قدرة فصائل الحكومة على بناء جبهة موحَّدة أحد الأسباب الرئيسية لنجاحات ميليشيا الحوثيين.

وحذرت من أن العواقب ستكون صعبة في الجنوب، فقد حُشدت المشاعر الانفصالية، المنتشرة بالفعل، كثيراً منذ عام 2015، لا سيما بفضل دعم الإمارات العربية المتحدة، للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لا يخفى على أحد طموحاته للانفصال، وهو اليوم القوة المهيمنة في الجنوب الغربي. وبالتالي، فإن اتفاقاً مباشراً بين الرياض وميليشيا الحوثيين قد يشجِّعه على القيام بحركات انفصالية. قد يكون استقلال جنوب اليمن حتمياً، لكن الانفصال لن يكون منسجماً مع ما يدور في اليمن.

وقالت إن من شأن مثل هذا الاتفاق أن يكرِّس سيطرة ميليشيا الحوثيين على شمال غرب البلاد. وقد تكون هذه نتيجة أخرى حتمية.

واستدركت بأن حكم ميليشيا يثبت بشكل متزايد أنه قمعي وفاسد وظلامي وسيكون ذلك حينها مجرد تطوُّر مأساوي آخر للشعب اليمني المنهك بالفعل بسبب عقود من العنف والحكم السيئ.