تدعّمت المكتبة العلمية العربية مؤخرا بمعجم للمصطلحات العلمية العربية في تخصّص " الكيمياء الحيوية والجينوم والبيولوجيا الجزيئية"، يضمّ أكثر من 17 ألف مصطلح حديث، مما يجعله أكبر معجم علمي على الإطلاق، بالإضافة إلى تزويده بمحرك بحث على شبكة الإنترنت هو الأول من نوعه .

وأشرف على إنجاز هذا المعجم الذي امتد العمل عليه طوال 5 سنوات، الدكتور أحمد نبيل أبو خطوة أستاذ الكيمياء الحيوية المتقاعد بجامعة الملك عبد العزيز بالعاصمة السعودية الرياض، وأستاذ الكيمياء الحيوية الجزيئية بالجامعة نفسها الدكتور هاني شودري، وتم العمل بدعم من جامعة الملك عبد العزيز التي تكفلت بطباعة المعجم ونشره .

كما شارك في هذا العمل كوكبة من الباحثين والعلماء العرب على غرار الدكتور طارق قابيل عضو هيئة التدريس بقسم النبات والميكروبيولوجي بكلية العلوم بجماعة القاهرة، والدكتور سامي أحمد عبد العزيز، والدكتور طارق فدعق وغيرهم من الباحثين العرب، الذين ساهموا في تعريب وترجمة المصطلحات العلمية ومراجعتها .

ويمكن للطلاب والباحثين العرب الاستفادة من هذا المعجم في نسخته الإلكترونية، والبحث عن أي مصطلح على محرك البحث الخاص به .

أهمية توحيد المصطلحات العلمية

ويقول المشرف على إنجاز هذا المعجم الدكتور أحمد نبيل أبو خُطوة -في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني- "توحيد المصطلحات العلمية المترجمة إلى اللغة العربية مهم جدا حتى لا يقع لُبس أو خلط لدى باحثينا العرب، والمعجم جاء لتحقيق ذلك مع تقديم شرح وافٍ لهذه المصطلحات ".

وأضاف أن "هذا من شأنه أيضا أن يعمق الفهم لهذه المصطلحات، ويدفع عجلة الابتكار والإبداع، ومن شأنه أيضا تنشيط حركة التعريب والترجمة ونموها في عالمنا العربي، بحيث يصبح العلم في متناول الجميع بيسر وسهولة وبنقرة حاسوب ".

وتابع أبو خطوة "هناك معاجم سابقة لكن باللغة الإنجليزية، وهناك أيضا معجم في الطب باللغة العربية من أفضل المعاجم في الطب تم طبع نسخته الرابعة عام 2006 من إعداد فريق علمي من منظمة الصحة العالمية، ولذلك فنحن نفتقد إلى معاجم باللغة العربية وبمصطلحات حديثة، لأن الترجمة العلمية تحتاج لأن تكون دائما حديثة، ومعجمنا هذا جاء لسدّ هذه الثغرة ".

وعن أسباب غياب هيئة عربية تُعنى بالترجمة العلمية حتى تكون المخرجات واحدة، قال أبو خطوة "هناك عدة مجامع للغة العربية في الوطن العربي لعل من أهمها مجامع اللغة العربية في القاهرة ودمشق وبغداد والرياض، حيث أصبح مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الذي تأسس عام 2020 هو أحدثها. وكان من المفترض أن تهتم هذه المجامع بالترجمة في كل المجالات، لكنها للأسف لم تقطع شوطا كبيرا في ترجمة وتعريب وتوحيد المصطلحات العلمية باللغة العربية ".

مصطلحات عديدة لمعنى واحد

ولأن العلوم ومخرجاتها يتم إنتاجها وتطوريها اليوم باللغة الإنجليزية، فإن ظهور ترجمات وتعريب معاني المصطلحات العلمية لا يخلو من اللبس أو التعدد، وهذا ما يؤثر سلبا في عملية التواصل ونقل العلوم داخل الوطن العربي .

ويقول الدكتور طارق قابيل، في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، "نحن بحاجة لتوحيد المصطلح العلمي العربي والمقابل لمصطلحات علمية جديدة، هناك مثلا مصطلح Genome الذي يُترجم في بعض الأحيان "مجين" أو المحتوى الوراثي الكامل للكائن، وتم الاتفاق على ترجمته إلى "الجينوم"، وهو المصطلح المستخدم اليوم لدى الناطقين باللغة العربية واللغات الأخرى ".

وأضاف قابيل "هناك أيضا مصطلح Gene Editing ، فكثيرا ما يطلق عليه تعديل جيني أو تحرير جيني، ولكنه عادة ما يطلق على التحرير الجينومي حيث يعتبر تحرير الجينوم أو هندسة الجينوم من تقنيات الهندسة الوراثية التي يتم فيها إدخال أو حذف أو تعديل أو استبدال قاعدة أو أكثر في تسلسل الحمض النووي "دي إن إيه " (DNA) الخاص بجينوم الكائن الحي ".

من جهته قال الدكتور أحمد نبيل أبو خُطوة إنه: من بين المصطلحات التي يقع اللبس فيها أيضا مصطلح Epigenetics الذي يتشكل من كلمتين Epi وتعني فوق، و Genetics وتعني "وراثة " ، فتصبح الترجمة الحرفية "الوراثة الفوقية"، وهو مصطلح غامض، ولكن بعد شرح معناه يتضح أنه نوع من الوراثة التي لا تورث عبر الأجيال .