أولا، هل كانت هذه الحرب ضرورية ولابد منها ؟
الإجابة نعم، لأن البلدين أو قل النظامين كانا قد حشدا حولهما خطابا تحريضيا صنعا من خلاله معارضة حقيقية لكلاهما، وهما اليوم بحاجة للتخلص من المعارضة التي تشكلت على هامش كل نظام ولابد من التضحية بتلك المعارضة هنا وهناك..

ستبقى الحرب في إطار الضربات المحدودة، بمعنى أن الحرب لن تسير باتجاه زوال أحد الطرفين، لأن زوال أحد الطرفين سيؤدي إلى العودة مجددا إلى النظام العالمي أحادي القطبية وكل المعطيات تقول إن ذلك غير ممكن في الوقت الراهن..
من المعطيات التي تؤكد التحكم بهذه الحرب في إطارها الأدنى وبأنها لن تتجه نحو حرب إقليمية مفتوحة هي سيرورة الحرب بالتدريج من غزة إلى لبنان فسوريا ثم إيران وصمت الحشد الشعبي في العراق ومن ثم الحوثيين في اليمن وعدم دخولهم المعركة وتوجيه ضربات للقواعد الأمريكية في السعودية والإمارات وقطر بالرغم من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية ضربها لثلاثة مفاعلات نووية إيرانية..
والأهم من هذا كله أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل كذلك أعلنتا نيتهما عن توجيه ضربات للمفاعلات النووية الإيرانية مع أن مثل هذه الأمور تتم بالمباغتة وعدم إنذار الخصم، إضافة إلى أن ضرب هذه المفاعلات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية لم يتسرب منها أي غازات كيميائية ضارة..
والأهم من هذا كله أن إيران كانت قد أعلنت بأنها ستستهدف المصالح الأمريكية إذا دخلت الحرب إلى جانب إسرائيل ولم تستهدفها حتى الآن..
كل المعطيات تقول بأن هذه الحرب ستفضي إلى تسوية سياسية تخدم فكرة الشرق الأوسط الجديد، ستكون المرحلة الأولى منها إتفاق إقليمي جديد سيبدأ بتطبيع العلاقات بين النظام الإيراني الجديد مع دول الخليج وسينتهي باتفاق مع إسرائيل، وستبدأ المرحلة الثانية منه بتقسيم الدول العربية بين ثلاث دول هي إسرائيل ودولتين أخريين مذكورتان في خارطة الشرق الأوسط الجديد إحداهما ستتحكم بالهلال الشيعي والأخرى بالهلال السني ..
نحن على مشارف ملوك الطوائف الذين تناحروا فيما بينهم وحاكوا الدسائس ضد بعضهم واستعانوا بالأجانب على بعضهم ودفعوا لهم أموالا كثيرة وفتحوا لهم مداخل تلك الممالك ومخارجها، فمثلما دفع ملوك الطوائف المال مقابل الحماية، ثم تنازلوا بعد ذلك عن ممالكهم سيكون نفس المصير للأنظمة العربية التي دفعت الأموال لترامب وغدا ستتنازل عن الأرض..