;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

لماذا لم تعد قراءة الدبلوماسية السعودية مجدية في الملف اليمني؟ 302

2025-04-18 02:58:36

لم تعد قراءة الدبلوماسية السعودية في الملف اليمني ذات جدوى تُذكر. فهذه الدبلوماسية الرمادية، التي تتأرجح بين مواقف غير محسومة وخطابات فضفاضة، لم تفضِ سوى إلى مزيد من الإحباط والضبابية في مسار الأزمة اليمنية. وفي ظل هذا الواقع، لم يعد من الحكمة انتظار تحولات خارجية قد لا تأتي، بل بات من الضروري أن نعيد بوصلتنا إلى الداخل، وأن نولي اهتمامنا الكامل بالتهيئة الشاملة لمعركتنا الوطنية ضد الاحتلال الإيراني، الذي بات يتمدد في عمق الجغرافيا اليمنية تحت عباءة مليشيات الحوثيين الارهابية.

• فرض الواقع الجديد: تجاوز الدبلوماسية بالأفعال

السياق الراهن يفرض علينا أن نتجاوز العقبات، ومنها المواقف المترددة لبعض دول الإقليم، عبر فرض واقع جديد على الأرض. واقع يصنعه الفعل الوطني، لا الانتظار، وتؤسسه الإرادة الشعبية لا البيانات الدبلوماسية. نحن أمام معركتين مفتوحتين على مصراعيهما، ولا مجال لتأجيل الحسم في أيٍّ منهما.

• المعركة الاقتصادية: تجفيف منابع تمويل الحوثيين الارهابيين

المعركة الأولى هي المعركة الاقتصادية ضد أدوات الاحتلال الإيراني، والتي بدأت ملامحها تتبلور عبر التحولات الدولية، وخصوصًا العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ميليشيات الحوثي ومن يدعمهم ماليًا أو يسهّل أنشطتهم المصرفية والتجارية.

هذا المسار يتطلب حراكًا مجتمعيًا واسعًا وواعيًا، يُسهم في كشف المتورطين داخل القطاعين المالي والتجاري، ويضغط على الحكومة الشرعية للقيام بمسؤولياتها، بما في ذلك تفعيل أدواتها الرقابية، والتحرك الجاد بالتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة، لتجفيف منابع تمويل الإرهاب الحوثي، وتحجيم النفوذ الاقتصادي الذي تستغله الجماعة لخدمة أجندة إيران.

• المعركة الثانية: بوابة الحسم العسكري

أما الباب الآخر، فهو بوابة الحسم العسكري، التي يجب أن تُفتح على مصراعيها دون تردد. هذا الخيار ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية فرضتها التجربة، ورسّختها سنوات الحرب الطويلة مع ميليشيات الاحتلال الإيراني. 21 عامًا من القتال، والمراوغات، واتفاقات لم تُحترم، كانت كفيلة بتعزيز القناعة الراسخة بأن السلام الحقيقي لا يأتي إلا من فوهة البندقية، وليس من طاولات تفاوض تخدم مصالح القوى الإقليمية والدولية أكثر مما تخدم اليمنيين.

إن التمسك بوهم الحلول السلمية كلف اليمن أكثر من نصف مليون قتيل، ومليون جريح، وملايين المهجرين والمشردين، فضلاً عن الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة، وتكريس مخاطر التقسيم والاحتراب المناطقي والطائفي. وحده الخيار العسكري قادر على إعادة التوازن وبناء أرضية صلبة لسلام دائم.

• نحو تعبئة وطنية شاملة

لذلك، فإن المعركة الحقيقية اليوم تبدأ بتعبئة وطنية شاملة، تستنهض المجتمع وتؤهّله لحالة من الجهوزية الكاملة. المطلوب ليس فقط دعم الجبهات، بل إعادة بناء الوعي الجمعي حول طبيعة المعركة، وأنها معركة وجود لا نزاع سياسي.

shape3

لقد آن أوان الانتقال من مرحلة الترقب والانتظار إلى مرحلة المبادرة وصناعة القرار. وعلى القوى الوطنية أن تدرك أن التغيير يبدأ من الداخل، وأن فرض واقع وطني جديد سيفرض تلقائيًا على الإقليم والعالم مراجعة مواقفهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد