;
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي

للتمزيق ممولون وأنصار 213

2025-05-20 09:45:57

  22 مايو1990 ليس حدثا عابرا، ولا تاريخا مغمورا؛ لأنه يوم صنع فيه اليمنيون اللبنة الأهم لهدف وطموح الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.

shape3

  الأهداف الكبيرة لا تتبدل، ولا تتحول؛ لأن الأهداف العظيمة ثابت من الثوابت التي لا توضع على طاولة المساومات، وإنما تبقى ـ أبدا ـ على صهوة العزم، وحماس البناء، وجدّية العمل.

  قد تتعثر الأهداف الكبيرة، وقد يشوبها القصور، وقد يطرأ عليها إساءة في التطبيق، وهذه أعراض، وأمراض تستوجب العمل لمعالجتها، وإصلاحها لتترسخ الأهــداف، وتعطي أُكلها، وتَمنح ثمارها.

  الاستقلال وطرد المستعمر ـ مثلا ـ لأي شعب من الشعوب، يظل هدفا لا يغيب، ولا يقبل المساومة. وقد تعترض سبيل تحقيقه مشاق، وصعاب، ويتطلب تحقيقه تضحيات جسام، وقد يطول الطريق.. فهل انصرف شعب من الشعوب عن المُضِي نحو تحيق هدفه في الاستقــــلال وطـرد المستعمر؛ بحجة جسامة التضحية، وعِظَم الكلفة الكبيرة؟ كلا.

  لقد سقط أكثر من ثلاثين ألف شهيد في يوم واحد في الجـزائر، في تظاهرة واحدة في مقاومة الاستعمــار الفرنسي، ولماذا نذهب بعيدا؟ والشعب الفلسطيني، يواجه الصهيونية منذ 77 عاما بلا كلل، ولا ملل حتى اللحظة التي تكتب فيها هذه السطور، واللحظة التي تُقرأ فيه هذه الحروف. فهل تراجع الشعب الفلسطيني عن هدفه في نيل حقوقه وحريته، واستقلال وطنه بحجة الكلفة الكبيرة، وطول الطــريق؟ أو بعذر المـــؤامرة الكونية؟ أو بحجة خذلان أشقـــائه العـــرب؟

  أبدا لم يحدث ذلك ! بل زاد حماس الجهاد والكفاح، وبذل التضحيات.

  التعـثر، والقصــــور، وإساءة التطبيق، هذه قضايا، وأمور جانبية لا يجوز، ولا يصح معها ـ أبد ـ أن نجعل منها أسبابا يذهب بأي أحد إلى التشنيع على الهدف، أو السعي لتدميره، وإنما الواجب المفروض، تصحيح الأخطاء، ومعالجة أسباب التعثر، وتجاوز القصور.

  فمثلا؛ كان و لايزال هدف الشـــعب الفلسطيني نيل حريته واستقلال وطنه، واسْتُدرِج بعض أطراف النضال الفلسطيني لمفاوضات؛ فإذا هم بعد نضال مرير، يفطرون على " بَصَلة "..!! فاتفاق أوسلو كان فخا استعماريا ماكرا تضافرت عليه أطراف كُثُر، فهل يُقبل أن تنصرف ردة الفعل هنا إلى أن ينصرف الفلسطينيون لشتم الاستقلال الذي هو الهدف الأسمى؟ ولعن من سيتحدث عن الاستقلال، وسب من سيناضل من أجله؟! كلا، وألف كلا.

  لكن انظر.. جاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأتى فتية آمنوا بربهم، فصححوا الوسائل، والمــواقف، وتحديد الطـريق، نحو الهدف الثابت والمعلن.

 الأهداف الكبيرة، والعظيمة، لا خلاف حولها، ولا ينبغي تقزيمها، فضلا عن التخلي عنها، وإنما الخلاف حول الوسائل، وعوامل القصور، وأسباب التعثر والأخطاء.

  ماذا لو كانت الأمة العربية ـ اليوم ـ كلها على موقف واحد أبيًّ وصادق حول فلسطين؟ هل سيكون وضع العرب، ووضع فلسطين بهذا الحال؟

  هل لو كان العـرب في وحـــدة واتحـاد ستخرج قمة بغداد، وكل القمم العربية التي سبقتها بذلك الضعف والركاكة؟!

  الوحــدة قـوة، وعــز، وهيبـة، وسلطان.. والفُرقة ضعف وذل، ورخاوة وتبعية ..!! وواقع الأمة شاهد، والهدف الأسمى واضح، ولكن.. وآه من لكن!

  إن لزرع الفرقة، والتمزق، والتقزم، مخططون وممولون، وأطماع رخيصة.

  وحالنا في اليمن ـ ونحن في مواجهة مشروع ظلامي بائس ومتخلف ـ والكل يعلم ذلك ـ إلا رخيص الموقف، أو صاحب العقلية الابتزازية ـ تستدعي هذه الحال وحدة الصف، وتوحيد الجهود والطاقات، وطرح أطماع الصغار جانبا، والتوظيف الأبله للقضايا بعيدا، ثم المضي على موقف رجل واحد، وهدف سـام، نحو الهـــــدف الأعلى لليمن واليمنيين، وهي معركة الخلاص.

  أين؟ أين؟ ما كانت تردده كل العواصم العربية: شعب عربي واحد، علم عربي واحد ...!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد