قصة عمر بن الخطاب والأعرابي:

2022-01-09 15:43:56 أخبار اليوم/متابعات

 

فى يوم جاء شابان إلى سيدنا عمر بن الخطاب وهما يقودان رجلاً أعرابياً من البادية ووقفا أمام عمر بن الخطاب، فسألهما عمر: من هذا؟ فقالا: يا أمير المؤمنين هذا الرجل قتل أبانا، سأله عمر: أقتلت أباهم؟ قال الرجل: نعم قتلته، فقال عمر: وكيف قتلته؟ قال الرجل: دخل إلى أرضي بجملة، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت علية حجراً فوقع على راسه ومات.

قال عمر: القصاص.. قرار لم يكتب وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يفكر عمر بن الخطاب فى السؤال عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة أو من أسرة غنية أو ما هو مركزة في المجتمع، كل هذا لا يهم أمير المؤمنين الذي لا يخشى في الله لومة لائم ولا يهمه إلا إقامة الحق والعدل.

قال الرجل : يا أمير المؤمنين أسألك بالله أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي فى البداية وأخبرهم أنك سوف تقتلني وأعود إليك، لأن ليس لهم عائل إلا الله من بعدي، فسأله عمر : من يكفلك أن تذهب وتعود إلي مرة أخري، سكت الناس جميعاً لأحد لا أحد يعرفه ولا يعرف أسمة ولا دارة، وهى ليست كفالة بسيطة ولكنها كفالة علي الرقبة أن تقطع بالسيف، ولا أحد يقدر أن يفكر فى وساطة لدي عمر في تطبيق شرع الله، تأثر عمر ووقع في حيرة، كيف يقتل الرجل ويعرض أطفاله للموت جوعاً، وكيف يتركه يذهب دون كفالة فيضيع حق المقتول وأبناؤه .

سكت عمر قليلاً مفكراً ثم التفت إلى الشابان وسألهما: أتعفوان عنه؟ قالا: لا، لا عفو لمن قتل أبانا، ولابد أن يقتل يا أمير المؤمنين، رجع عمر يسأل من يكفل هذا الرجل، فقام أبو ذر الغفاري وقال: أنا أكفله يا أمير المؤمنين، قال عمر: يا أبا ذر، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أنى تاركك ؟! قال أبو ذر: الله المستعان يا أمير المؤمنين، وفعلاً ذهب الرجل وأعطاه سيدنا عمر ثلاث ليال مهلة حتى يودع أطفاله ويهيئ لهم الأمر ويعود له من جديد ليقتص منه .

فاتت الثلاث ليال وأمير المؤمنين يعد الأيام عداً ولا ينسي الموعد أبداً، حتى نادي فى المدينة فى صلاة العصر، جاء الشابان واجتمع الناس واتي أبو ذر، جلس عمر يسأل أين الرجل فلم يجب أحد، تلفت أبو ذر باحثاً عن الرجل فلم يظهر، كان أبو ذر يسكن فى قلب عمر بن الخطاب ولكن هذه شريعة الله ومنهجه، وهى أحكام ربانية لا تخضع للهوي، وقبل الغروب بلحظات قليلة جاء الرجل، فكبر عمر وكبر المسلمون جميعاً معه، قال عمر للرجل : لو أنك بقيت فى باديتك ما عرفنا مكانك، قال الرجل : يا أمير المؤمنين، والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر وأخفي، ها أنا ذا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي فى البادية وجئت لتقتص مني، فوقف عمر أمام الشابان وقال لهما : ماذا تريان ؟ قالا وهما يبكيان : عفونا عنه لصدقة يا أمير المؤمنين، فكبر عمر ودموعة تغرق لحيته .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد