;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

قتل الجنود .. سقوط الأقنعة لا الجرعة 420

2023-12-26 04:33:44

حادثة قتل ثلاثة من جنود الجيش الوطني في منطقة بن معيلي بمأرب تمثل الجريمة الأخطر على تهديد أمن مأرب واستقرارها.

shape3

هذه الجريمة ليست مجرد جريمة قطّاع طرق أو حصر دوافعها جنائيًا.. الأمر أخطر من ذلك.. تلك الجريمة في اختيار زمنها أراد مرتكبوها إشعال (فتنة) تجرّ وراءها سيلاً من الدماء.

التعبير عن الرأي وتبني مواقف معارضة لسياسة الدولة لا تأتي من خلال استباحة دماء الجنود في النقاط العسكرية والأمنية.. سفك الدماء جريمة وجريمة حرابة.

لماذا خرجنا لقتال المليشيات المسلحة الانقلابية؟!ولماذا قدم الشعب وجيشه والمقاومة الشعبية مئات الآلاف من الشهداء والجرحى؟ كل ذلك من أجل رفض استخدام السلاح وسفك الدم في مواجهة الدولة؟.

 كلنا نمارس حق معارضة سياسة قيادات الشرعية رئاسة وحكومة.. ننتقدها بقوة ونرفض الكثير من قراراتها السياسية لكننا نمارس ذلك في إطار الحرية والديمقراطية وحق التعبير السلمي بقوة القانون والدستور الذي نقاتل دفاعاً عنه.

لا أحد يتفق مع أغلب سياسات الحكومة التي نطالب بإحالتها للمحاسبة والمحاكمة.. لكن ذلك وفقاً للقانون والدستور وفي إطار القنوات المشروعة..

الاعتصام سلمياً حق مكفول لرفض الجرعة.. لكن استخدام السلاح وقطع الطرقات وتهديد المنشآت النفطية لا يمكن أن يوصف بأنه تعبير عن الرأي أو حق مشروع لجماعة أو فئة..

إذا كان حق رفع السلاح مباحاً لفئة ما في مأرب أو غيرها في وجه الدولة.. فلماذا نحارب مليشيات الحوثي طيلة ثماني سنوات, ولماذا نرفض مليشيات الانتقالي.. الأمر هنا يخرج عن مسار التعبير عن المعارضة أو الرفض.. بل يذهب في سياقات إشعال الفتن وسفك الدم وجرّ مأرب إلى مواجهات دموية بين الإخوة ورفقاء الدفاع عن الجمهورية اليمنية ورفض العودة باليمن لعهد الأئمة.. والأخطر من كل ما حدث ويحدث تحت مسمى رفض الجرعة والذي يمثل تهديدا وجودياً للجميع بما فيهم من يقف وراء استخدام السلاح في وجه الدولة.

 التهديد الوجودي للجميع يتمثل في المساعي الحثيثة لأعداء مأرب وفي مقدمتهم مليشيات الحوثي لإشعال النار وتوسيع رقعتها لتحقيق ما فشلوا في تحقيقه من خلال ثماني سنوات من الحرب.

 وهنا سؤال يفرض نفسه: ماذا حقق قتل 3 من جنود الجيش بأسلوب غادر؟!! هل أسقط الجرعة؟!! لا.. هل أسقط السلطة؟! لا.

قتل الجنود الثلاثة أسقط الأقنعة عمن يريدون لمأرب إشعال فتنة.. قتل الجنود الثلاثة أسقط الأخلاق عن كل من يؤيدها ولا يدينها ولا يعمل للقبض على مرتكبيها.

نعم إنه سقوط للأخلاق .. وسقوط للأقنعة التي يقيناً أهدافها تتجاوز إسقاط الجرعة ..

 ولنا في إسقاط صنعاء باسم الجرعة عبرة.. ولنا في إسقاط العاصمة عدن باسم مظلومية الجنوب عبرة .. ووووو.. وما أكثر العبر التي تحيط بنا.

أخيراً أقول: الرهان على العقلاء في الجيش والسلطة المحلية والمقاومة والقبيلة رهان غير خاسر.. هذه ثقتي بهم جميعاً.. وثقتي أيضاً بوعي المجتمع ومكوناته والذي يدرك دوره في إفشال هكذا مشاريع لـ«الفتنة» خدمة لأعداء مأرب, وأعداء مأرب هم أعداء الجمهورية اليمنية. !!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد