علق العميد ناصر النوبة، أحد مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، على الأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية بعد سقوط الرئاسة اليمنية بيد جماعة الحوثي واستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد ساعات من استقالة حكومة خالد بحاح، أن الأوضاع وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي المسلحة تجاوزت كل المعايير السياسية وقفزت قفزاً عالياً وتريد الاستيلاء على اليمن ككل.
وأمام هذا الوضع قال العميد النوبة، وهو أحد قيادات الحراك التي استطاع هادي استقطابهم: ايماناً منا بالمبادرة الخليجية ووثائق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة وبعد أن رأينا البلد ذاهبة إلى الهاوية، قررنا أن نقوم بفصل الجنوب بإقليميين وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، والتي حددت ستة أقاليم لليمن، ونحن في الجنوب "الاقليمين" قررنا الانفصال والاستقلال حتى نرى إلى أين البلاد ذاهبة..
وأضاف خلال حديثه لقناة الـ "بي بي سي" العربية: نحن في الارض نريد الانفصال كما ما كان الجنوب سابقاً، لكن بالمفهوم الجديد اقليمين اقليم عدن واقليم حضرموت، وفقاً لمخرجات الحوار ووفقاً للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة، الذي قسّم اليمن إلى ستة اقاليم..
وحول ما إذا كانوا ملتزمين بالبقاء كإقليمين ضمن فدرالية مرتبطة بصنعاء قال: نعم، لكن إذا تطورت الامور ورأينا أنهم غير مستمعين لإخوانهم في الشمال فنحن ممكن أن نعمل استقلال للجنوب، أما الآن فنحن نعلن استقلالنا كإقليميين وفق الدولة المركزية وفق مخرجات الحوار، ووفق كل ما اتفق عليه وما أيدته الدول العشر، لكن إذا رأينا أن الاخوة طامعين في أكثر من ذلك فنحن ممكن ان نعلن استقلال الجنوب.
من جانبه أكد القيادي البارز في الحراك الجنوبي أحمد بامعلم، النائب الأول لرئيس مجلس تنسيق لقوى التحرير والاستقلال, أن اعتراف أميركا ضمنياً بالانقلاب الذي نفذه الحوثيون على عبدربه منصور هادي, سيجعل شعب الجنوب سيرغم المجتمع الدولي قريباً على الاعتراف بالدولة الجنوبية.
وقال بامعلم في تصريح خاص لـ "أخبار اليوم": إن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من منصبه, قد وحدت مكونات الحراك والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي، والتي اجتمعت جميعها أمس في منزل محمد على أحمد والخروج بتشكيل مجلس تنسيقي من كل القوى المجتمعة لإدارة الوضع العام في محافظة عدن وبالتنسيق مع المجلس المحلي بالمحافظة.
وأوضح أن المجلس التنسيقي سينتقل في المرحلة القادمة ليشمل كافة المحافظات الجنوبية لإدارة شؤونها ومواصلة النضال حتى التحرير والاستقلال.
واختتم تصريحه بالقول: إن شعب الجنوب لن يتعامل مع أي قوى متواجدة في صنعاء وسيواصل نضاله وتصعيده الثوري، والذي سيرغم خلاله أميركا والمجتمع الدولي الاعتراف بدولة الجنوب كما اعترفوا ضمنياً بالانقلابين الحوثيين على عبدربه منصور هادي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت كانت عدد من القوى في محافظات مأرب والجوف والبيضاء التي تسمى إقليم سبأ - بحسب مسودة الدستور، أعلنت أمس انضمامها إلى إقليمي عدن وحضرموت، ودعت إقليم الجند إلى الانضمام إلى هذه الاقاليم كرفض لانقلاب جماعة الحوثي المسلحة، التي باتت تسيطر على العاصمة وثلاث محافظات في الشمال في حين لازالت تقابل بالرفض من قبل بقية المحافظات.
ويرى مراقبون سياسيون أن استقالة هادي وحكومة بحاح قد أربك جماعة الحوثي وخلق رغبة لدى عدد من المحافظات في الاستقلالية في القرار ورفض أي تسلط لجماعة الحوثي، التي فرضت سلطتها بقوة السلاح، الأمر الذي يجعل شبح الانفصال يخيم على اليمن ويخنق جماعة الحوثي.
