قالت الأمم المتحدة، إن الأطراف المتحاربة في اليمن اتفقت على تجديد الهدنة على مستوى البلاد لمدة شهرين آخرين.

واعتبر تقرير لوكالة الأسوشيتد برس بأن هذا الإعلان يقدم بصيص أمل للبلاد، التي ابتليت بثماني سنوات من الحرب الأهلية، على الرغم من وجود عقبات كبيرة أمام السلام الدائم.

ودخل وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران حيز التنفيذ لأول مرة في 2 أبريل - وتعد أول هدنة على مستوى البلاد في السنوات الست الماضية من الصراع في الدولة العربية الأكثر فقرًا. ومع ذلك، اتهم الجانبان الآخر بخرق الهدنة في بعض الأحيان.

جاء هذا الإعلان، الذي جاء نتيجة جهود الأمم المتحدة، قبل ساعات قليلة من انتهاء الهدنة الأصلية

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ في بيان «الهدنة تمثل تحولا كبيرا في مسار الحرب وقد تم تحقيقها من خلال اتخاذ الأطراف قرارا مسؤولا وشجاعا.»

وقال إنه سيتوسط في المحادثات بين الأطراف المتحاربة لترسيخ الهدنة الجديدة، والتوصل في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع.

وفي السياق أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، موافقة الأطراف اليمنية لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين اضافيين.

وحسب بيان المبعوث الأممي، فأن الهدنة المجدّدة ستدخل حيز التنفيذ «عند انتهاء الهدنة الحالية، يوم 2 يونيو/حزيران 2022 في الساعة 7 مساءً بتوقيت اليمن».

وأكد أن «تم تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم 2 أبريل/ نيسان2022».

وقال بيان غروندبيرغ، إن اليمنيين شهدوا «الفوائد الملموسة للهدنة خلال الشهرين الماضيين. فقد انخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير، ودخل المزيد من الوقود إلى اليمن عبر ميناء الحديدة».

وأشار إلى «استئناف الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي، بعد ما يقرب ست سنوات على الاغلاق».

وأضاف: لقد «اجتمعت الأطراف وجهاً لوجه، تحت رعاية الأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ سنوات لإحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز وفي محافظات أخرى، ولتنفيذ آليات خفض التصعيد العسكري على مستوى البلاد».

وأشاد غروندبيرغ، «باتخاذ الأطراف هذه الخطوات، وبموافقتهم على تجديد الهدنة. تمثل الهدنة تحولاً كبيراً في مسار الحرب تم تحقيقه من خلال اتخاذ قرار مسؤول وشجاع من قبل الأطراف».

وشدد على ضرورة «اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله».

وأكد استمراره «بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالاً ونساءً».

وأعرب عن امتنانه «لدعم المجتمع الدولي في تنفيذ وتجديد الهدنة»، وتحديدًا «دعم المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

كما أعرب عن شكره لمصر والأردن على دعمهما في تسيير الرحلات التجارية من مطار صنعاء.

وقال غروندبرغ، إن «الموافقة على تنفيذ الهدنة وتجديدها الآن، فإن الأطراف قدموا بصيص أمل لليمنيين بأنه من الممكن إنهاء هذا النزاع المدمّر».

وأشار إلى أنه «أعتمد على التعاون المستمر للأطراف بنيّة حسنة، لبناء الثقة، واستغلال الزخم المتاح لتوفير مستقبل يعم فيه السلام في اليمن».