;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

مشكلتنا في عدن ! 1418

2018-08-26 20:15:01

مبدئيا نرفض الاستعمار بكل أشكاله , مبدءا أحرار اليمن ,الذين حرروا الشمال من الإمامة والجنوب من الاستعمار , من كل ربوع اليمن , والتاريخ مدون بكل أحداثة و وقائعه , من يحاول اليوم العبث بالتاريخ , تشويها للصورة الحقيقية , هم أنفسهم سبب الانتكاسة التي حدث ولازالت خيوطها تنسج في عدن ,انتكاسة القناعات التي تتغير اليوم , قناعات البعض أن الاستعمار الأجنبي , يشكل حاله أفضل من أذنابه المحليين ,انتكاسات توالت , بمقارنة بسيطة عن واقع الحياة , وان الأحلام تجهض , والتغيير يسير معكوسا للأسوأ , انتكاسه غيرت من قناعات البعض .

في عدن عاشوا الناس في أيام الاستعمار في بحبوحة وحرية وعدل ومساواة , مشاكلها بدأت بعد أن تحرروا من الاستعمار , وحكمهم الثوار , واذا بالزمن في مدينتهم يتوقف , وهجرتها العقول والمهارات المهنية , وكل ما ارتبط باقتصاد السوق ونهضة المدينة .

بدأت الصراعات , والاتهامات والتخوين , وأعوان الاستعمار والامبريالية , جردت عدن من الكوادر والمهارات القادرة على مواصلة النهضة والارتقاء , فعجزت عن الحركة والتجديد , واستمرت تستهلك مخزونها الاقتصادي والثقافي فقط ويجرفها الجهل نحو التخلف, وتغزوها العصبية ويتصارع حولها الطامعين لموقعها الاستراتيجي , وتقيدها أيدلوجية الفكر الواحد , وفقدت قيمتها الاقتصادية والمعنوية , وعاشت على الدعم الخارجي في صراع دولي في الحرب الباردة , أنهكتها الايدولوجيا وتناقضاتها مع البيئة المتخلفة التي اجتاحت عدن , وبدأ الصراع الذي أدماها وقتل منها ما قتل ممن تبقى من ذلك الزمان , واستمرت عملية الهجرة للعقول , التي كان لها الفضل في نهضة الجوار ,فإذا بالدول من حولنا تنهض وتتسع لكل تلك العقول بما فيه الشمال في مرحلة انفتاح إقليمي ودولي , ما عدا عدن التي صارت طاردة لأبنائها وكوادرها , في مؤامرة دنيئة لإفساح المجال لنهضة مناطق أخرى لا تستطيع النهضة في تعافي عدن .

استمرار للمؤامرة , وتضييق الخناق على عدن , فضاقت عدن , وضاق أخيارها ذرعا بصلف العقلية التي اجتاحتها والمناطقية التي غزتها , ولا مجال للهجرة , فسلمت على طبق من ذهب لطامعين بها , هربا من الوحوش التي نهشت جسدها الضئيل والمريض والمتهالك سلمت للشمال وقواه التقليدية , وكانت لقمة صائغة لمقاول مضمون للمؤامرة على عدن اقتصاديا وسياسيا , الذي جعل منها مجرد غنيمة للمتاجرة , والبيع والشراء في أراضيها ومتنفساتها وتخصيص مؤسساتها الإرادية , وتحولت لمدينة استثمار النافذين في حدود ضيق , مع حصار مطبق لعدم السماح لها بالمنافسة الحقيقية في المنطقة , كل ما كان يعلن إعلاميا عن منطقة حرة وديمقراطية وحرية هو وهم ومسكنات لتبقى عدن تحت السيطرة .

وبعد الثورة الشعبية التي اجتاحت البلد اتضح أن عدن ليست مشكلتها الشمال ولا الجنوب , عدن مشكلتها هي العقلية المتخلفة والعصبية والمناطقية هي ذاتها في الشمال والجنوب , ما تحتاجه عدن هو التحرر من تلك العقلية , ليفسح المجال لها أن تنهض بمدنية أبنائها وعقليتهم المتحررة من العصبية والقبلية والعشائرية , من الصراعات السلبية , وتراكمات الماضي البائسة , من العنف وعسكرة عدن بعقول لا تعرف معنى العسكرة , بل تجيدا العنف بكل أصنافه وأشكاله وأقذر أساليبه , تجيد قهر وظلم وتعسف الأخر , تجيد إذلال الناس وكراهيتهم , تجيد العنصرية , وتعتقد أن هذه هي الثورة , تريد أن تغلق عدن لتكن ملكها دون غيرها في صراع دموي طويل الأمد , صراع انتقام وتصفية ثارات الماضي العفن .

ولازالت عدن تقاوم , وستقاوم وتنتصر بإرادة ما تبقى من أبنائها الخيرين , حتى الهائمين في ركب العنف , والمسحورين بالشعارات , الواقع كل يوم يصدمهم , ويصحوا منهم الكثير من غفوته , وها هم يعودون لصوابهم في تشكيل كيان عدن المدني , لاستعادة عدن من قوى العنف والصراعات والتخلف والجهل الذي دمرها لسنوات ولازال مصرا على تدميرها , اللهم أحفظ عدن وانصر أهلها على أعدائها , العابثين بها اليوم , ويمارسون الدعارة السياسية القبيحة , ستعود عدن بجمالها ورونقها ومدنيتها وفسيفساؤها وأيقونتها , عدن التعايش والحب والتسامح والإخاء , عدن المركز التجاري الهام والميناء الاستراتيجي المهم لتنافس بقوة في المنطقة .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد