;
د. محمد علي مفتاح
د. محمد علي مفتاح

"العيد الرابع والثلاثون للوحدة اليمنية 22 مايو : رحلة استمرار وتجديد للعهد" 534

2024-05-22 02:44:20

في ثنايا الزمن، وعلى مرتفعات التاريخ التي لا تعرف النسيان، تطل علينا الذكرى الرابعة والثلاثون لعيد الوحدة اليمنية (22 مايو)، هذه المناسبة التي تجسد لحظة تاريخية فارقة في حياة اليمنيين، حيث في 22 من مايو لعام 1990م، تم رسم خارطة جديدة للوطن، بألوان التلاحم ونسجت على إثرها معاني الإخاء بخيوط من ذهب، ليشهد العالم أجمع ولادة اليمن الموحد، كياناً يعانق السماء بعزته ووحدته.

22 من مايو 1990 لم تكن تلك اللحظة مجرد توقيع على وثيقة اتحاد، بل كانت عناقاً لروحين متجذرتين في أعماق التاريخ، نبضاً واحداً لشمالٍ وجنوب تلاقيا على حب اليمن، ليبدأ معاً مسيرة البناء والتطوير، مسيرة حافلة بالتحديات والإنجازات وترسيخاً لقيم الوحدة والسلام والتنمية المستدامة.

في الـ 22 من مايو لعام 1990 م انبلج فجر جديد على اليمن، فجر مكلل بالوحدة والسلام، يوم تحقق فيه حلم طال انتظاره، حلم استعادة الوحدة اليمنية التي كانت لعقود طويلة موضع نضال وتطلعات للشعب اليمني.

shape3

لم يكن ذلك اليوم عادياً بأي حال من الأحوال؛ بل كان يوماً تاريخياً، يوماً أعاد لليمن روحه الموحدة، وأنهى عقوداً من التفرقة والتشرذم التي فرضها الاستعمار والهيمنة الأجنبية، وكذلك التقسيم الداخلي الذي روجت له الإمامة وسياسات الفصل العنصري.

اليوم، ونحن نستقبل الذكرى 34 لتلك اللحظة المجيدة، يقف الشعب اليمني عند محطة تأمل عميقة، يستذكر فيها الخطى الجريئة والمحطات الكبرى التي أدت إلى تحقيق الوحدة اليمنية.

 هذا العيد الوطني ليس مجرد ذكرى تقليدية، بل هو تذكير بالمسار الطويل الذي سلكه اليمنيون في سبيل الحرية والوحدة والكرامة. فهذا اليوم يستذكر فيه اليمنيون أولئك الرموز الوطنية الذين قادوا مسيرة النضال والتحرير، وأنهوا سنوات التشطير والانقسام التي خلفتها الإمامة والاستعمار، ليفتحوا صفحة جديدة في تاريخ اليمن، صفحة الوحدة والبناء والتنمية.

في ظلال يوم مجيد كهذا أتى ليجدد فينا العهد والبيعة، حيث يقف أبناء اليمن على امتداد ربوعه، من شماله إلى جنوبه، صفًا واحدًا، متحدين أمواج التاريخ المتلاطمة بإرادة لا تلين وعزيمة لا تفتر. يواجهون تحديات زمانهم، متصدين لتلك الارتدادات الغاشمة للإمامة الكهنوتية السلالية، التي طفت على السطح من جديد في أبشع صورها، ممثلة في مليشيا الحوثي، ذلك الرمز الدامغ لتجدد معاناة الشعب اليمني الأبي.

هذه المليشيا، بما تحمله من أهداف خبيثة، لم تكن إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الأطماع الاستعمارية والإمامة الظالمة، التي سعت بكل ما أوتيت من قوة لتفتيت نسيجنا الاجتماعي الوثيق وهدم أسس وحدتنا الوطنية وتقويض أركان حريتنا واستقلالنا. لكن شعبنا، بروحه النضالية الأبية وإرادته الحرة التي لا تقبل القيود، لم يستكن أو يتخاذل أمام هذه التحديات الجسام. بل قد انخرط في نضال مستمر ضد الانقلاب الحوثي، مستلهمًا في ذلك العزم والتصميم من تلك الأرواح الوطنية الصلبة التي حملها رواد الحركة الوطنية الأوائل فهذا النضال لم يكن سوى تجسيدًا حيًا لوحدة الهدف وصلابة الموقف في الدفاع عن الجمهورية وسيادة القانون والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.

إن المبادئ التي نعتز بها ونقاتل من أجلها اليوم، تعتبر رفضًا قاطعًا للتمييز العنصري الإمامي ولكل محاولات إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، إلى تلك العصور التي كان فيها الإنسان يعيش في ظلال العبودية الاستعمارية الكهنوتيه. نحن، في هذا النضال، نسعى ليس فقط لتجاوز آلام الماضي وقيوده، بل وكذلك لبناء مستقبل مشرق يرتكز على القيم والمبادئ الأساسية التي تحدد مسارنا نحو الحرية والعدالة والسلام.

 ختاما، نجدد العهد والوفاء لقيادتنا ولشعبنا الغالي، متطلعين إلى مستقبل مشرق يسوده الأمن والسلام والاستقرار. ونقول بصوت واحد، كل عام ووطننا بألف خير، وكل عام ونحن نسير على طريق الوحدة والازدهار والنجاح بخطى ثابتة وإرادة لا تلين.

نسأل الله العلي القدير، بقلوب مفعمة بالإيمان والرجاء، أن يعيد هذه الذكرى علينا باليمن والبركات، وأن يحقق لوطننا الحبيب النصر والعزة، وأن يعم السلام أرجاءه، مشيدين براية الوحدة خفاقة عالية، رمزاً للتلاحم والتعاضد بين أبناء اليمن الواحد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد