مؤسف أن أقول أننا في عدن اليوم يسيطر علينا الرعب، رعب خطف الأطفال والنساء، رعب الرصاص الراجع، رعب الانفلات الأمني واللصوص، والمسلحين، والدراجات النارية، ما لم تخطف الحقائب والتلفونات، يمكن أن تقتل في وضح النهار وفي الشوارع العامة والمكتظة بالمارة بأريحية، رعب يداهمك على غفلة، وفي لحظات تحدث الجريمة وتقيد ضد مجهول. لا شيء يتطور في عدن غير الرعب، من رعب السماء التي تمطر رصاصاً ومقذوفات وصواريخ، إلى رعب الأرض، رعب الإنسان الغير سوي لأخيه الإنسان البسيط المتكل على الله في حماية روحه وماله وعرضه، لا يتكل على أجهزة الأمن ولا حكومة ولا معارضة، هم مشغولون في حماية أصنامهم وثكناتهم العسكرية، منهمكون في استثمار مصائبنا وأوجاعنا لأهدافهم السياسية القذرة، يعيشون في قصور بسياج أمني، ويسيرون بمواكب محصنة، والمواطن عرضة لكل الانتهاكات، لرعب باطن الأرض، رعب المجاري، والأغطية المتهالكة وإهمال وعدم مبالاة المسئولين على صيانتها، في إدارة عصية على التغيير الايجابي، وأي تغيير يتم للأسوأ. الطفلة دنيا فهد، خرجت من المنزل الكائن في المنصورة ريمي في أمان الله لتذهب للدكان، والأسرة مطمئنة، لا يوجد زفة عرس، ولا اشتباكات منفلتة، وفجأة تبتلعها الأرض، أصاب الجميع الذهول والهستيريا، وخرج الوالد يبحث عن طفلته ليجد أن أحد مناهل المجاري مفتوح وقد ابتلع طفلته، في عدن إن غابت الدولة ومؤسساتها، كالدفاع المدني والإطفاء المعني بالإنقاذ الذي يفترض أن يكون هناك مناوبة، وأرقام طوارئ، فلن تغيب الشهامة والرجولة من شبابها، قفز الشاب/ محمد خالد، لذات المنهل لإنقاذ الطفلة غير مبالي بالنتائج وتأخر مما جعل زميلة حمدي عزة يقفز للإنقاذ زميلة والطفلة معاً، غير مبالٍ أيضا بالنتيجة، والمعروف أن المجاري تحتوي على غازات سامة ومميتة، وكانت الكارثة، ابتلعتهما المجاري جميعا، والناس في حيرة بغياب الدفاع المدني وأدوات الإنقاذ، وكانت المبادرة من بعض عمال البلدية، الذين استخرجوا جثثاً هامدة من المنهل الرئيسي الذي يبعد كم كيلو عن منهل الجريمة. فعلاً جريمة مكتملة الأركان، إهمال المسئولين عن أداء مهامهم الدورية في تفقد وصيانة المناهل، جريمة يتحملها المسئولون حسب الترتيب من أعلى للأسفل، من المحافظة للمديرية، كلاً بصفته وموقعه، أرواح الناس في ذمتهم وذمة الوظيفة التي يشغلونها، ويجب أن يكون هناك محاسبة وعقاب ينصف الضحايا وذويهم، طفلة بريئة وشباب واعد، نفقدهم في لمح البصر بسبب إهمال بسيط كان ممكن تفادي مثل هكذا جريمة، لو يتم وضع جدول تفقد يومي لأهم المناهل الرئيسية الخطرة والغير خطرة لتفقدها وصيانتها أو وضع حواجز تحذيرية تنبه المارين وفاقدي البصر والعجزة والمعاقين والسالمين من البشر والحيوانات. ننتظر إجراءات صارمة من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس ورئيس الوزراء والوزير المسئول، والمدعي العام و وزير الداخلية، في محاكمة المجرمين المهملين لأداء مهامهم، والمتسببين بالجريمة، كما قال عمر رضي الله عنه :" لو أن بغلة تعثرت في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق . وما من شك، أنكم مسئولين عن هذا التعثر.
أحمد ناصر حميدان
مجاري عدن تبتلع أبناءنا 1380