;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

وسط تأكيدات بحضور ممثلي عن مليشيات إيران في صنعاء .. "مشاورات الفرصة الأخيرة: هل تُنتزع صنعاء أم تُمنح للحوثي على طبق من ذهب؟" 470

2025-04-24 03:41:17

بينما يترقب اليمنيون بفارغ الصبر أي تحرك جاد وحقيقي نحو استعادة صنعاء وتحريرها من مليشيات الحوثي، تتسارع في الرياض ترتيبات ما سُمّي بـ"مشاورات الفرصة الأخيرة"، التي تجمع كافة مكونات الشرعية اليمنية من أحزاب وتكتلات سياسية وهيئات تشريعية، إلى جانب شخصيات عسكرية وقبلية ووجاهات اجتماعية.

غير أن القلق الشعبي المشروع بلغ ذروته، بعد تسريبات تفيد بمشاركة ممثلين – أو من يُوصفون بأنهم "مقربون" من مليشيات الحوثي – ضمن هذه المشاورات، وهو ما إن تأكد، فسيعني تحوّلًا جوهريًا في مسار القضية اليمنية، من مسار التحرير إلى مسار الشرعنة والتسوية.

المعادلة واضحة وبالغة الخطورة:

إذا حضر ممثلو الحوثيين أو المقرّبون منهم إلى طاولة الرياض، فإن هذا الحضور لن يكون مجرد تفصيل رمزي، بل سيكون إعلانًا فعليًا لإغلاق نافذة الحسم العسكري، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام مسار سياسي يمنح الحوثيين بقاءً مشروعًا، ونفوذًا تفاوضيًا، وربما اعترافًا غير مباشر بسلطتهم الأمر الواقع.

هذا التحول – إذا ما حدث – يعني بكل وضوح إنقاذ مليشيات الحوثي من نهاية كانت تلوح في الأفق، خصوصًا بعد الضربات العسكرية المتكررة التي تلقتها، والعزلة الدولية التي بدأت تحاصرها، والانكشاف الشعبي المتزايد ضدها داخل مناطق سيطرتها.

الجلوس مع ممثلين عن مليشيات الحوثي أو مقربين منها – مهما كانت المبررات – يشكّل سابقة سياسية وأخلاقية خطيرة، ويمثّل شرعنة لوجود المليشيات في المعادلة السياسية. وهو، في نظر الشارع اليمني، خيانة واضحة لدماء الشهداء، وآهات الجرحى، ومأساة نصف مليون قتيل وملايين المهجّرين والمشردين في مخيمات النزوح.

إذا صحت هذه الأنباء، فإن جميع المشاركين في مشاورات الفرصة الأخيرة – دون استثناء – سيكونون شركاء في جريمة سياسية ووطنية، تتجاوز الخطوط الحمراء، وتضع علامات استفهام ضخمة حول النوايا الحقيقية لمن يدير المشهد السياسي تحت مظلة التحالف العربي.

في حال تم ذلك، فإن الكرة ستنتقل تلقائيًا إلى مربّعات القوى الوطنية الحقيقية: الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، والقبائل، وكل القوى الرافضة لتحويل دماء اليمنيين إلى ورقة تفاوض سياسي.

shape3

ولعل ما يعزّز المخاوف الشعبية المتصاعدة، لقاءات السفير السعودي مع هيئة التشاور، وتصريحات السفير الأمريكي ستيفن فاجن، التي أشار فيها إلى أن "استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر قد تكون مقدّمة للحل السياسي"، ما يفتح الباب على سيناريوهات لا تضع استعادة صنعاء كأولوية، بل تذهب نحو تهدئة إقليمية على حساب الداخل اليمني.

من هنا، فإن الكرة الآن ليست فقط في ملعب من يشارك في المشاورات، بل في ملعب كل يمني غيور، وكل إعلامي حر، وكل قائد سياسي أو برلماني يستطيع أن يُصارح هذا الشعب بحقيقة ما يجري.

أين أنتم؟ وأين صوت الحقيقة؟ هل من تغريدة تُضيء هذا الظلام؟

إننا نناشد كل من يشارك في هذه المشاورات أن يخرج ببيان واضح وصريح يُكذّب هذه الأنباء، ويؤكد للشعب اليمني أن لا مكان لممثلي المليشيات في هذا المسار، وأن هذه المشاورات جاءت لاستكمال التحرير لا تسويق التسوية.

وحتى يحدث ذلك، سيظل الشك سيد الموقف، وسيظل الشعب اليمني يقف على أطراف أصابعه، خائفًا من أن تكون هذه بالفعل... "مشاورات الفرصة الأخيرة" ليس لاستعادة اليمن، بل لتسليمها من جديد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد