لعبة الباركور".. الرياضة الأخطر على الجسم ترى النور في وادي وصحراء حضرموت

2022-07-04 21:27:13 أخبار اليوم/ سيئون

 

تعتبر لعبة الباركور من أشهر الألعاب الرياضية، ومن أكثرها خطورة، وعن طريقها ينتقل الرياضي من مكان إلى آخر بحرية وسلاسة، وبسرعة فائقة.

والباكور هي رياضة فرنسية في الأصل، تعتمد على القوة والسرعة، وأما عن الجمباز فأغلب حركاتها موجودة في الباركور، ودائماً ما تُمارس في الصالات المغلقة بعكس الباركور، التي دائماً ما يمارسها هواتها في الشوارع العامة والطرقات والبيوت فهي باختصار رياضة حرة.

اشتهرت لعبتي الجمباز والباركور، منذ سنوات في العديد من الدول الأوروبية، وفي وقت لاحق انتشرت في الدول العربية، إلاّ أنها اشتهرت مؤخراً في ساحل ووادي حضرموت.

صالح عمر، واحداً من الشباب الطموحين والمتميزين، والمنحدر من مدينة تريم بوادي وصحراء حضرموت، أحب رياضة الجمباز والباركور منذ أعوام فأصبحت هوايته المفضلة.

لا تفارق صالح في حله وترحاله، هذه الرياضة، بل أصبح من العاشقين والمتيمين لها، ويفضّلها عن بقية الرياضات المختلفة.

فريق "المصدر أونلاين"، زار صالح عمر، في مدينته وبيته للقرب منه أكثر عما يخبئه، من تفاصيل حول هذه الرياضة التي بدأ شباب المدينة في الانخراط فيها.

موهبة فريدة

يعتبر صالح عمر، من المواهب المدفونة في البلاد مثلها ومثل غيره من العديد من الشباب المنسيين، والذين لم يذكر اسمهم إلاّ من النادر، بسبب الظروف الاستثنائية والحروب في البلاد، التي أكلت الأخضر واليابس.

ويقول صالح عمر، "بأن هواية الرياضة بشكل عام تُعد من الرياضات المحبوبة لدية، ولكن لعبتي الجمباز والباركور، اللعبتان اللتان يمارسهما باستمرار، ويتحدث صالح عمر، حول بدايته، فيقول: "كنت انظر باستمرار إلى الجوال، وفي مقاطع التواصل الاجتماعي، كاليوتيوب وأتابع المشهورين في هذه الألعاب، فاستهوتني هذه الحركات المختلفة، فيخطر في بالي ويتردد إلي سؤال في ذهني، لماذا لا أطبق مثل هذه الألعاب في اقعنا وفي بيئتنا التي من النادر أن نجد في ذلك الوقت من يمارسها، وكان ذلك حينها قبل سبع سنوات، وفعلاً كبداية بدأت بتطبيقها، على الرمال ".

صالح المتميز بذكائه الحاد استخدم جُلّه في هذه اللعبتين، فاستغل تلك الفترة التي لم يتواجد في المدينة من يتقن هذه اللعبتين، فأبدع وشق طريقه نحو النجومية، وبالرغم من أن هذه اللعبتين، يحومها الخطر التي قد تلحق بالشخص التي يمارسها لكثرة الحركات والتنقلات والتسلق في الجدران والبيوت، إلاّ أن ذلك لم يبقى عائقاً أمام كل طموحاته المستقبلية.

تكوين فريق رائع

صالح عمر بات نجماً لامعاً في مدينة تريم، في لعبتي الجمباز والباركور، فمنذ سماع الشباب بذلك، بدأوا بالانخراط في تعلم هذه الألعاب الرياضية، وكوّن صالح فريقاً له خاصاً، فبدأ بعدد قليل حتى أصبح لديه أكثر من 30 عضواً في فريقه، وكل يوم في تزايد وتكاثر، وحتى أن صالح حاز على عدة ألقاب وسطع اسمه في مختلف المحافل، بمشاركاته العديدة، فأصبح منافساً الجميع في وادي حضرموت.

ويقول محمد خالد أحد اعضاء فريقه" كنت لم أعرف عن شخص اسمه صالح عمر في مدينة تريم يجيد الباركور والجمباز، ويضيف: "في ذات يوم وأنا أتابع الجوال واتصفح مختلف القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، استوقفني مشهد في هذه الرياضة، فسألت عنه حتى وصلت عنده وأصبحت من أعضائه وأصدقائه".

أما حسين سالم العضو الآخر في فريقه، فيؤكد لـ"المصدر أونلاين"، "أن هذه اللعبتين تحتاج من الشخص اللاعب الشجاعة والإقدام وعدم الخوف، بسبب الخطورة التي تتميز بها، وتحتاج ممارسة رياضة كافية للجسم".

وعن التحاقه بالفريق، فيقول: "بالصدفة! شاهدت صالح قبل أكثر من عام، وهو يدرب مجموعة من الشباب، في إحدى الصالات المغلقة في المدينة، فأعجبت بأدائه المبهر للناظرين والمتقن جداً، وحدثته حينها بالالتحاق بالفريق، وعلى الفور تم قبولي".

وأشار، حسين سالم بأن اللعبة جميلة في أدائها وحركاتها، إلاّ أن الشخص الممارس لها لا بد أن يحذر السقوط والوقوع على حين غفلة في الأرض على رأسه أو غيره حتى لا يُصاب بأي خطر يهدد مستقبله في هذه الرياضة.

خطورة على الجسم

ويقول صالح عمر أن لعبتي الجمباز والباركور خطيرة جداً على الجسم، وتكمن خطورتها على الشخص المبتدئ، ويضرب بذلك مثالاً، فيقول: بعض الحركات يكون الجسم كله يدور في الهواء، فمباشرة وقوع الشخص رأسه على الأرض بقوة يُصاب بعدة اصابات وعلى اثرها يتم اسعافه إلى المستشفى.

ويتابع: أحمد الله بأن هذه الحركة اطبقها بشكل متقن عن طريق تدوير الجسم مرتين في الهواء، فهذه الحركة لا يجيدها إلاّ القليل في وادي وصحراء حضرموت، فالكثير من الشباب المبتدئين يسقطون مباشرة على الأرض، لافتاً بأن هناك حركات أخرى خطيرة، كالتسلق من أعلى المرتفعات أو القفز، مضيفاً بأن ذلك يأتي بالاستمرار والتمارين المنتظمة.

طموحات ومطالبات

يمارس العشرات من مدينة تريم من هواة الجمباز والباركور، هذه الرياضة الخطيرة والتي ينقصها الكثير من الاهتمام من الجهات المسؤولة في البلاد، فهم في أمس الحاجة إلى توفير الدعم، حتى يقدموا كل ما لديهم من تفاصيل وإبداع حول هذه الألعاب.

ويقول صالح عمر "أن طموحاتي المستقبلية وهدفي قد بدأ يتحقق ولو جزءاً بسيطاً منه، مؤكداً بأنه يحب في ذات يوم أن يمثل اليمن في هذه الرياضة"، وحث عمر السلطات المحلية ومكتب وزارة الرياضة، بأن يعطوا كل رياضة اهتمامها، ودعمها الكافي، فكل رياضة لها محبيها وعشاقها، وهواتها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد