خطايا أنشيلوتي وضعت الريال بين أنياب برشلونة في الكلاسيكو

2022-03-21 22:43:59 أخبار اليوم/متابعات

 

 

أنهى برشلونة هيمنة غريمه ريال مدريد على الكلاسيكو في آخر عامين، وانتصر في ملعب سانتياجو برنابيو برباعية نظيفة، اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة الـ29 من الدوري الإسباني.

الفريق الملكي وجد نفسه بين أنياب برشلونة منذ بداية المباراة وحتى نهايتها، مما مهد طريق البارسا نحو افتراسه بسهولة.

ونستعرض في السطور التالية الأسباب التي أسهمت في خروج الفريق الكتالوني فائزا بالكلاسيكو:

خطايا أنشيلوتي

دخل الريال المباراة بدون مهاجمه الفرنسي كريم بنزيما، الذي عانى من إصابة عضلية تعرض لها خلال مواجهة ريال مايوركا في الجولة الماضية، مما دفع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لإجراء بعض التعديلات لتعويض غيابه.

مدرب الريال فاجأ الجميع بتغيير طريقة اللعب، حيث قرر نقل لوكا مودريتش من الوسط إلى الهجوم، للعب دور المهاجم الوهمي، وهو ما لم يعتد عليه طوال مسيرته، ليؤكد ذلك مدى الارتباك الخططي الذي أصاب أنشيلوتي قبل المباراة.

بل اتضح اعتماد أنشيلوتي على طريقة مختلفة عند امتلاك البارسا للكرة، بالتحول من (4-3-3) إلى (4-5-1)، بوضع مودريتش في المقدمة للقيام بالضغط المتقدم، فيما يعود الجناحين لمساعدة الأظهرة، وأحيانا يتقدم توني كروس لمساعدة زميله الكرواتي في الأمام.

الارتباك الذي أصاب أنشيلوتي عند التحضير للمباراة بعد علمه بغياب بنزيما، انتقل إلى لاعبيه بسبب تغيير طريقة اللعب بشكل مفاجئ، مما جعلهم تائهين على أرض الملعب منذ الدقيقة الأولى.

تفوق تشافي

على الجانب الآخر، لم يغير تشافي هيرنانديز طريقته المفضلة (4-3-3)، وهو ما منح الفريق ثباتا وأريحية واضحة منذ انطلاق المباراة.

وفرض الفريق الكتالوني هيمنته على مجريات اللعب واعتمد على الاستحواذ والضغط العالي، ما أظهر لاعبي الريال عاجزين عن الخروج بالكرة من منتصف ملعبهم.

ووضح أن تشافي جهز نفسه جيدا للمواجهة من خلال حسن استثمار غياب كريم بنزيما والظهير الأيسر فيرلان ميندي، حيث أعاد توظيف لابه الصلب أراوخوا في مركز الظهير الأيمن ليشكل جبهة مزدوجة مع ديمبلي، بالضغط على ناتشو، وفي الوقت نفسه إيقاف خطورة فينسيوس، وهو ما نجح في تنفيذه إلى حد بعيد.

كما نجح ديمبلي في استباحة الجبهة اليسرى للريال، ولم يتمكن ناتشو من مجاراة سرعة الجناح الفرنسي طوال الشوط الأول الذي أنهاه البارسا متقدمًا بثنائية دون رد.

في أول كلاسيكو له كمدرب لبرشلونة على ملعب سانتياغو برنابيو، هيمن تشافي هرنانديز على مجريات اللعب ليقود الفريق إلى انتصار كاسح 4-0 على ريال مدريد الذي عانى من فقدان هدافه كريم بنزيمة، ولم يبدِ أي مقاومة في الميدان، ليتعرض لأول هزيمة أمام البلاوغرنا منذ 3 أعوام.

فبعد تعادل و5 هزائم في مواجهات الكلاسيكو الأخيرة، عاد برشلونة ليبسط سيطرته وجدارته على الغريم الأزلي في قمة الدوري الإسباني، كما تفوق تشافي في كل النواحي الخططية وفي التشكيل على نظيره الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي لم يكن فريقه قادراً على ردة الفعل بين جماهيره التي تخطى عددها الـ60 ألف مشجع.

وراهن المدرب الكتالوني على رونالد أراوخو في الرواق الدفاعي الأيمن بدلاً من البرازيلي داني ألفيش، لينجح رهانه حيث سجل اللاعب الأوروغواياني الهدف الثاني للفريق، رغم أن برشلونة عانى من اختراقات البرازيلي فينيسيوس جونيور في هذا الجانب خلال الشوط الأول ليهدد في أكثر من مناسبة مرمى الحارس الألماني تير شتيغن.

ولكن البرسا كان قد أثبت ثقة كبيرة في تحركاته أثناء استحواذه على الكرة، وفي تناقلها من الدفاع للهجوم، مثلما اعتاد أن يؤقلم لاعبيه في أكاديمية لاماسيا، بعيداً عن هوية المنافس.

ورغم أن الخطورة الأولى في المباراة كانت بأقدام الأوروغواياني فيدي فالفيردي، إلا أن برشلونة فرض قوانينه في البرنابيو، بعد ما تحسن في اللعب الجماعي، وفي الاستحواذ على الكرة، وفي اللعب العمودي، وفي الدفاع، وفي الهجمات المرتدة، وفي تمركز اللاعبين، ليستعرض بشكل لا غبار عليه في جميع النواحي.

وتألق الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي خلال المباراة وكان بمثابة «صداع دائم» في رأس ريال مدريد، بصناعته لهدفين، حيث فعل كل ما أراد بمنافسي الفريق الملكي، وبفضل تحركاته جاء الهدف الأول قبل إتمام نصف ساعة من اللعب، والذي سجله بيير أوباميانغ، ولم تمر 10 دقائق حتى صنع ديمبيلي الهدف الثاني لأراوخو الذي استقبل كرته بالرأس في شباك البلجيكي تيبو كورتوا.

وأصبح ديمبيلي أول لاعب في البرسا يصنع هدفين في الشوط الأول من مواجهة كلاسيكو منذ أن قام تشافي بالأمر نفسه قبل 13 عاماً، في المواجهة التي انتهت بفوز كاسح للبرسا 2-6 على الريال، ورفع ديمبيلي عدد الأهداف التي صنعها هذا الموسم إلى تسعة.

ومع نهاية الشوط الأول، أيقن فريق ريال مدريد أنه مقبل على تلقي أول هزيمة له هذا الموسم على ملعبه، خاصة وأن برشلونة لم يهدأ من انطلاق الشوط الثاني، وذهب لتسجيل الهدف الثالث بعدها بثلاث دقائق الذي وقع عليه فيران توريس بشكل رائع بفضل كعب مذهل من أوباميانج، والذي تكفل بتسجيل الرابع (ق51).

بينما سيطر برشلونة على وسط الملعب بفضل لاعبيه سرجيو بوسكيتس وفرينكي دي يونغ وبيدري الذين تألقوا في الأدوار الهجومية عبر بحثهم باستمرار عن التمريرات العمودية للجناحين، ومن خلف الدفاعات المدريدية.

في المقابل يبدو أن غياب بنزيمة كان له أثر كبير على أداء الريال، رغم حضور فينيسيوس هجومياً، حيث راهن أنشيلوتي على لوكا مودريتش كمهاجم وهمي مع تواجد رودريغو وفينيسيوس جونيور في الأجنحة.

وأقر كارليتو بخطئه لاحقاً في التشكيل، وتحمله لأخطاء الخسارة، قائلاً: «كانت الفكرة هي وضع مودريتش في المقدمة لمحاولة الخروج بالكرة بشكل أفضل وإيجاد المساحة، لكن النهج لم يكن جيداً».

كما لم يحسن أنشيلوتي اختيار لاعبيه في خط الوسط، ليبدو فريقه تائهاً تماماً بدون ضغط أو فرص أو تعامل صحيح في الثنائيات.

ورغم هذا الانتصار الكبير الذي أحيا حظوظ البرسا قليلاً في الفوز باللقب ولو حسابياً، الذي يبدو بعيد المنال، حيث ما يزال يبتعد بـ12 نقطة عن الريال مع تبقي مباراة مؤجلة للفريق الكتالوني، إلا أن الفريق الملكي يبقى هو الأقرب لإحراز كأس الليغا.

وساهم الفوز في منح دفعة معنوية كبيرة للفريق الكتالوني الذي احتفل على ملعب البرنابيو بشكل خاص به حيث احتضن اللاعبون والجهاز الفني بعضهم البعض في معقل الريال، ويبقى عزاؤهم الوحيد هو الإيمان بوجود فرص لهم في الليغا وإن كانت ضئيلة للغاية وإمكانية مواصلة التحسن، منذ وصول تشافي لقيادة دفة الفريق في الخامس من نوفمبر 2021، خلفاً للهولندي رونالد كومان، حيث وقّع على عقد مع الفريق حتى 2024.

ترميم أخفق في إغلاق الثغرة

وحاول أنشيلوتي سد هذه الجبهة مع بداية الشوط الثاني، بخروج داني كارفاخال ونزول إدواردو كامافينجا مع تحويل ناتشو إلى مركز الظهير الأيمن، وتواجد دافيد ألابا على الجانب الأيسر، مع تحول لاعب الوسط كاسيميرو إلى قلب دفاع بجوار ميليتاو.

تغيرات عديدة في الأدوار والمراكز أصابت الريال بحالة شلل تام داخل أرض الملعب، ليسجّل برشلونة هدفين جديدين مع بداية الشوط الثاني، ويقضي على الآمال المدريدية في العودة، وبعدها بدأ لاعبو البارسا في تناقل الكرات، مع شن هجمات خطيرة بين الحين والآخر. 

وكان الثنائي بيير إيميريك أوباميانج وفيران توريس الأكثر توهجا بين لاعبي البارسا، حيث نجحا في استغلال حالة التوهان التي ظهر بها الدفاع الملكي، ليجد الحارس تيبو كورتوا نفسه أمام وابل من الهجمات، علمًا بأنه أنقذ مرماه من أهداف أخرى رغم الرباعية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد