تقرير أميركي: اليمن على حافة الانهيار وقد يتحول لساحة حرب بالوكالة

2015-03-02 13:12:18 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة

اعتبر تقرير نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية, الأحداث المتسارعة في الأسابيع الأخيرة باليمن تركت البلاد، التي تُعتبر شريكاً أساسياً في الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب، على حافة الانهيار وتتحرك صوب حرب أهلية محتملة بإيحاءات طائفية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من انهيار الاقتصاد مع وصول المفاوضات السياسية، التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، إلى طريق مسدود، لافتة إلى أن الهجمات الأميركية بطائرات بدون طيار متواصلة ضد أهداف للقاعدة، وآخرها كانت يوم السبت في محافظة شبوة.

ولفتت إلى أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح- الذي لا يزال قوياً- يعتقد الكثير من الناس بأنه يتآمر من أجل العودة إلى السلطة، متنقلاً بين تحالفاته وسط جو من المؤامرات والشكوك.

وقالت إنه- في الوقت الذي لا تزال العاصمة اليمنية صنعاء ترزح بقوة في قبضة المتمردين الحوثيين- وإلى الشرق من البلاد يتسلح رجال القبائل ويهددون بتخريب البنية التحتية الأساسية للنفط والغاز في البلاد. وفي الجنوب، حيث المشاعر الانفصالية متفشية، يؤسس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي جبهة سلطة منافسة بميليشيات موالية له ووحدات من الجيش ورجال القبائل وبدعم من الدول الخليجية القوية.

وقالت انه على الرغم من الشعور السطحي بحياة طبيعية في العاصمة صنعاء، إلا أن هناك مخاوف متزايدة من الانهيار الاقتصادي لاسيما بعد انخفاض عائدات النفط وجفاف المساعدات الخارجية.

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة فإن أكثر من 60 بالمائة من السكان البالغ عددهم 26 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات.

"يوهانس فان دير" منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، قال مؤخرا: "الوضع لا يزال هشا وأي تأثير كبير للأزمة على الاقتصاد قد يؤدي إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية في الوقت الذي يتضاءل فيه دعم المانحين لليمن".

وعلى الجبهة السياسية، الخلافات المناطقية والطائفية تقوض جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، الذي يتوسط للوصول إلى اتفاق سلام. ويبدو أن المحادثات قد توقفت.

على أرض الواقع هذا البلد أصبح مُنقسما إلى مركزين للقوى المتصارعة: صنعاء قابعة تحت سيطرة الحوثيين في الشمال، وعدن المدينة الساحلية الجنوبية حيث فر إليها الرئيس هادي، وهو من الجنوب، منذ أكثر من أسبوع بعد هروبه من الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون عليه في العاصمة صنعاء.

وألغى هادي بعد وصوله إلى عدن قرار استقالته من الرئاسة والولايات المتحدة وحلفائها سحبوا الدبلوماسيين من صنعاء بذريعة الوضع الأمني وتهويل العزلة الدبلوماسية للحوثيين فيما الحوثيون اعتبروا سحب البعثات الدبلوماسية محاولة لتقويض شرعيتهم والتسبب في خراب اقتصادي. لكن عدة دول خليجية، من بينها جارة اليمن القوية السعودية، نقلت أعمال سفارتها إلى عدن لدعم هادي ضد ما يسمونه انقلابا.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الحوثيين أعلنوا بتحد أن هادي قد "فقد شرعيته"، ويمكن أن يواجه محاكمة جنائية.. وقالت جماعة الحوثي إن مجموعة من الوزراء الذين رفضوا الانضمام إلى مخطط الجماعة لتشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يواجهوا المحاكمة بتهم الخيانة.

وتستدرك "لوس أنجلوس تايمز" بأن هناك دلائل على تناقص الدعم للحوثيين فكثيرون في صنعاء يهاجمون ما يسمونه انتزاع الجماعة للسلطة.

يقول عادل شجاع- أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء- "الحوثيون انتحروا سياسيا ولا يلومون إلا أنفسهم. الجماعة أصبحت معزولة محليا ودوليا".

وأشارت إلى أن إيران- أكبر حليف أجنبي للحوثيين- وهو التحالف الذي قد يجد بعض الإشكاليات فالسعودية- وهي دولة سنية في معظمها وتنظر إلى اليمن كجزء من منطقة نفوذها- تنخرط في صراع مع إيران الشيعية من أجل الهيمنة الإقليمية وفقا للصحيفة الأميركية.

وما أثار انتباه الرياض هو احتمال إقامة نظام صديق لطهران على الحدود الجنوبية للسعودية. البعض يخشى من أن النتيجة النهائية قد تكون حربا بالوكالة على غرار ما يحدث في سوريا.

وقالت إنه على الرغم من أن هادي يصر على أن اليمن يجب أن تبقى دولة واحدة، فإن رحلته إلى الجنوب يبدو أنها قد تشجع المشاعر الانفصالية.

يقول محمد علي شايف- الذي يقود مجموعة موالية للانفصال في عدن- "دخول الحوثيين إلى صنعاء أثبت إيمان الجنوب بأن صنعاء لا يمكن أن تبني دولة حديثة. كل ما نفعله الآن هو تحرير أرضنا".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد