الشيخ/ سعيد بن عبدالرحمن سهيل - رحمه الله- لا تحتاج لتألفه وتودّه غير لحظات، فهو- رغم أخذه من سهيل اليماني علو المكان- لكنه بخلقه أصر أن يكون تواضعاً يمشي على الأرض؛ وقد كان. أخلص لدوره ورسالته حتى آخر نفس في حياته، مات - رحمه الله- و هو يتدفق حيوية، و يفيض عطاء، ودع الدنيا و هو في الموقع المتقدم، رباط العلم، فجزاه الله خير الجزاء: لمثلك فلتبك النفوس و تندب دموعا من العينين و القلب يسكب أحقا رحلت اليوم دون وداعنا ؟ فياليت من قد أعلن النعي يكذب بنيت لصرح العلم دارا مُشَيّداً و كنت بتلك الدار تملي و تكتب و تبني نفوسا قد عنيت بفكرها توسّع آفاقا و حينا تهذِّب و كنت لتلك الدار روحا زكية و تنشر في الأنحاء علما و تنجب و قد كنت نبراسا و دارك معلما يحج إليها الدارسون و يركبوا و كنت (سهيلا) غير أنك في السما تقود الحيارى للهدى إن تنكّبوا كما كنت مضيافا تفيض بشاشة و كنت لمن يأتيك تهفو ترحب تَجَسّد فيك اللّين يمشي تواضعا بشخصك في الميدان لله ترقب تركت لدينا في رحيلك غصة تكاد لهول الأمر نفسي تذهب عليك سلام الله ما ذَرّ شارق و ما لاح نجم في السماء و كوكب
أحمد عبدالملك المقرمي
في وداع الشيخ سعيد سهيل 1002