في خطابه بمناسبة العيد الوطني الثاني والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية:

العليمي: بدون الاتحاد سيكون علينا جميعا انتظار مصير بلدنا لتحدده التدخلات الأجنبية التوسعية للنظام الإيراني

2022-05-22 05:59:26 أخبار اليوم/ متابعات

 

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي على أهمية الوفاق والتلاحم والاصطفاف الوطني، محذرا من أنه بدون الاتحاد سيكون مصير البلاد في أيدي التدخلات الأجنبية التوسعية للنظام الإيراني.

جاء ذلك في خطابه له عشية العيد الوطني الثاني والثلاثين للجمهورية اليمنية، وتوحيد البلاد في 22 مايو 1990م.

وقال العليمي، إن «يوم إعلان الوحدة اليمنية والجمهورية الجديدة أحدث تحولاً جوهرياً في كياننا السياسي، متوجاً سنوات من واحدية الأهداف والنضال المشترك ضد الحكم الامامي، والاستعمار الأجنبي».

وأضاف، «من المدينة العظيمة عدن التي احتضنت وماتزال سنوات مخاض التحرر الوطني، نجتمع مع شركاء الهدف والقرار في جنوب الوطن، وشماله كفريق واحد، وامة واحدة من أجل استعادة الدولة، والانتقال الى فضاء أكثر تشاركاً».

وتابع: «في خضم نكبتنا الحالية، فإن وجودنا معا في العاصمة المؤقتة عدن وكل المحافظات المحررة، هو أفضل تذكير بتلك الأيام التي كان فيها الابطال الأوائل على قلب رجل واحد، وآمال وأهداف مشتركة».

واستدرك: «وفي كل لحظة تاريخية اجتمع الشركاء من الشمال والجنوب لأحداث التحول، ويمكننا فعل ذلك الآن، لأنه بدون الاتحاد ايها الشعب العظيم سيكون علينا جميعا انتظار مصير بلدنا، الذي تحدده التدخلات الأجنبية التوسعية للنظام الإيراني».

وأشار الرئيس العليمي إلى أن إنشاء مجلس القيادة الرئاسي يجسد رسالة سلام، وعزم على تحقيق إرادة شعبنا الذي يتطلع في كل الاحوال الى دولة عصرية، أكثر قوة، وتماسكا، وعدالة، دولة سيادة القانون والمساواة والحقوق والحريات.

وفيما يلي تنشر أخبار اليوم نص الكلمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين القائل: (واعتصموا بحبل اللَّهُ جميعاً ولا تفرقوا)

 أيها الشعب اليمني العظيم:

هذا يوم أخر من ايامنا الوطنية، يوم الثاني والعشرين من مايو، يوم اعلان الوحدة اليمنية، والجمهورية الجديدة، الذي نهنئكم فيه اينما كنتم، وسط الحرب، والخراب، والتشرد الذي اغرقتنا به المليشيات الانقلابية المدعومة من النظام الايراني.

يوم من التاريخ، الذي أحدث تحولاً جوهرياً في كياننا السياسي، متوجاً سنوات من واحدية الأهداف والنضال المشترك ضد الحكم الإمامي، والاستعمار الأجنبي، قبل ان تتدهور الأوضاع الى كل هذه الاستحقاقات العادلة للشركاء في جنوب الوطن، إثر حرب اهلية، اعترفت بأثارها السلبية، القوى السياسية الفاعلة في البلاد، حيث شكلت القضية الجنوبية العادلة، قضية محورية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:

من على تراب هذه المدينة العظيمة، التي احتضنت وماتزال سنوات مخاض التحرر الوطني، والمقاومة، نتحدث اليكم، ونجتمع مع شركاء الهدف والقرار في جنوب الوطن، وشماله كفريق واحد، وامة واحدة من اجل استعادة الدولة، والانتقال الى فضاء أكثر تشاركاً يحدد فيه اليمنيون مستقبلهم على اساس التعايش كما كانوا وفعلوا ذلك منذ خلق الله هذه الارض الطيبة، ومن عليها.

وفي خضم نكبتنا الحالية، فإن وجودنا معا في العاصمة المؤقتة عدن وكل المحافظات المحررة، هو أفضل تذكير بتلك الأيام التي كان فيها الأبطال الأوائل على قلب رجل واحد، وآمال وأهداف مشتركة، وفي كل لحظة تاريخية اجتمع الشركاء من الشمال والجنوب لأحداث التحول، ويمكننا فعل ذلك الان، لأنه بدون الاتحاد أيها الشعب العظيم سيكون علينا جميعا انتظار مصير بلدنا، الذي تحدده التدخلات الاجنبية التوسعية للنظام الإيراني.

أيها الشعب اليمني العظيم:

بينما كنا نتطلع الى مستقبل أفضل يشارك فيه جميع اليمنيين، ويحقق التوزيع العادل للسلطة والثروة من خلال مخرجات الحوار الوطني الشامل، باعت حفنة من قومنا نفسها رخيصة للخارج، منقلبة على التوافق الوطني، وطموحاتكم وآمالكم في ان يكون لبلدكم المكانة التي يستحق على الخارطة وغلبت مصالح إيران التوسعية على مصالح شعبنا وأهدافه ومكتسباته الوطنية.

من النادر جداً، في تاريخ بلدنا وامتنا، ان واجه شعبنا مثل هذه المحن مجتمعة، جماعة خارجة من عصور ما قبل التاريخ، ومعها الحرب، والوباء، والجوع، موديه بحياة عشرات الآلاف من أطفالنا وأمهاتنا، وشبابنا ورجالنا، وتشريد الملايين داخليا، وعبر الدول والقارات، لنصبح إحدى أكبر الأزمات الإنسانية على وجه الكوكب.

من اجل التغلب على هذا الواقع المرير، ومحاولة ايقاف نزيف الدم، والانتصار لتضحيات ابطالنا، وتأمين مستقبل بلدنا، كان الامر يتطلب أكثر بكثير من الكلمات.. يتطلب الوفاق، والتلاحم، والاصطفاف، فكان انشاء مجلس القيادة الرئاسي ليجسد رسالة سلام، وعزم على تحقيق ارادة شعبنا الذي يتطلع في كل الاحوال الى دولة عصرية، أكثر قوة، وتماسكا، وعدالة، دولة سيادة القانون والمساواة والحقوق والحريات، وبدعم ومساندة من أشقائنا.

أيها الشعب اليمني العظيم..

لقد علمتنا الأسابيع القليلة الماضية من عمر الهدنة، درساً مهماً في أهمية الانحياز الدائم لشعبنا، والتنازل دون تردد من موقع القدرة والمسئولية من اجل رفع معاناته بموجب قسمنا وعهدنا الذي قطعناه بالمسؤولية عن جميع اليمنيين، ونناشد المجتمع الدولي الضغط على قيادة المليشيات الانقلابية ان لا تقتل فرحة اليمنيين بهذه الخطوات نحو السلام العادل والشامل والمستند على المرجعيات المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً والعمل على إيقاف نزيف الدم وشبح المجاعة عن شعبنا الكريم.

وإنني وإخواني في مجلس القيادة الرئاسي، اذ نقدر المساعي الحميدة للمبعوثين الأممي، والأمريكي، والأسرة الدولية من أجل إنهاء معاناة شعبنا، فإننا نشدد على ضرورة تنفيذ كافة بنود الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز والمدن الاخرى، كما يجب على المجتمع الدولي الضغط لاستكمال إجراءات تبادل الأسرى، والمحتجزين، والمخفيين قسرا من قبل المليشيا الانقلابية، وصرف رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية الواصلة الى ميناء الحديدة، وانهاء حرب الخدمات التي يديرها الانقلابيون ضد الشعب اليمني.

وفي هذا الصدد ايضا، نؤكد باسمي وأعضاء مجلس القيادة، مواصلة دعم الجهود الحثيثة للمبعوثين الأممي، والأميركي، من أجل تمديد الهدنة الإنسانية، كما نجدد تمسكنا بمبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، واعتبارها أساسا عادلا لعملية سلمية شاملة.

أيها الشعب اليمني الكريم..

اننا على عهدنا الذي قطعناه في خطاب اليمين الدستورية امام مجلسي النواب والشورى، بأن تكون المسألة الاقتصادية اولوية رئيسة لعملنا، وسنعمل سويا مع حكومة الكفاءات السياسية على تنشيط الصادرات وتنمية الإيرادات بما يمكننا من الانتظام في دفع رواتب موظفي الخدمة العامة والقوات المسلحة والأمن والمعاشات التقاعدية.

وقد وجهنا الحكومة بإنجاز الية استيعاب المنحة الكريمة المقدمة من أشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة البالغة 3 مليارات، و300 مليون دولار بشكل عاجل، ويتواجد في هذه اللحظة الفريق الحكومي مع اللجنة الاقتصادية في الرياض لإنجاز ذلك، كما تم تحويل ما تبقى من الوديعة السابقة وقدرها 174 مليون دولار الى البنك المركزي، وبما سيسهم في استقرار العملة وتحسين الأوضاع المعيشية.

كما نؤكد التزامنا بتحسين الخدمات في كافة المحافظات وفي المقدمة العاصمة المؤقتة عدن، التي نوليها اهتماما خاصا، بما يليق بمكانتها وتاريخها ومدنيتها، وجمالها، وطيبة ونقاء سكانها، ونؤكد ايضاً ان المجلس سيعمل بشكل أساسي على مكافحة الفساد من خلال تطوير جهاز الرقابة والمحاسبة، واختيار هيئه وطنية عليا جديدة لمكافحة الفساد خلفا للهيئة القائمة كما تم توجيه الحكومة بسرعة إعادة تشكيل اللجنة العلياء للمناقصات والهيئة العليا للرقابة على المناقصات ليتم بموجبة تشكيل لجان المناقصات في المحافظات المحررة وبصورة عاجلة.

أيها الاخوة والاخوات:

باسمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وباسمكم جميعا أتوجه بكل آيات الاجلال والاكبار والتقدير لأبطال قواتنا المسلحة والآمن والمقاومة الشعبية على مواقفهم وتضحياتهم الغالية، دفاعا عن الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية، كما ندعو بالرحمة للشهداء الأبرار الذين ارتقوا عظماء خالدين، في كل مواقع الشرف والبطولة دفاعاً عن الشرعية الدستورية والشفاء للجرحى الكرام الذين نجدد التزامنا نحوهم بتقديم كل الدعم اللازم لعلاجهم ورعايتهم.

ونؤكد هنا توجيهنا السابق للحكومة بالإسراع خلال شهر واحد من الان بإنشاء الهيئة الوطنية الخاصة بعلاج ورعاية جرحى ومصابي ومعاقي القوات المسلحة والامن والمقاومة الشعبية وعائلات الشهداء منهم واصدار قانون بإنشاء صندوق خاص بمواردها، وسنمضي قدماً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، كما نص اتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة، وذلك من خلال اللجنة العسكرية والأمنية التي سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة.

أيها الشعب الكريم:

كما كانت آمال النصر معقودة دائماً عليكم وتضحيات ابطالكم في القوات المسلحة والامن، ووحدة قواكم السياسية، فإنها معلقة ايضا على اشقائنا الاوفياء الذين سطروا على ارضنا ملاحم عظيمة في الذود عن الشرعية الدستورية واستعادة الدولة واغاثة اهلنا وتضميد جراحهم، في مواقف مشرفة مثلت رسالة حازمة للأعداء الطامعين في ارضنا واستهداف هويتنا ونسيجنا العربي المشترك من المحيط الى الخليج.

وفي هذا المقام أتقدم باسمكم، واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بالشكر الجزيل والتقدير الكبير، للقادة الشجعان وشعوبهم الكريمة، في دول تحالف دعم الشرعية، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ودولة الامارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان ال نهيان، على كل ما قدموه وما يزالون لأشقائهم في اليمن من دعم عسكري وسياسي ودبلوماسي واقتصادي ومالي واغاثي، في مواجهة الانقلاب المدعوم من النظام الإيراني.

كما أتوجه بالشكر والتقدير لكل اشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين ما عرفناهم إلا سنداً وعضداً لليمن في كل الظروف، ونأمل ان يأتي اليوم المنشود الذي يكون فيه بلدنا عضوا كاملا مع اشقائه في هذا الصرح العربي العظيم، والشكر موصول أيضاً لكل اشقائنا العرب، واصدقائنا المانحين واخص بالذكر جمهورية مصر العربية بقيادة اخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي فتح أبواب مصر لمئات الآلاف من أبناء شعبنا سواء بالإقامة والاستقرار المؤقت بسبب ظروف الحرب او العلاج، والتعليم، وهذا ليس غريباً على مصر العروبة التي وقفت دوماً مع اليمن، ودعمت جمهوريته بالدم والمال وساندت أبناءه بكل محبة واصالة في كافة المجالات.

يا أبناء شعبنا المقاوم:

اننا في مجلس القيادة الرئاسي ونحن نتابع بحزن والم الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية واستمرار معاناة شعبنا العربي الفلسطيني من اثار الحصار الظالم، والانتهاكات المستمرة لحقوقه وكرامته من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ومستوطنيها، فأننا ندعو المجتمع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لممارسة كافة وسائل الضغط على الدولة المحتلة للدخول في مفاوضات جادة مع السلطة الوطنية الفلسطينية بتنفيذ القرارات الدولية والتعاطي الإيجابي مع المبادرة العربية والقبول بها على طريق حل الدولتين، وبما يحقق السلام والاستقرار للمنطقة والعالم.

- المجد والرفعة والكرامة للشعب اليمني العظيم

ـ الرحمة والخلود للشهداء الأبطال.

- الشفاء والسلامة للجرحى الميامين.

- الحرية والسلام للمعتقلين والمحتجزين والمختطفين.

- التحية والاجلال لأشقائنا الكرام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد