;
2025-06-22 03:01:21

تحتدم المواجهة بين طهران وتل أبيب، فأما الكيان اللقيط، فصنيعة استعمارية غُرست في قلب الوطن العربي، وواجب العرب والمسلمين التخلص من هذا السرطان اليوم قبل الغد، وأما إيران ـ فمشروع فارسي يَحنُّ لاستعادة امبراطورية الأكاسرة، وكل من المشروعين يريد أن يبسط هيمنته في المنطقة، على حساب الوطن العربي.

إن انتصـار أي من المشـروعين ـ في هذه الحرب ـ لن يزيده إلا تجـبرا وصلفا، وعنجهية تجــاه الســــاحة العــــــربية، هذه الساحة التي أبت إلا أن تحافظ على استمرار تمزقها؛ وآثرت الغياب؛ أو دس رأسها في التراب برغم أنها تدرك أن تمزقها، وتواريها الخائب إنما يخدم المشاريع التوسعية، والمتربصة بنا شرا.

بدلا من أن يلتفت العرب إلى واقعهم غير المحسود، وإلى مستقبلهم الملغوم بهذه المشاريع العدائية التوسعية، فيعملون بطريقة غير مألوفة، ومتسارعة للخروج من حالة الضعف إلى حالة الاستعصاء، وأن يكونوا مؤثرين في منطقتهم لا متأثرين بصرف النظر عن نتيجة الصراع، وهل ستكون لصالح الأظلم أم الظالم فقد راحت كتابات تفاضل بين أي الكلبين البرّيين أرحم بالأسد النائم.

 هل مهمة اللحظة أن نبين أن هذا عدو سيئ، وذاك أسوأ؟ أم أن الأصل الذهاب لاستثارة الهمم للاستعصاء، والوقوف بقوة في وجه العدو الأسوأ والسيئ؟

shape3

الكل يدرك تماما الخطـــر الداهم للمشــــــروع الصهـيونـي، وأنه الطاغوت الأطغى. لكن في المقابل، هل قدمت إيران نفسها أنها بلد شقيق، أو قطر صديق، أو جار سوي؟

دعونا نتحدث عن وقائع ـ رجاء أن يدرك النظام في طهران أخطاءه وخطاياه ـ بعيدا عن العواطف التي تَرمُّ الجرح على الفساد:

    إذا مالجرح رُمَّ على فساد

    تبين فيه تفــريط الطـبيب

هناك ما يزيد عن مائة مليون عــربي يعيشون في العـــراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، وليس لأحد أن يهوِّن آلام وجروح مئات الآلاف من أُسَر ضحايا براميل البارود، أو ممن قتلوا على خلفية تحريض شعار: يا لثارات الحسين، أو ممن فجرت منازلهم، وزرعت طرقهم بالألغام!! أو ممن لايزالون حتى اللحظة في غياهب سجون أذرع ومليشيات إيران؛ لا أحد ينبغي له أن يتجرد من مشاعره؛ فيأتيهم قائل: إنسوا قتلاكم، إنسوا أهليكم، إنسوا المسجونين من أبنائكم، انسوا ضحاياكم، انسوا مختطفيكم ومفقوديكم.. إلخ.

قد تتفاصح (السطحية) وتقول لا تنبشوا الماضي، ودعونا نتناسى.. هل هذا ماضي؟! إنه لايزال قناصوهم وألغامهم، وسجونهم، ومزاعم خرافاتهم تعمل ليل نهار ...!!

ثم؛ من ينبش الماضي؟ الذي يتحدث عن جرائم اللحظة، أم الذي يستبيح كل محرّم تحت مناحة مصطنعة تولول بالثأر للحسين في موضوع مضى عليه قرابة ألف وأربعمائة عام، مع أن الذين دعوه، خذله غالبيتهم، وشارك في(قتاله) بعضهم.

قبل شهور قلائل، إن لم تكن أسـابيع؛ ردد إعــــــلام إيران، وصرح سياسيون فيها بأن النظام الجديد في سوريا أسوأ من اليهود!!

كيف ترون هذا الحكم، وهذه المفاضلة التي ترى اليهود أفضل من عرب سوريا وثوارها؟!

واليوم يأتي من يقفز على كل هذا، ويسطح القضايا، فيعظ، ويُغـيّب جــــرائم سنوات من البطش، والحــــرق، والتنكيل، والتشريد، والاختطافات.. بل إنها لاتزال قائمة.

هؤلاء الذين يريدون القول: عفا الله عما سلف، سيقول لهم العراقيون، واللبنانيون، والسوريون، واليمنيون: لماذا لم تُسْمِعوا إيران منذ زمن قولا ناصحا، بأن تكف عن نشر خرافاتها وأن تمسك بأيدي مليشياتها التي لاتزال حتى اليوم تتعاطى إدمانها في القتل والتنكيل والتشريد؟ أم المطلوب فقط من الضحايا واليتامى، والأرامل، والمشردين، والمعاقين بفعل مليشيات إيران أن يتناسوا آلامهم، وإن لم يتناسوا فيصمهم السطحيون بأنهم مع الكيان اللقيط.

لا يزايد أحد على الشعوب العربية والإسلامية، بل وأحرار العالم؛ فهم ضد الكيان اللقيط الغاصب، من قبل أن يظهر الوعظ السياسي السطحي.

لندع تســطيح الأمــور، ولنترك توجيه الوعظ للمظلومين، وتعالوا نقول بقوة للنظــام الإيــــراني: أبعد يدك عن سوريا، والعراق، ولبنان، وارفع يدك ومكرك عن اليمن.

يقينا.. إن المشروع الصـهـيـوني شر محض، وعدو عابر للزمن ضد العــرب والمسلمين، ومعركتنا معه معركة وجود، وحضارة، وأخلاق، وإنسانية، وحياة.

إن الكيان الغاصب المحتل؛ هو العدو التاريخي، بلا أدنى نقاش، أو تمويه، أو مناورة. لكن اسألوا الخمينائيين: ما شأن الجبهة الحسينية التي قال عنها مرشدهم منذ فترة قصيرة جدا: لا عدو لها إلا الجبهة اليزيدية؟

بالله عليك أيها التاريخ سلهم: متى مثّل يزيد بأنه رمز من رمـوز الأمة؟ وأخبرهم من الذي اسـتدعى الحسـين فخـذله، وشارك في قتاله ـ واليوم ـ يتكفّفون باسمه، و يترزّقون؟ بل ويمزّقون الأمة بما نسجوا حوله من خرافات ومزاعم، هو بريء منها.

فلنعي جميعا، ولْيَعِ السطحيون ـ أيضا ـ بأن العدو التاريخي للأمة هو مشروع الكيان اللقيط. فانصحوا ملالي (قم) بالتخلي عن الخرافات والخزعبلات، وأن توقف أذرعها ومليشياتها التي تخون أوطانها، حتى تكون الأمة الإسلاميّة أمة واحدة، تحت راية رسالتها الخالدة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد