;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

إذا كان الحوثي المستهدف بالحرب فلماذا تحشد السعودية والإمارات في حضرموت؟ 268

2025-04-21 09:57:14

تشن الولايات المتحدة الأمريكية حربا على الشعب اليمني الذي لا عداء له معها وتدك كل مقدراته ابتداء من إعطاء الضوء الأخضر للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مرورا بتحالف الازدهار وانتهاء بما تقوم به حاليا من ضرب المواقع المدنية، كما حدث في ميناء رأس عيسى وقتلها للمدنيين الأبرياء، في الوقت الذي نجد الحوثي يزداد قوة في كل مرة..

من منا لا يعرف كيف ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة الحوثي كجزء من التخطيط للشرق الأوسط الجديد وصناعة الهلال الشيعي الذي لا تكتمل أركانه إلا بانطلاقه من اليمن الذي لم يكن يعرف المذهب الشيعي كبقية البلدان الأخرى، فكانت صناعة الحوثي ضرورة لإشعار الخليجيين بالتهديد الأمني وابتزازهم لكي يدفعوا أكثر، فلولا الحوثيين، لما حصلت أمريكا على عقود شراء الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات من الدول الخليجية..

سيقول قائل إنك تشكك في الحرب التي تجري بين أمريكا والحوثيين، وأنا أقول له، أمريكا دائما تصيغ العدو الوحش لكي تقنع شعبها بعدالة استخدامها للقوة المفرطة فهي تسعى لصناعة النصر في مخيلة الجمهور في تصويرها أنها تواجه عدوا عملاقا لا يهزم وكلما زاد تضخيم العدو وتصويره كخطر وجودي مرعب، كلما ارتفعت أسهم النصر عليه..

هكذا تبرر أمريكا استخدامها للقنابل التي استخدمتها في ميناء رأس عيسى المدني، فهي تتقن صناعة العدو الأسطوري الخرافي الذي يهدد الإنسانية جمعاء والذي لا يمكن هزيمته إلا بتحالفات كبرى لتبرير استخدام القوة المفرطة في قتل اليمنيين وتبرير تدميرها الشامل لبلد يعاني من الحرب منذ ١١ عاما..

لطالما أتقنت أمريكا هذا الأسلوب، فقد فعلته مع العراق وتنظيم القاعدة وداعش، فقد صورت العراق بأنه يمثل خطرا شاملا على الحرية ويهدد الإنسانية والاستقرار العالمي وتم تضخيم قدراته العسكرية وعندما تم احتلال العراق تهاوى الجيش بطريقة مؤلمة وسريعة واتضح أنه لا وجود لأسلحة دمار شامل، نفس الأمر مع تنظيم القاعدة ومن بعده داعش اللذان كانا محدودا العدد والإمكانيات، فأين هو تنظيم القاعدة وداعش اليوم؟.

ما تقوم به أمريكا اليوم تجاه اليمن مشابه لكل ما سبق، فهي تسعى لتثبيت خارطة التقسيم على الأرض باستخدام سردية جديدة لتقديم الحوثي للعالم على أنه التهديد الأكبر للأمن والاستقرار الدوليين، بهذه السردية تهيئ أمريكا الرأي العالمي لمعركة تستهدف فيها اليمنيين وتشرعن بالقوة لتقسيم اليمن تحت شعار حماية السلام، بينما قوة الحوثي هي تلك التي شاهدها العالم في الثاني من ديسمبر ٢٠١٧ التي وقف العالم كله مع الحوثي كي لا يسقط..

الحوثي أشبه ببالونة نفخت فيها أمريكا هواء كثيرا فبدا أكبر حجما لكن حجمه الحقيقي يختبره دبوس، فإذا كان الحوثي هو المعني بهذه الحرب، فلماذا فتحت السعودية والإمارات التحشيد نحو حضرموت، ولماذا قوات طارق لا تتحرك صوب صنعاء؟ ولماذا كل مكونات الشرعية تنتظر إذنا من أمريكا كي تعود إلى بيوتها؟ أمريكا تدير حربا حقيقية ومدمرة لكن انظروا من الذي يقتل وما الذي يدمر، الحوثي لن تسقطه غير الإرادة اليمنية وهو أوهن من بيت العنكبوت، فقط متى ما امتلك اليمنيون إرادتهم سيسقطون الحوثي ومن ورائه أمريكا وإسرائيل، جربوا تقودون معركتكم بأنفسكم مع الحوثي وستكتشفون كيف ستسارع أمريكا وإسرائيل لحمايته وستكلفان السعودة والإمارات لضربكم، حينها ستنتصرون على الجميع..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد