الحاضري: جماعة الحوثي أباحت كل المحرمات

المليشيات تفرق مسيرة حاشدة بالرصاص والطعن وتلاحق المصورين أمام مقر"أخبار اليوم"

2015-02-27 11:43:00 أخبار اليوم / خاص

"أقتلوا كل من ترونه هنا"، هكذا قال أبو عبدالله - أحد مسلحي جماعة الحوثي المسلحة الذي يبدو أنه المسؤول هناك- مخاطباً عددا من المسلحين الحوثيين أمام بوابة مؤسسة "الشموع" للصحافة والاعلام بعد تلقيه اتصالا من أحد قيادات الجماعة المسلحة وتلقيه أمرا بقتل كل من يتواجد أو يتظاهر أمام المؤسسة من الموظفين والصحفيين أو أيا كان.

وصل أبو عبدالله على متن سيارة "تويوتا" - بينما كان عدد من الصحفيين والمتضامنين مع صحيفة "أخبار اليوم" ينصبون مخيماً صغيراً كتعبير سلمي احتجاجا على احتلال المليشيات لمقر الصحيفة – وفور نزوله من على السيارة فتح أمان بندقيته ووجهها نحو المتظاهرين العزل وأشهر سلاحه الأبيض "الجنبية" وهرع نحو المخيم ليبدأ بتمزيقه هو وعدد من المسلحين بقوة السلاح.

وبعد تمزيق كامل المخيم والتلفظ بأسواء الألفاظ على المتواجدين هناك – بينهم كبار سن – قام أبو عبدالله ومعه عدد من المسلحين بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريق الاعتصام وملاحقة عدد من الصحفيين والمصورين في أزقة الحي من أجل مصادرة وكسر كاميراتهم.

وبينما كان حمزة الحاضري – أحد المتظاهرين السلميين – يحاول التحدث إلى أبو عبدالله ومحاولة التفاهم معه على أن الاعتصام سلمي، رد عليه الأخير بإشهار البندقية نحوه محاولاً إطلاق الرصاص عليه وقتله لولا تدخل بعض الحاضرين من أبناء الحي.

"قسما بالله لو نزيد نشوفك مرة ثانية با نقتلك ونعزرك"، هكذا قال أحد مسلحي جماعة الحوثي المتمركزين في مقر الصحيفة مخاطباً الشخص المسؤول عن نصب الخيمة، في تهديد واضح بقتله بدم بارد ليس له ذنب سوى أنه يمتلك خيمة صغيرة تعوله هو وأسرته.

ولم يمض وقت طويل حتى وصلت تعزيزات كبيرة بعدد من الأطقم والمدرعات التابعة لجماعة الحوثي والمدججة بعدد من المسلحين الحوثيين في محاولة لإرهاب وتفريق بالقوة كل من تبقى هناك سواء من أبناء الحي أو من المتضامنين مع "أخبار اليوم".

هذه هي الطريقة التي يتعامل بها من يسمون أنفسهم أنصار المسيرة القرآنية تجاه كل من يحتج سلميا وبطرق مشروعه على تصرفاتهم الإجرامية والهمجية التي تبيح اقتحام البيوت والمؤسسات دون مراعاة أدنى حق لحرمة تلك البيوت أو لحرمة النساء التي تقطنها.

يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من قيام مسلحي جماعة الحوثي بتفريق مسيرة شعبية خرجت في العاصمة صنعاء للتنديد بالانقلاب الحوثي والممارسات اللا مسؤولة لمنتسبي الجماعة بقوة السلاح مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى واختطاف آخرين، ناهيك عن الاعتداء بالضرب والطعن على عدد من الصحفيين والاعلاميين والمصورين ومصادرة كاميراتهم.

مسلحو الحوثي يعتدون على الاعلاميين المتضامنين مع "أخبار اليوم"

وتعرض عدد من الصحفيين والاعلاميين الذين شاركوا في الوقفة التضامنية مع "أخبار اليوم" لإطلاق نار وملاحقة من قبل عدد من مسلحي جماعة الحوثي أمام مقر مؤسسة "الشموع" للصحافة والإعلام بحي شميلة.

وفتح مسلحو جماعة الحوثي النار على المتظاهرين في محاولة لتفريقهم وإرهابهم وكذا ملاحقة المصورين في عدد من أزقة الشوارع المجاورة لمقر الصحيفة ومصادرة كاميراتهم.

وأعتقل الحوثييون عددا من المصورين والمحتجين وأفرجوا عنهم بعد وقت قصير بعد أن قاموا بمصادرة كاميراتهم والاعتداء عليهم بالضرب وتحذيرهم من مغبة تكرار أي مسيرة تضامنية مع الصحيفة ومقرها.

مسيرة حاشدة تطالب الحوثي بالخروج من مقر "أخبار اليوم"

وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد نظمت- صباح يوم أمس الخميس- وقفة احتجاجية في مقر النقابة قبل أن تنطلق مسيرة تضامنية حاشدة من مقر النقابة إلى مقر مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" المحتل من قبل جماعة الحوثي منذ الخامس من فبراير الجاري دون مسوغ أو ذريعة.

وشارك العشرات من الإعلاميين والصحفيين والناشطين الحقوقيين في الوقفة والمسيرة الاحتجاجية، معبرين عن استيائهم البالغ ودهشتهم لما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة من انتهاك صارخ ضد ما يتعرض له مقر أخبار اليوم وكذا ضد حرية التعبير والكلمة في البلاد.

واعتبر المشاركون ما تتعرض له صحيفة "أخبار اليوم" من إرهاب حوثي هو دفع لثمن مواقفها الوطنية التي ساندت ثورة الشباب السلمية في العام 2011 ومناصرتها لقضايا وطنية وحقوقية بحتة.

وأعلن المشاركون تضامنهم الكامل ووقوفهم الجاد بجانب "أخبار اليوم" وما تتعرض له من احتلال غير مبرر وعبث بالمحتويات ونهب للمخازن والمطابع الخاصة بالمؤسسة، ناهيك عن العبث بمحتويات المركز الإعلامي للمؤسسة من قبل حكام الأمر الواقع المتمثلة في جماعة الحوثي المسلحة.

وحملت المسيرة الاحتجاجية زعيم جماعة الحوثي المسلحة عبد الملك بدر الدين الحوثي المسؤولية الكاملة إزاء ما تتعرض له مؤسسة الشموع وصحيفة اخبار اليوم من نهب وعبث ممنهجين وكذا ما يتعرض له صحفيي وموظفي المؤسسة من تهديد بالقتل واختطاف ومطاردة من قبل مليشيات الجماعة.

وحمل الاعلاميون المبعوث الأممي الى اليمن السيد جمال بن عمر وقادة الأحزاب السياسية في البلاد المسؤولية الكاملة إزاء ما تتعرض له مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام وصحيفة أخبار اليوم من نهب وعبث واحتلال من قبل جماعة الحوثي المسلحة.

قمع المحتجين:

من جهته أدان الكاتب الصحفي عباس الضالعي بشدة الاعتداءات ضد الصحفيين وخاصة ما تعرض له الصحفيين من قمع أثناء الوقفة الاحتجاجية أمام مبني "أخبار اليوم" من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

واعتبر الضالعي أن هذه الهمجية لن تثنينا عن التضامن مع زملاءنا أو التراجع عن أداء رسالتنا، معتبراً تصرفات جماعة الحوثي تصرفات مرفوضة وتتعارض مع حرية التعبير والراي ومع القوانين المحلية والمواثيق الدولية.

جرائم حرب وإرهاب فكري

إلى ذلك قال الكاتب الصحفي/ منير الحميري, إن جماعة الحوثي تواصل سلسلة من الانتهاكات بحق الصحفيين اليمنيين والمؤسسات الإعلامية الخاصة والتي تمثلت بغلق قناة سهيل ومؤسسة الشموع وصحيفة اخبار اليوم, والاستيلاء على المبنى والعبث بمحتويات المركز الإعلامي ونهب المخازن بعد ان مارست انتهاكات ضد المؤسسات الإعلامية العامة والتي كان من أبرزها صحيفة الثورة ومبنيي الإذاعة والتلفزيون.

واعتبر الحميري أن ما تقوم به جماعة الحوثي من استهداف العاملين والصحفيين يندرج ضمن جرائم الحرب والإرهاب الفكري وتمثل انتهاكاً جسيماً لجميع الأعراف ولاتفاقيات الدولية.

ونوه الحميري إلى أن اقتحام مؤسسة "الشموع" وصحيفة"أخبار اليوم" وغلق مقرها في صنعاء قد شرد أكثر من مائة وستين موظفاً من ضمنهم سبعون صحفياً اصبحوا لا يجدون ما يعولون به اسرهم.

وقال بان ما تتعرض له "اخبار اليوم" هو ثمن وقوفها مع الثورة الشبابية السلمية 2011 ودفاعها عن قضايا الوطن والمواطن ونقل الحقيقة ومواجهة السياسات اللامسؤولة التي تنتهجها ميليشيا جماعة الحوثي.

وشدد ان تلك الممارسات التي تنتهجها ميليشيا الحوثي لن تثنيهم عن قول الحقيقة والدفاع عن القضايا الوطنية .

الحوثي وإباحة المحرمات

العلامة/ محمد احمد الحاضري انتقد بشدة استمرار جماعة الحوثي في احتلال مقر مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" مؤكداً ان من يسمون أنفسهم أنصار المسيرة القرآنية لا يفهمون من القراء نشي ويخالفون تعاليمه.

وأكد العلامة الحاضري ان اتباع جماعة الحوثي لا يعرفون من الدين شيء مؤكداً انهم لا يلتزمون بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف من صلاة وصوم وزكاة وإنما يتخذون الدين كغطاء على جرائمهم بحق المواطنين والوطن.

وأكد أن صلاة المؤمن تنهاه عن الفحشاء والمنكر والبغي غير ان مسلحي جماعة الحوثي لا ينتهون لا من فحشاء ولا منكر ويمارسون كل انوع الارهاب بحق الشعب.

الحاضري أكد أن جماعة الحوثي قد أباحت كل شيء في البلاد من هتك للأعراض واقتحام للبيوت الأمنه والملكيات الخاصة دون وجه حق، مؤكدا ان الاسلام بريء كل البراءة من اعمال هذه الجماعة وتصرفاتهم.

وعبر الحاضري عن بالغ استنكاره إزاء ما قامت به جماعة الحوثي من اقتحام لمؤسسة الشموع وصحيفة "أخبار اليوم"، مؤكداً أن الجماعة قد سقطت بتصرفاتها من انتهاك الحرية الصحافة واقتحام البيوت الأمنه بدون مسوغ قانوني.

حقوقيون: جماعة الحوثي تنحر حرية الرأي في اليمن

واعتبر عدد من الحقوقيين اليمنيين أن ما تمارسه جماعة الحوثي وآلة القمع التابعة لها ضد صحيفة أخبار اليوم ينذر بمستقبل مؤتم للصحافة في اليمن، معتبرين ذلك نحراً لحرية الكلمة في اليمن.

وأبدى الحقوقيون استيائهم البالغ ازاء ما تتعرض له مؤسسة الشموع من احتلال غير مبرر وكذا اعتداء مسلحي الجماعة على عدد من الصحفيين امام مقر الصحيفة وغيرهم في المسيرات الشعبية التي تندد بانقلاب جماعة الحوثي المسلحة.

ووضع الحقوقيون مستقبل الصحافة في اليمن في قائمة الخطر معتبرين انتهاكات جماعة الحوثي ضد حرية التعبير والكلمة جريمة مخالفة للدستور والقانون اليمني والدولي اللذان ينصان صراحة على ضمان الحقوق والحريات الخاصة.

بن عمر ووزير الداخلية واحتلال "أخبار اليوم"

وحملت مؤسسة"الشموع" للصحافة والاعلام- في بيان لها- المبعوث الأممي الى اليمن السيد جمال بن عمر ووزير الداخلية المكلف من قبل جماعة الحوثي وكل الأجهزة المعنية مسئولية ما تتعرض له المؤسسة وممتلكاتها وموظفيها والمتضامنين معها.

ودعا البيان المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الانسان وحماية الحقوق والحريات للتدخل وايقاف آلة القمع الارهابية وإجبارها على الخروج من مقر المؤسسة المحتل منذ اقتحامه بالمدرعات ومختلف الأسلحة بتاريخ 5 فبراير الجاري وارهاب الموظفين واحتجازهم لعدة ساعات.

نص البيان

في ظل استمرار الاحتلال الحوثي لمقر مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" بالعاصمة صنعاء لليوم الثاني والعشرين على التوالي وفي ظل استمرار العبث بممتلكاتها والنهب المنظم لها والتي كان آخرها نهب باص ثالث من باصات المؤسسة المتواجدة جوار المقر المحتل وعلى الرغم من استمرار كل تلك الانتهاكات وتصاعدها اعتدت المليشيات اليوم على عشرات الصحفيين والحقوقيين المتضامنين والذين نفذوا- صباح اليوم-أمس مسيرة من مقر نقابة الصحفيين إلى أمام مقر الصحيفة المحتل واعلان اعتصام مفتوح أمام المقر ونصب خيمة الاعتصام..

وأقدمت المليشيات الارهابية على اقتحام الخيمة وتفريق المعتصمين بقوة السلام والاعتداء على عدد منهم ونهب المخيم وتهديد المعتصمين السلميين..

المؤسسة- وأمام هذا التصعيد في الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها مليشيات جماعة الحوثي بحق مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم ومنتسبيها والمعتصمين والمتضامنين معها- تدعو المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الانسان وحماية الحقوق والحريات للتدخل وايقاف آلة القمع الارهابية وإجبارها على الخروج من مقر المؤسسة المحتل منذ اقتحامه بالمدرعات ومختلف الأسلحة بتاريخ 5 فبراير الجاري وارهاب الموظفين واحتجازهم لعدة ساعات.. وتحمل المؤسسة المبعوث الأممي ووزير الداخلية المكلف من قبل جماعة الحوثي وكل الأجهزة المعنية مسؤولية ما تتعرض له المؤسسة وممتلكاتها وموظفيها والمتضامنين معها, وتقدم المؤسسة كل شكرها واحترامها وتقديرها للمتضامنين معها والذي يناضلون سليما وبشكل يومي من أجل تحرير المؤسسة, وتؤكد بانهم هم المناصرين الحقيقيين لحرية الكلمة والصحافة وحقوق الانسان والمناضلين من أجل الدولة المدنية التي ينادي ويناضل من أجلها الشعب اليمني الحر.. وتطالب المؤسسة القيادات السياسية باعلان موقف جاد وجرئ إزاء ما تتعرض له الشموع وأخبار اليوم.. وتناشد الثوار الأحرار باستمرار النضال حتى تحقيق أهداف الثورة العظيمة..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد