تعز الموبوءة بألغام الحوثيين الممولة أمميًا

2023-01-08 10:03:23 أخبار اليوم/ متابعات

 

 

تحل محافظة تعز خلف محافظة الحديدة في ترتيب المحافظات اليمنية الأكثر معاناة من التبعات المأساوية للألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها ميليشيا الحوثيين بكميات مهولة في إطار حربها الشعواء ضد اليمنيين، والمستمرة منذ عقود

وتعتمد ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران على زراعة الألغام في تعز كجزء من تكتيكاتها العسكرية لتثبيت الحصار التي تفرضه على المدينة منذ العام 2015، إلى جانب الغرض الرئيسي المتمثل في عرقلة أي محاولة من قبل الجيش اليمني لاستكمال تحرير المدينة، غير أن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر لهذا السلوك كما تكشف تقارير وإحصائيات حقوقية .

وتلجأ ميليشيا الحوثيين للتغطية هذه الجريمة من خلال استراتيجية " الدفاع عبر الهجوم"، حيث تعلن باستمرار عن جهود حثيثة تقوم بها "لنزع الألغام" و"توعية المدنيين بمخاطرها وحمايتهم " في الجزء الواقع تحت سيطرتها من تعز، وذلك عبر أنشطة ما يسمى بـ "المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ".

وتستجيب الأمم المتحدة للتضليل الذي تمارسه ميليشيا الحوثيين من خلال تمويلها لمشاريع متعلقة بالألغام عبر أذرع الميليشيا، وهو ما يثير سخطاً واسعاً داخل مدينة تعز، خصوصاً من ضحايا الألغام الذين تغيب الوكالات الأممية بشكل شبه كامل عن معاناتهم ، فيما يصب دعمها في أيادي الجناة .

 

كارثة إنسانية  

وكان مشروع " مسام" المتخصص في نزع الألغام والعبوات والذي تموله المملكة العربية السعودية في اليمن قد أعلن في يوليو الماضي عن نزع أكثر من 90 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة في عدد من مديريات محافظة تعز، وهو رقم يشكل نحو %26 من جملة ما فككه المشروع في عموم اليمن منذ تأسيسه عام 2018 .

وفي آخر تقارير المرصد اليمني للألغام، حلت تعز بعد محافظة الحديدة من ناحية عدد الضحايا المدنيين للألغام خلال فترة الهدنة الأممية بين الثاني من أبريل والثاني من أكتوبر الماضيين، حيث وثق المرصد 29 ضحية من المدنيين بين قتيل ومعاق خلال هذه الفترة  .

وخلال الأعوام السابقة، كشفت التقدمات الميدانية للجيش اليمني في جبهات غربي وشرقي المدينة عن مخازن لميليشيا الحوثيين تحوي كميات هائلة من الألغام المموهة على شكل أحجار، وعبوات ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثيين داخل جدران المنازل المهجورة، وحتى في أصص الزهور والزروع المنزلية، الأمر الذي يضرب تماماً أحلام النازحين بالعودة إلى منازلهم في حال هدأت الحرب مستقبلاً .

كما لا تزال العديد من الأحياء السكنية التي شهدت جولات من المعارك داخل المدينة قبل سنوات مفخخة بالألغام والعبوات الناسفة، رغم مضي سنوات على دحر ميليشيا الحوثيين منها، ورغم عودة الأهالي لاستئناف حياة مليئة بالحذر والمخاوف داخلها، الأمر الذي يعكس تقصيراً حكومياً بالغاً إزاء سلامة المواطنين في المدينة المحاصرة، حيث تقتصر جهود نزع الألغام والعبوات الناسفة على منظمات خارجية، وعلى مشروع مسام السعودي بشكل خاص .

دعم أممي في الاتجاه الخاطئ  

وبينما يعايش المدنيون في تعز هذه المعاناة، تذهب الوكالات الأممية لصب دعمها في ذات الصناديق والمخازن التي تخرج منها الألغام القاتلة كما كشف تقرير حقوقي في نوفمبر الماضي

واستطاعت ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران عبر ذراعها المُسمى بـ "المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام" تحصيل دعم كبير من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بلغت قيمته أكثر من 167 مليون دولار بحسب تقرير منظمة "هود"، وجاء هذا الدعم على شكل سيارات ومنح ومعدات وكلاب محترفة في كشف الألغام، في الوقت الذي لا تتوقف ميليشيا الحوثيين عن تفخيخ الأرض بالمتفجرات

وخلال العام المنصرم أعلن "المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام " التابع لميليشيا الحوثيين عن تدريب العشرات من الموالين للميليشيا في عدة مديريات من تعز على "التعامل مع الألغام" بتمويل من منظمة اليونيسيف، بينما يُرجح أن هذه المشاريع في الأساس تهدف لتأهيل مزيداً من زارعي الألغام في الواقع، خصوصاً أن ميليشيا الحوثيين تنفرد بزراعة الألغام في تعز كما تؤكد تقارير حقوقية عدة، بما فيها تقارير لمنظمة هيومن رايتس واتش .

ونظم ضحايا الألغام في مدينة تعز قبل نحو شهرين وقفةً احتجاجية رفقة عدد من منظمات المجتمع المدني للمطالبة بالتحقيق في مسألة تمويل منظمات أممية لأنشطة ميليشيا الحوثيين في مجال الألغام، واعتبروا أن ما تفعله هذه المنظمات يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية، واصفين هذا الدعم بالمكافأة للمجرمين والقتلة .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد