تصفيات مونديال 2022: إيطاليا تعيش كابوس الغياب عن المونديال للمرة الثانية توالياً

2022-03-25 21:29:17 أخبار اليوم/متابعات

 

 

بعد ليالي الصيف الساحرة التي عاشها أنصار المنتخب الإيطالي عندما توج منتخب بلادهم بطلا لكأس أوروبا بالفوز على انكلترا بركلات الترجيح على ملعب ويمبلي، سقط من عليائه بعد خروجه من الباب الضيق من تصفيات الملحق المؤهل الى مونديال قطر 2022 بخسارته الكارثية امام مقدونيا الشمالية صفر-1 على ارضه ليغيب بالتالي عن شمس المونديال للمرة الثانية تواليا.

انتهت "نهضة" الكرة الايطالية التي قادها المدرب روبرتو مانشيني، بشكل صادم في باليرمو بعد السقوط المذل امام مقدونيا الشمالية على الرغم من سيطرة "أتزوري" على مجريات اللعب تماما وقيام لاعبيه بالتسديد 32 مرة باتجاه مرمى مقدونيا الشمالية.

عادت ايطاليا بالتالي الى حقبة ما قبل مانشيني وتحديدا في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 عندما سقطت امام السويد في الملحق ايضا بخسارتها ذهابا في ستوكهولم واكتفائها بالتعادل سلبا على ارضها، لتغيب عن المونديال للمرة الاولى منذ 60 عاما حينها.

دخلت ايطاليا بطلة العالم 4 مرات (اعوام 1934 و1938 و1982 و2006) في نفق مظلم مجددا مع غيابها للمرة الثانية تواليا عن العرس الكروي وبالتالي ستمر فترة 12 عاما قبل عودة محتملة الى النهائيات المقررة عام 2026 في ثلاث دول هي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

ومنذ تتويجها بمونديال المانيا عام 2006 على حساب فرنسا بركلات الترجيح، عاشت ايطاليا كابوسا تلو الآخر في النهائيات، لأنها خرجت من دور المجموعات في النسختين التاليتين في جنوب افريقيا 2010 والبرازيل 2014، قبل ان ان تغيب عن روسيا 2018 ونسخة قطر المقبلة المقررة نهاية العام الحالي.

-مصير مانشيني-

والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيبقى مانشيني على رأس الجهاز الفني؟ يبدو انه مستمر لا سيما بعد ان تم العام الماضي تجديد عقده حتى 2026 مكافأة له على تتويجه باللقب القاري، خلافا للمدرب السابق جان بييرو فنتورا الذي دفع ثمن الخروج من الملحق امام السويد قبل 5 سنوات.

لم يشأ مانشيني الغوص في مستقبله بعد المباراة لكنه تحدث عن "خيبة امل كبيرة"، مشيرا الى انه "بعد ان عشت أفضل أمسية لي في مسيرتي التدريبية خلال الصيف، ها أنا أعيش أكبر خيبة أمل".

وما يزيد من هول الكارثة، ان كثيرين كانوا يعولون على المنتخب لنسيان تراجع مستوى الاندية المحلية على الصعيد القاري حيث فشل اي منها في بلوغ الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي.

وتعاني الاندية الايطالية كثيرا جراء فيروس كورونا وقدرت خساراتها العام الماضي باكثر من مليار يورو حيث ازدادت ديونها ايضا 3.3 مليار يورو بحسب دراسة اجرتها هذا الأسبوع صحيفة "كوريري ديلو سبورت" الواسعة الانتشار.

-اعتزال دولي في الافق؟-

وسيؤدي الخروج الايطالي على الارجح الى اعتزال بعض الوجوه المؤثرة في المنتخب وعلى رأسهم الثنائي الدفاعي المخضرم جورجي كييلني (37 عاما) وليوناردو بونوتشي (34)، وكلاهما ساهما بشكل كبير في التتويج الاوروبي قبل 10 اشهر، في حين يبلغ تشيرو ايموبيلي الثانية والثلاثين حاليا، وسينتقل لورنتسو إنسينيي (30 عاما) للعب في كندا .

اما بالنسبة الى اللاعبين الأصغر سناً والذي لم يشهدوا مرارة الخروج من دور المجموعة عام 2014 في آخر مشاركة لمنتخب ايطاليا، وهم الحارس جانلويجي دوناروما ونيكولو باريلا وفيديريكو كييزا ومانويل لوكاتيلي، فيتعين عليهم الانتظار اربع سنوات على الاقل للمشاركة في العرس الكروي للمرة الاولى في مسيرتهم.

من أين بدأت الكارثة؟

سلط الإعلام الإيطالي الضوء على تفاصيل مهمة حول هذه الكارثة، وعلى رأسها الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها لاعبو «الأزوري» في التصفيات، والتي تسببت بذهابهم إلى الملحق.

واحتلت إيطاليا المركز الثاني في المجموعة الثالثة من التصفيات بـ16 نقطة، وبفارق نقطتين عن سويسرا التي احتلت المركز الأول وتأهلت مباشرة لمونديال قطر.

ونشر موقع «فوتبول إيطاليا» تقريراً كشف من خلاله عن أهم الأخطاء التي ارتكبها لاعبو إيطاليا في مباريات التصفيات، والبداية كانت في سبتمبر 2021 عندما لعبت إيطاليا أول مباراة في التصفيات وتعادلت بها 1-1 مع بلغاريا، حيث تسبب أليساندرو فلورينزي بخطأ قاتل منح أتاناس إيلييف تسجيل هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول.

وبعدها بثلاثة أيام تعادلت إيطاليا مع سويسرا بلا أهداف، حيث أضاع دومينيكو بيراردي فرصة للتسجيل من داخل منطقة الجزاء، ومن ثم أهدر جورجينيو ركلة جزاء تصدى لها الحارس يان سومر.

وانتهت المباراة الثانية ضد سويسرا بالتعادل 1-1 في 12 نوفمبر 2021، حيث أهدر اللاعبون عدة فرص ومن بينهم نيكولو باريلا، بجانب إضاعة جورجينيو ركلة جزاء للمرة الثالثة على التوالي.

وفي مباراة الخميس أمام مقدونيا عاد بيراردي لإهدار الفرص السهلة ومنع إيطاليا من التقدم رغم عدم وجود حارس في المرمى.

خلاف بين مسؤولي الكرة الإيطالية

و بدأت الخلافات تظهر في الكرة الإيطالية بعد المفاجأة المدوية التي تعرض لها المنتخب الإيطالي ليلة الخميس بالخروج من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 المقام في قطر.

وخسر المنتخب الإيطالي أمام نظيره المقدوني في نصف نهائي الملحق المؤهل إلى المونديال، وبهدفٍ دون مقابل، في مباراة أقيمت على ملعب رينزو باربيرا في باليرمو.

وحمل رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم غابرييل غرافينا الأندية الإيطالية جزءاً من المسؤولية على ما يحدث لـ«الآزوري» في الوقت الحالي.

وقال غرافينا في تصريحات صحفية: «هنالك نقص واضح باللاعبين الإيطاليين في الأندية، 30% من اللاعبين الإيطاليين يلعبون في صفوف الشباب «بريمافيرا»»، وأضاف: «لا أقول إن هنالك مسؤولية على الأندية بهذه الهزيمة، لكن بالتأكيد هنالك نقص في المواد البشرية للقيام باختيار جيد مقارنة بدول أخرى»، وأكمل «عندما ننادي اللاعبين للمنتخب تنزعج الأندية خوفاً من الإصابات والإرهاق بدلاً من اعتبارها إمكانية للتعاون من أجل الصالح العام».

كاسيني يرد على غرافينا

وجاء الرد سريعاً على تصريحات غرافينا من رئيس دوري الدرجة الأولى الإيطالي لورينزو كاسيني.

وقال كاسيني في تصريحات نقلتها «سكاي سبورت إيطاليا» إن الأندية دائماً تتجاوب بشكلٍ إيجابي مع المنتخب الإيطالي.

وتابع كاسيني: «اللاعبون دائماً يستجيبون للمنتخب الإيطالي، الالتزام الرياضي للمنتخب يوحد البلاد ويجعلنا نتغلب على كل انتماء، المنتخب الوطني ملك للجميع».

فشل ذريع

واصل سوء الحظ مرافقة المنتخب الإيطالي في نهائيات وتصفيات كأس العالم، منذ تتويجه باللقب في نسخة عام 2006 بألمانيا، حين تفوق في النهائي على المنتخب الفرنسي بضربات الترجيح (5ـ3)، عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

وكانت هذه آخر مباراة لمنتخب إيطاليا في أدوار خروج المغلوب بكأس العالم، والتي أقيمت في 9 يوليو 2006، أي قبل 5737 يوماً. فيما كانت آخر مشاركة لهم في دور المجموعات بكأس العالم تعود إلى 15 يونيو 2014 بالبرازيل، ضد إنجلترا، أي قبل 7 سنوات و283 يوماً.

وكانت آخر مشاركتين لإيطاليا في نهائيات كأس العالم محتشمة للغاية، حيث خرجوا في عام 2010 بجنوب أفريقيا من دور المجموعات، متذيلين المجموعة السادسة بنقطتين من تعادل وهزيمتين، خلف باراغواي، سلوفاكيا، ونيوزيلندا. وفي نسخة عام 2014 بالبرازيل التي كانت الأخيرة لهم بالنهائيات غادروا أيضاً من دور المجموعات في المركز الثالث بالمجموعة الرابعة بـ3 نقاط من 3 تعادلات، خلف كوستاريكا، وأوروغواي.

وفي النسختين التاليتين عانت إيطاليا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018، و2022، وهي أول مرة يفشل الآزوري في بلوغ نسختين متتاليتين. كما أصبح المنتخب الرابع في التاريخ الذي يكون حاملاً للقب اليورو، ولا يتأهل لكأس العالم الموالية بعد كل من: تشيكوسلوفاكيا (1978)، الدنمارك (1994)، اليونان (2006).

وفشلت إيطاليا في عام 2018 في ضمان بطاقة العبور المباشرة لمونديال روسيا، بحلولها في المركز الثاني في مجموعتها بالتصفيات خلف إسبانيا، قبل أن تخسر الملحق الأوروبي أمام السويد بهدف نظيف. وفي تصفيات كأس العالم 2022، تأهلت للملحق الذي خسرته ضد مقدونيا الشمالية بهدف نظيف، بعد فشلها في نيل بطاقة التأهل المباشرة، بحلولها في المركز الثاني في مجموعتها بالتصفيات خلف سويسرا.

وتقف عدة أسباب وراء فشل إيطاليا الكارثي في بلوغ نهائيات كأس العالم 2022، ولعلها بقاء افتقاد الآزوري لمهاجم هداف، منذ إصابة فيديريكو كييزا الخطيرة في الرباط الصليبي، والذي كان يحمل الثقل الهجومي لإيطاليا، وكان أحد الركائز الأساسية لتتويج إيطاليا بكأس أمم أوروبا الأخيرة.

ولم ينجح أي من المهاجمين في تعويض غياب كييزا، سواء تشيرو إيموبيلي، إنسيني، أوبيراردي، حيث سدد الفريق 35 تسديدة منها 5 تسديدات فقط على المرمى، وحصلوا على 16 ركنية فشلوا في الاستفادة من أي منها.

ولا يقتصر ضعف أداء إيطاليا على المستوى الهجومي فقط، إذ كان أغلب لاعبي الفريق بعيدين عن مستواهم، كجورجينيو، باريلا، كيليني، ودورناروما، الذي كان الأسوأ في اللقاء، ويتحمل بشكل كبير مسؤولية استقبال هدف الإقصاء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد