;
محمد العولقي
محمد العولقي

عفوًا ميسي !! 3655

2013-01-14 08:11:44


في رأسي المفلطح سؤال يطير بسرعة طيران "زين العابدين بن علي" إلى السعودية هربا نفسها من شعب كاد يأكله "أكل البرشومي".. لماذا يتصاعد الدخان الأبيض من فوهة الاتحاد الدولي لكرة القدم كلما تعلق الأمر بكرته الذهبية المثيرة للجدل في الآونة الأخيرة بعد أن انحرف مسارها عن الواقعية باتجاه المشاكسة الدامية؟
وفي خاطري سؤال مكشوف الأطراف وحافي القدمين.. لماذا يثير الاتحاد الدولي حول كرته الذهبية كل هذا الغبار ويطوقها بتأويلات لا تخلو من سوء النوايا.. وباتهامات طائرة حائرة دون توضيح الصورة ولو من باب "جبر الخواطر"؟
الأسئلة تتناسل وتتكاثر خارج غرف النوم كما هو الحال بالبعوض.. بحكم أن مدربين ولاعبين وصحافيين أماطوا اللثام حول عملية "غسيل" أصوات وتزوير في أوراقهم الرسمية الخاصة باختيار أفضل لاعب في العالم للعام الفارط.. الأصوات الاحتجاجية ارتفعت في وجوه "طباخي" الجائزة، ووضعت "الفيفا" ومجلة "فرانس فوتبول" في حرج بالغ.. وبدأت روائح الاتهامات تفوح بما يعني أن وراء الأكمة ما وراءها !!.
وعندما يقول لاعب "باريس سان جيرمان" البرازيلي "تياجو سيلفا" أنهم زوروا صوته ومنحوه بقدرة "فاعل" للاعب برشلونة الأرجنتيني "ليونيل ميسي" هكذا عيني عينك، وهو الذي حلف أمام أقرب كنيسة بأنه منح صوته للبرتغالي المغضوب عليه "كريستيان رونالدو" فهذا دليل لا يقبل الجدل والنقاش على أن "أصابع" خفية باتت تتحكم بالجائزة التي تدر مال قارون على "الفيفا" و"فرانس فوتبول"!!!.
وكالعادة تجرأ السويدي "زلاتان إبراهيموفيتش" وكشف مستور "التزوير" من خلال امتعاضه من اللجنة الخاصة بالجائزة التي أهدت صوته على طبق من ذهب للاعب "ميسي" وهو الذي يقول بأعلى صوته من فوق برج "إيفل": لقد صوت للاسباني "أنييستا" فكيف يطير صوتي لميسي؟.. كل هذه الفضائح ولم تحرك شعرة واحدة في رأس "بلاتر" وحاشيته!!.
توقعنا بحكم خطورة الاتهامات أن ينبري "الفيفا" ليدافع عن سلامة وعدالة "فرزه" بشفافية لا أن يخرج علينا في اليوم التالي لتسليم الكرة الذهبية للبرشاوي "ميسي" بقوائم التصويت التي حفلت بالمغالطات والكذب الأسود وكلها تتماشى ربما مع رغبة "شركات" عالمية ومكاتب "مراهنات" و"بورصات" تؤكد أن الجائزة بعد دمجها مع مجلة "فرنس فوتبول" تحولت إلى "بزنس" وأموال تضخها مكاتب "السمسرة" وشركات"الرعاة بما يتناسب مع الميول "الخاص" بعيدا عن مقومات الماضي الأبيض حين كانت الكرة تمنح للاعب صاحب الإنجازات المحلية والدولية!!.
كان الأجدى بالاتحاد الدولي وهو يتلقى سهام الاتهامات بالتزوير من اللاعبين والمدربين والإعلاميين أن يرد الحجة بالحجة وأن يصحح خطأه انطلاقا من قول المسيح "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" لا أن يتخذ وضع أذن من طين وأخرى من عجين.. فالسكوت عن الاتهامات علامة رضا ودليل على أنه تلاعب بالأصوات لأجل خاطر عيون من يحركون "الجائزة" من الأسفل إلى الأعلى كما هو الحال بقاعدة "أرشميدس"!!.
وليت الفضيحة توقفت أركانها عند حد اللاعبين والمدربين الذين تذمروا من تزوير أصواتهم.. بل أن صحفيا إسبانيا كشف في يومياته بأنه يمتلك أدلة قاطعة مانعة تدين الاتحاد الدولي والفرانس فوتبول.. وأن وثائقه مستقاه من "مطبخ" الفرز.. الذي شابته شوائب غيرت لصالح طرف على آخر دون مراعاة لمشاعر المصوتين!!.
وإذا كانت الجائزة الأعظم في العالم قد انحرفت عن مسارها ولم تعد تعترف بمقومات ومبادئ من وضعوها ورضعوا من ثديها.. فإن بحر "الفيفا" في الواقع مليء بالقواقع.. وبات دفن الرؤوس في الرمال كما تفعل النعامة ليس حلا للهروب من "لهيب" الانتقادات و"نار" الامتعاضات التي خلفها التصويت الأخير.. والاتحاد الدولي بكشفه للتزوير دون أن يجرؤ على تصحيحها يقود مصداقيته إلى حتفها الأخير تماما كما تفعل الفراشة الغبية التي تقتحم النيران دون أن تعلم أن في ذلك هلاكها!!.
لا أريد من محبي النجم "ليونيل ميسي" أن يفسروا كلامي على أنه انتقاص من حقوق الفتى البرشلوني المدهش الذي "مالئ الدنيا "و"شاغل الناس" كما كان الحال مع الشاعر "المتنبي" الذي تساءل عن "عيد" الجائزة في زمنه: بأية حال عدت يا عيد؟.
ولكن آفاق المصداقية تجعلنا نضع مدلولات العدل في مكانها.. بحكم أنه ليس من المنطق أن يفوز لاعب مثل "أندرياس انييستا" بكأس العالم وبطولة أمم أوروبا وحزمة من الألقاب الخرافية مع ناديه "برشلونة" ولا يفوز بالكرة الذهبية ولو لمرة واحدة !.
ومن الظلم أن يفوز لاعب حتى لو كان العبقري "ميسي" بالكرة الذهبية أربع مرات متتالية وهو اللاعب الذي لم يذق عسل كأس العالم ورحيق بطولته القارية الأضعف بين بطولات "الفيفا"!!.
أنا أول من يبصم بأصابع اليدين والرجلين على أن "ميسي" استحق الكرة الذهبية بلا منازع أو مناجز عامي 2009م و2011م لكنه لا يستحقها عام 2010م وهو عام المونديال الذي كان فيه "ميسي" ظلا لنفسه وعام 2012م لأنه عام "انييستا" والأدلة واضحة.. هو من فاز باليورو وكان متوهجا ومتألقا بدليل أنه اختير أفضل لاعب في البطولة.. ثم كان الاعتراف الأهم من الاتحاد الأوروبي الذي منحه جائزة أفضل لاعب في أوروبا.. وهي الجائزة الأولى التي فك بها "بلاتيني" ارتباط اتحاده من الاتحاد الدولي في إشارة إلى أن جائزة "الفيفا" فقدت مصداقيتها وسط السيل الجارف للشركات التي تدفع ليفوز مزاجها!!.
مرة أخرى عفوًا "ميسي" فليس بالأهداف وحدها فقط يمكن أن تدخل "بوابة" العظماء والمشاهير.. فالإنجازات الدولية لها الأولوية.. فلا يمكن أن يتساوى رقمك التهديفي مع "برشلونة" وتحطيمك للأرقام القياسية.. مع أنجاز "أنييستا" الذي حصد في عامين ما لم تحصده في تسع سنوات.. صفقوا للرسام المبدع "أنييستا" فهو صاحب الكرة الذهبية الحقيقية غير المتوج.. ولا عزاء للمزورين وبائعي الذمم وأخلاق لأمم.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد