اجتاحت قوات عسكرية تابعة للواء "201" المرابط في منطقة "العند" فجر أمس, اجتاحت مديرية الملاح بمحافظة لحج وتمكنت من فك الحصار الذي فرضه مسلحون ينتمون لما يعرف بـ"المقاومة الجنوبية " على إحدى الكتائب العسكرية المتمركزة شرق عاصمة مديرية الملاح منذ عدة أيام.

وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على مواقع المسلحين بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة استمرت زهاء ساعة ونصف انتهت بانسحاب المسلحين من المواقع والتمركز في الجبال المحيطة بمواقعها السابقة والقريبة من المواقع التي سيطرت عليها قوات الجيش.

وقالت مصادر طبية في مدينة ردفان لـ"أخبار اليوم" إن ثلاثة أشخاص من المدنيين قتلوا صباح أمس السبت خلال الاشتباكات في مدينة الملاح بردفان فيما أصيب ثلاثة آخرون كانوا على متن سيارة قادمة من منطقة السرايا صوب عاصمة المديرية الملاح.

وأشارت مصادر محلية إلى أن عدم السماح بإسعاف المصابين أدى إلى وفاة شخصين في الحال وهما علوي محمد محسن, ومروان فضل، فيما الثلاثة الآخرون الذين أصيبوا تمكن مواطنون- بعد ساعات- من إسعافهم إلى المستشفى وفقا للمصادر.

كما قتل- وبحسب مصادر حقوقية في ردفان- الشاب يسلم عبدالله علوي اليافعي وهو من الحد يافع في الاشتباكات الدائرة بمنطقة الملاح بين أفراد المقاومة الجنوبية وقوات الجيش.

وتمكن مسلحو الحراك- الأربعاء الماضي- من السيطرة على موقع عسكري في منطقة ردفان التابعة لمحافظة لحج، في سياق سعي متواصل من مكونات الحراك للسيطرة على المواقع العسكرية والأمنية خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء.

من جانبه أصدر المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب, أصدر بيانا قال فيه إنه يتابع بقلق بالغ ماتتعرض له منطقة ردفان في محافظة لحج من اعتداءات وقصف عسكري وهجوم مسلح على مدى يومين كاملين وكان آخرها اجتياح عسكري بمختلف الأسلحة الثقيلة لمنطقة الملاح بعد قصف مدفعي وحرب من طرف واحد أودت بحياة ثلاثة مدنيين وجرح آخرين.

واعتبر المجلس- في بيان صادر عنه تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه- اعتبر الأعمال جرائم حرب وجرائم واقعة ضد اإنسانية وأنها تأتي في ظرف انهيار منظومة الحكم في صنعاء وقال إنها دليل دامغ على أن قوى النظام- مهما اختلفت بينها- إﻻ أنها متفقة أن الجنوب غنيمة حرب ومصدر ثروة ﻻ بد من استمرار إحكام القبضة العسكرية عليه حسب البيان.

وأدان البيان أعمال القتل والدمار وإحراق القرى وتشريد سكانها, داعيا أبناء الجنوب إلى التحرك بكل الاتجاهات لمساندة أبناء ردفان وفك الحصار عنهم ووقف القتل والدمار وندعو المنظمات الدولية والحقوقية للتدخل الإنساني العاجل والقيام بمهمتهم الإنسانية.

وأكد بأن شعب الجنوب مستمر في نضاله بكل الخيارات المتاحة ولن يقف مكتوف الأيدي وأن دخول المليشيات الإرهابية في خط المواجهة ضد شعب الجنوب للسيطرة على المعسكرات والوحدات العسكرية في الجنوب كما هو جار في معسكرات العند وردفان تتطلب مسؤولية جماعية من كل القوى الرافضة للعنف والإرهاب وأزلام حكام اليمن الجدد "بحسب البيان".

إلى ذلك شهدت ساحة الاعتصام بخور مكسر بعدن أمس مسيرة جماهيرية تضامنا مع أبناء الملاح والحبيلين.

وانطلقت المسيرة من أمام منصة الاعتصام وردد المشاركون فيها هتافات وشعارات تندد بالقصف من قبل قوات الجيش ورفعت في المسيرة أعلام دولة الجنوب وصور الشهداء.

وجابت المسيرة, مخيمات الاعتصام مرورا بالشارع الرئيسي وصولا إلى أمام منصة الاعتصام, حيث رددت شعارات غاضبة تطالب مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ شعب الجنوب, ودعت كل المنظمات الدولية وحقوق الإنسان إلى تقصي حقائق ما يرتكب من جرائم بحق شعب الجنوب, داعين كل أبناء الجنوب إلى الوقوف إلى جانب أهالي الملاح والحبيلين وردفان بمحافظه لحج.