عقب تلقيهم نبأ استقالة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وحكومة المهندس/ خالد بحاح توجه العشرات من مسلحي مليشيا جماعة الحوثي صوب مبنى مجلس النواب في وسط العاصمة صنعاء وقاموا بتطويقه والسيطرة عليه، كما توجهوا لحصار وتطويق منازل قيادات أمنية وعسكرية وحكومية بارزة..
ونقل موقع "مأرب برس" عن شهود عيان قولهم إن مسلحي جماعة الحوثي يحاصرون منازل ثلاثة وزراء يمنيين ومسؤولين في الدولة، في العاصمة اليمنية صنعاء، منذ استقالة الرئيس هادي من منصبه مساء أمس الخميس.
وقال الشهود: إن الحوثيين يفرضون الحصار على منزل وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي ورئيس جهاز الأمن القومي، لتؤكد مصادر إعلامية متطابقة أن مسلحين حوثيين بقيادة مطهر الحوثي يفرضون حصاراً على منزل وزير الشؤون القانونية.
إلى ذلك تحدثت مصادر في صنعاء مساء أمس عن تطويق منزلي وزيري الصحة الدكتور/ رياض ياسين والنقل بدر باسلمه، وكذلك تداولت معلومات محاصرتهم لمنزل وزير النفط والمعادن، ولم يتسنَ التأكد من هذه المعلومات كون الأنباء جاءت في ساعة متأخرة من مساء أمس.
في السياق ذاته أحكم مسلحو جماعة الحوثي سيطرتهم على مقر البرلمان اليمني والمخول بإدارة البلاد بعد استقالة الرئيس من منصبه، بعد ساعة من حصاره فور إعلان هادي وحكومته الاستقالة.
من جهة اخرى أكد وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب سيف فتح مساء أمس الجمعة أن مليشيا الحوثي لاتزال تحاصر منزله بصنعاء منذ ليلة أمس الأول الخميس.
وقال فتح في تصريح لـ"أخبار اليوم": إنه لا يوجد سبب يفسر محاصرة الحوثيين لمنزله، مشيراً الى أن هذه رسالة للإقامة الجبرية، وهو الأمر الذي حصل معه ومع عدد من الوزراء - حد تعبيره.
وأشار إلى أن الحكومة قدمت استقالتها، وأن الاجراء المتبع عالمياً يتمثل في وجود حكومة تصريف أعمال إلا أنه في اليمن مرت الامور بطريقة ديناميكية غير محسوبة - حد قوله، لافتاً إلى أن السلطات المختصة لازالت تناقش هذا الامر .
وأضاف: المتبع عالمياً أن يكلف رئيس الجمهورية الحكومة بتصريف الأعمال، لكن عندنا لم يتم هذا الامر ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية قدما استقالتهما معاً وهذا عمل إرباكاً.
وقال: إنه لا يوجد انتقاء لأصحاب الخير وإدارة الامور بطريقة حريصة من قبل القوى السياسية غير متوقع في ظل ذلك ان تمضي اليمن إلى المجهول.
ولفت إلى أن المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر يقود مشاورات بين القوى السياسية، منوهاً الى أن بن عمر لاعب دولي وله تأثير باليمن وسيكون له دوره ولو على الاقل تقريب وجهات النظر، مردفاً: نحن مشكلتنا عوّلنا على بن عمر كثيراً، لكن هو يتحمل مسؤوليته والقوى السياسية تتحمل مسؤوليتها بصورة كاملة.
وشدد على تضافر جهود القوى السياسية والقوى الوطنية والقوى الخيرة لإخراج الشعب والبلد الى بر الأمان، محذراً من أن عدم تغليب المصلحة الوطنية قد يؤدي الى تشظي الشمال وتشظي الجنوب.
ودعا كل منظمات المجتمع المدني وكل المنظمات الحقوقية أن توقف هذه الممارسات الخارجة عن القانون، وقال: الآن نريد أن نطبق قوة القانون وليس قانون القوة وأن القوة لن تخرج بلادنا إلى بر الأمان وعلى كل القوى السياسية أن تدرك هذا الأمر.
