عاد نادي برشلونة لتقديم مستويات طيبة للغاية خلال شهر فبراير المنصرم ليعيد للأذهان ذكريات الأجيال الذهبية له بقيادة تشافي وإنييستا وميسي.

النادي الكتالوني فاز بأربعة لقاءات في الشهر الماضي وتعادل في لقائين فقط، وسجل أربعة رباعيات ضد فرق كبيرة مثل أتلتيك بيلباو وأتلتيكو مدريد وفالنسيا ونابولي.

كل ذلك في ظل عدم وجود ليونيل ميسي الذي رحل لصفوف باريس سان جيرمان مع بداية الموسم، وترك النادي الكتالوني يغرق في دوامة نتائج محبطة تحت قيادة رونالد كومان.

لكن ماذا لو كان ميسي لا يزال متواجدًا في صفوف برشلونة؟ هل كنا سنشاهد نفس الأداء الحالي؟ أم كان سيعطل عملية التطوير التي يقوم بها تشافي.

تعطيل ميسي للمنظومة

البعض كان يرى أن ميسي من أسباب تراجع برشلونة، بسبب تعطيل اللعب عنده وضرورة مرور الكرة من خلاله في كل هجمة.

ذلك النظام كان يجعل مراقبة ليونيل ميسي هو المفتاح الأول والأخير لإيقاف خطورة برشلونة، فالنجم الكتالوني كان الجميع يطوف في فلكه هناك.

بعد رحيل ميسي عن صفوف برشلونة رأينا تحسنًا طفيفًا في عملية بناء الهجمة، لكن هذا لن يعني بالضرورة أن ميسي كان أصل المشكلة.

أزمة ميسي في برشلونة

أحد أكبر أزمات ليونيل ميسي في برشلونة كانت في غياب المنظومة من حوله، السبب الذي كان يجعل ليونيل هو مركز الكون بالنسبة للفريق.

غياب المنظومة كان يجعل الكل هناك يعتمد على مهارة وتفرد ليونيل ميسي في إيجاد الحلول في الأوقات الصعبة من المباريات.

وطالما كانت الأمور تسير على ما يرام وبرشلونة يحقق الانتصارات فما الداعي الذي سيحرك أي عنصر من أجل التطور أو تغيير أي شيء.

تمرد ميسي على الجميع

لم تتوقف الأنباء عن تمرد ميسي على أي مدير فني وطأت قدماه نادي برشلونة في سنوات نشاط النجم الأرجنتيني هناك.

بداية من تاتا مارتينو مرورًا بلويس إنريكي، وكيكي سيتيين وغيرهم، فلماذا يكون تشافي هيرنانديز مختلفًا عنهم.

صحيح أن علاقة ميسي وتشافي تعود لسنوات بعيدة في الماضي، لكن هذا لن يحمي المدرب الإسباني من سطوة ليونيل على غرفة الملابس.

في وجود تشافي كل شيء يختلف!

الآن النادي الكتالوني يملك استقلاله عن ليونيل ميسي بعد سنوات من التبعية في ظل مهارة وإمكانيات ليونيل الفنية المذهلة.

في الوقت الحالي يملك برشلونة تشكيلة أساسية قوية وعدة عناصر على مقاعد البدلاء لديهم القدرة على صناعة الفارق عند المشاركة.

تخيل عزيزي لو أضفنا لهم ليونيل ميسي، قد نواجه وحشًا من الصعب أن يروضه أي فريق مهما كانت قدراته الفنية.

ميسي في كنف تشافي كان سيجد ما افتقده برشلونة لسنوات وما أثقل كاهله بالهموم لفترات طويلة وجعله الفرد الوحيد في المنظومة القادر على صناعة الفارق.

بيت القصيد

فكرة وجود ميسي في برشلونة تشافي هي فكرة مغرية لكل مشجع لنادي برشلونة، بالأخص في ظل حالة التوهج التي يمر بها الفريق حاليًا.

لكن وجود ميسي لن يعني بالضرورة أن الصورة ستكون أفضل، صحيح أن للأرجنتيني الفضل الأكبر على التاريخ الحديث في برشلونة، لكن في النهاية المعطيات الحالية تؤكد أن وجوده لن يضيف الكثير، بالأخص في ظل تراجعه الواضح مع باريس سان جيرمان.

في النهاية يظل سيناريو عودة ميسي لصفوف برشلونة مطروحًا في الصيف المقبل ليختم مسيرته الكروية في ناديه الأحب، وقتها لو حدث ذلك سنستطيع أن نحكم بأنفسنا.