يعيش أبناء محافظة الحديدة الغنية بالموارد في ظل صيف حار لاهب وضعا مأساوي وتزداد معاناة سكانها ، في مثل هذه الأيام من كل عام بعد أن دمرت المليشيات كل الإمكانيات والدعم اضافة إلى انتهاكاتها ، وجرائمها بحق المدنيين، يأتي فصل الصيف الحار في ظل انقطاع الكهرباء الحكومية، وارتفاع تعرفة كهرباء القطاع الخاص التي تشارك فيها قيادات من المليشيا في المحافظة، لتتفاقم المعاناة على سكان المحافظة الأشد فقراً، الذين يعيشون ظروفاً معيشية واقتصادية سيئة.

المليشيا ترفض كل الحلول:

في كل صيف يتجرع سكان الحديدة المعاناة والعقاب الجماعي، فيما المليشيا تسيطر على موارد المحافظة بشكل كامل، ولا يعنيها معاناة المواطنين الذين يعيشون وضعاً مأساوياً بسبب الحر الشديد وانقطاع التيار الكهربائي، وترفض كل الحلول التي يمكن من خلالها التخفيف من معاناة سكان الحديدة.

ويضطر العديد من الرجال والشباب من سكان الحديدة إلى النوم فوق أسطح المنازل أو أمام أبواب بيوتهم، بينما تبقى النساء والأطفال داخل المنازل التي تكون أشبه بحمامات بخار هذه الأيام في ظل انقطاع الكهرباء وتوقف كل أجهزة التهوية والتبريد.

الحديدة تدعم كهرباء صعدة:

كانت المليشيا الانقلابية أنشأت قبل سنوات صندوق طوارئ محافظة الحديدة المخصص للكهرباء والمؤسسات الخدمية بالمحافظة، ومنذ إنشائه لم يوفر شيئاً للحديدة، حيث تذهب موارده لجيوب قيادات المليشيا، وبحسب مصادر في فرع البنك المركزي بالحديدة، فإن القيادي الحوثي عبد الجبار الجرموزي «أبو يونس» المعين من قبل المليشيا وكيلاً للمحافظة للشؤون المالية استولى على مبلغ 400 مليون ريال في 2019 من موارد صندوق طوارئ الحديدة.

وفي تغريدات على تويتر كشف عضو مجلس النواب أحمد سيف حاشد، بأن صندوق طوارئ الحديدة ضمن مخصصاته دعم كهرباء صعدة، في إشارة إلى نهب المليشيا لموارد محافظة الحديدة لصالح كهرباء محافظة صعدة.

ارتفاع نسبة وفيات المرضى:

ومع موجة الحر الشديد تتفشى الأمراض الجلدية والحميات، ويتعرض العديد من مرضى القلب ومرضى السكري وضغط الدم، والفشل الكلوي، لحالات الإغماء وللوفاة، وكذلك المعاناة القاسية التي يدفع ضريبتها النساء والأطفال وكبار السن والمرضى داخل المنازل..

ووفقاً لمصادر طبية في الحديدة، فإن أطفالاً حديثي الولادة يتوفون خلال الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وسوء الرعاية الصحة بسبب انعدام الكهرباء في المحافظة الغنية التي تسيطر علیھا ملیشیا الحوثي الإرهابية.

ووفقاً للمصادر فإن استمرار انقطاع الكهرباء في ذروة الحرّ الشديد يمثل سبباً أساسياً في حدوث الكثير من المضاعفات لعدد من مرضى القلب والسكري والضغط، تؤدي إلى وفاتهم.

حيث تضرب محافظة الحديدة غرب اليمن خلال أشهر الصيف من يونيو وحتى أغسطس، موجة حر شديدة، حيث تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية، وتتراوح نسبة الرطوبة العالية بين 70 و85 مئوية، ما يؤدي إلى تضرر المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط، والفشل الكلوي ، وحدوث حالات إغماء بين الأطفال وكبار السن والمرضى عموما.