حقق ريال مدريد فوزا ثمينا على غريمه التقليدي برشلونة الأحد ضمن منافسات المرحلة التاسعة من الدوري الإسباني، وبهذا الفوز الذي ثأر فيه ريال من خسارته على ملعبه الموسم الماضي برباعية نظيفة، رغم إحرازه اللقب حينها، رفع الفريق الملكي رصيده إلى 25 نقطة في المركز الأول، فيما بقي برشلونة على 22 نقطة وتراجع للمركز الثاني.

فاز فريق ريال مدريد على غريمه التقليدي برشلونة الأحد بنتيجة 3-1 في مباراة قمة مكنت "الميرينغي" من الانفراد بصدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم.

وسجل ريال مدريد بواسطة كريم بنزيمة وفيديريكو بالبيردي والبديل رودريجو.

وتمثل الهزيمة ضربة أخرى لبرشلونة ومدربه تشابي بعد أن بات على وشك الخروج من دوري أبطال أوروبا عقب التعادل 3-3 مع إنتر ميلان في منتصف الأسبوع الماضي.

وعشية المباراة، قال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد إنه سيعتمد البساطة في الاستعداد لمواجهة برشلونة لتجنب الخسارة. وفي مارس آذار الماضي، لعب بلاعب الوسط لوكا مودريتش في الخط الأمامي لتعويض غياب بنزيمة المصاب ليخسر 4-صفر.

والتزم أنشيلوتي بكلمته، إذ بدأ بتشكيلته المعتادة دون تغيير، بينما قدم تشابي تشكيلا مبتكرا.

وفي محاولة لإيقاف الخطورة التي يمثلها فينيسيوس جونيور من الجانب الأيسر، قرر تشابي أن يبدأ بسيرجي روبرتو ظهيرا أيمن وعجل بعودة المدافع جول كوندي، الذي أبعدته إصابة في عضلات الفخذ الخلفية عن الملاعب لأسابيع، لتغطية اللاعب البرازيلي، ولم تكن هذه الاستراتيجية ناجعة بالنسبة للفريق الضيف، إذ تفوق فينيسيوس على الرقابة المضاعفة وكثيرا ما انطلق وحده، ولم يملك برشلونة أي رد على سرعة فينيسيوس جونيور وتمريرات توني كروس المتقنة وساهم اللاعبان في أول هدفين لصاحب الأرض.

ومرر كروس كرة أرضية متقنة إلى فينيسيوس الذي انطلق بسرعة فائقة وسدد كرة أنقذها الحارس مارك-أندريه تير شتيجن لكنها ارتدت إلى بنزيمة ليتابعها ويسدد في المرمى الخالي في الدقيقة 12.

وقبل الاستراحة بعشر دقائق، استغل فينيسيوس خطأ المدافع إريك جارسيا ومرر الكرة إلى لاعب الوسط بالبيردي، الخالي من الرقابة، ليطلق تسديدة هائلة من حافة منطقة الجزاء داخل الشباك. وبخلاف محاولتين في الدقائق الأولى من فرينكي دي يونج ورافينيا، لم يتعرض ريال تقريبا لأي تهديد حتى قرب النهاية، عندما قلص البديل فيران توريس الفارق بتسديدة من مدى قريب بعد كرة عرضية من المهاجم روبرت ليفاندوفسكي، لكن رودريجو ضمن فوز ريال من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، بعد أن تعرض لخطأ من جارسيا، وعقب العودة إلى حكم الفيديو المساعد.

وأبلغ مودريتش منصة (دازون) "نحن سعداء ليس فقط بالفوز، ولكن بالأداء الذي قدمناه، لقد كانت أمسية رائعة في استاد مكتظ بالمشجعين الذين جعلوا الأجواء رائعة"، وقال "كنا نعلم أننا سنعاني في بعض لحظات المباراة لأن المنافس يسيطر على الكرة بشكل جيد وحينها سيكون علينا الدفاع بقوة والصمود، وقد كان".

وتابع "بعدها، كنا أقوياء جدا في الخط الأمامي، ونحن سعداء بالمباراة. قدمنا مباراة رائعة اليوم".

فاعلية وشراسة بيضاء

انتصر الملكي بفضل فاعليته الكبيرة على مرمى مارك أندريه تير شتيجن، فلم يكن نجوم الملكي في حاجة لفرص عديدة لهز الشباك بثلاثية لبنزيما وفالفيردي والبديل رودريجو.

أجاد كارلو أنشيلوتي مدرب الريال في شل جبهتي برشلونة، ديمبلي وبالدي يسارا، ورافينيا وسيرجي روبيرتو يمينا بفضل صلابة الظهيرين كارفاخال وفيرلان ميندي مع دعم قوي من ثلاثي الوسط كروس ومودريتش وتشواميني.

محطة ضعيفة

خسر ليفاندوفسكي صراع العضلات مع قلبي دفاع الريال ميليتاو وآلابا، ليتحول المهاجم البولندي إلى محطة ضعيفة لانطلاق هجمات البارسا، كما عاب الفريق الكتالوني هجوميا البطء الشديد لثلاثي الوسط بيدري وبوسكيتس ودي يونج في بناء الهجمات والربط بين الخطوط.

وقع مهاجمو البارسا أكثر من مرة في مصيدة التسلل، مما عطل العديد من المحاولات على مرمى الأوكراني لونين.

أما دفاعيا، فارتكب لاعبو البارسا أخطاء ساذجة في تعطيل انطلاقات لاعبي الملكي بمخالفات بعيدة عن المرمى مثل تباطؤ بوسكيتس في تعطيل كروس قبل تمريرة الهدف الأول، كما انتظر دفاع البارسا، رودريجو حتى دخل منطقة الجزاء ليعرقله إيريك جارسيا، الذي ورط البارسا في الهدفين الثاني والثالث.

بصمة البدلاء

تحسن أداء برشلونة نسبيا في الشوط الثاني بفضل تبديلات تشافي، الذي أنعش الجبهة اليسرى بدخول ألبا وآنسو فاتي، واليمنى بدخول فيران توريس مكان ديمبلي، الذي افتقد التركيز كعادته في اللمسة الأخيرة، وأثمرت هذه التبديلات عن الهدف الوحيد لبرشلونة الذي سجله فيران توريس من تمريرة فاتي، الذي كاد أن يسجل هدف التعادل في وقت قاتل.

كما تماسك البارسا في الوسط بدخول جافي وفرانك كيسي، ليتحرك أنشيلوتي بإشراك كامافينجا ورودريجر في الدقائق الأخيرة لتأمين الانتصار.

كلمة السر

كان فيدريكو فالفيردي كلمة السر في هذا الكلاسيكو، حيث أشعل الجبهة اليمنى بانطلاقاته، وعطل هجمات البارسا يسارا بتأمين زميله كارفاخال.

أجاد فالفيردي في ضرب دفاع البارسا المتقدم بالكرات الطولية المتقنة، وتقدمه للأمام لعمل كثافة عددية هجومية للملكي.

وبفضل مجهوده الوفير، سجل فالفيردي الهدف الثاني لريال مدريد، وتسبب بشكل مباشر في الهدف الثالث.