البعض من الساسة والحزبيين، ذكورا وإناثا، للأسف مدمن صراعات، لا تجده محضر خير أبدا، ولا يجد راحته إلا في بيئة النزاعات، وحيث تكون الخلافات، لا يمكن أن يميل إلى التهدئة ولا يفضل التصالح، ولا يجنح لحلحلة المشاكل ولا يرغب في تفكيك عقد الخلاف.
منذ الصباح الباكر وعاده على الريق يبدأ بالنظر في ملف القضايا التي يريد أن يثيرها وينثرها، ثم يشمر لها كل وقته، وهكذا يمضي به يومه إثارات، نثرات تحريضات، بلبلة، تصريحات، منشورات، ثم إذا غلبه النوم في وقت متأخر من الليل فآخر ما يسقط من يده عند رأسه ملف المحارشة والنغبشة.
وهكذا دواليك، لا يكل ولا يمل ولا يعقل ولا يخجل، وللأسف كل واحد من هؤلاء معه مجموعة من الإعلاميين والصحفيين يقرعون طبول الفوضى والمحارشة.
إن مثل هؤلاء يهلكون شعوبهم، مدنهم، أحزابهم، بيئة العمل التي يتواجدون فيها، هؤلاء مرضى والمريض يُعالج، ومن الخطأ أن يتم التعاطي مع هؤلاء أو الاستماع إليهم.
انبذوهم، لا تعطوهم وجه، أنتم تساهمون إذا تفاعلتم مع هؤلاء في تدمير ما تبقى من بلدكم، من دولتكم، من أمنكم، من مستقبل أولادكم.
لماذا يختفي صوت العقل، ما بال الحكمة لا تحضر في تصرفاتنا؟
متى سنكف عن هذا الإرهاق الذي أهلكنا ومزق بلادنا؟
متى سنقول لهؤلاء المرضى: روحوا تعالجوا؟!