المودع: هناك انقلاب على الدولة بكل مقوماتها و العملية السياسية انتهت بكل تجلياتها فلا دستور أو انتخابات و القادم سيكون للسلاح والعنف..

السيناريوهات المحتملة في اليمن بعد سقوط الرئاسة ..

2015-01-22 21:08:07 أخبار اليوم/ خاص

ينتظر الشارع اليمني ساعات مفتوحة لسيناريوهات محتملة تحدد مصير البلد وذلك بعد سقوط الرئاسة اليمنية في أيدي مسلحي جماعة "الحوثيين" في حين يقبع الرئيس هادي معتقلاً بيد جماعة الحوثي في منزله في العاصمة صنعاء..

 وفي هذا الصد أكد سياسيون بأن الرئيس هادي لم يعد يحكم البلد فهو يعيش تحت الاعتقال من قبل جماعة الحوثي ويرون أن السيناريوهات القادمة للبلد مرتبطة بتشكيل مجلس عسكري يأخذ على عاتقه مصير الوطن، في حين يرى آخرون بأن ما حدث انقلاب على الدولة ومقوماتها وانتهاء للعملية السياسية بتجلياتها وأن القادم هو العنف السلاح.

 وفي اتجاه القضية الجنوبية تؤكد قيادات ثورية جنوبية بأن ما يحدث في صنعاء مسألة داخلية لا تعني الجنوب وأن مصير الجنوب يتجه نحو الاستقلال بعيدا عن كل ما يدور في صنعاء, مؤكدة رفضها لأي توجه للحوثي بشأن القضية الجنوبية..

المودع: اليوم هناك انقلاب على الدولة اليمنية بكل مقوماتها وهذا يعني انتهاء العملية السياسية بكل تجلياتها فلا دستور أو انتخابات وأن العمل القادم سيكون للسلاح والعنف.


قال المحلل السياسي/ عبد الناصر المودع- في حديثه لـ"أخبار اليوم"- إن ما حدث خلال الأيام الماضية هو أن عبدالملك الحوثي عمق الحفرة التي كان قد ساهم في إيقاع اليمن فيها، وأعتقد أنه سيواصل الحفر عميقاً في هذه الحفرة, وليس مهما الصيغة التي سيصيغها الحوثي فإنها لن تغير من حقيقة أن اليمن- ومنذ 21 سبتمبر الماضي- تحت هيمنة مليشيا الحوثي، وأن هناك انقلابا على الدولة اليمنية بكل مقوماتها وأسسها الشكلية والقانونية، وهذه الحقيقة تعني انتهاء العملية السياسية بكل تجلياتها.. فلا إمكانية وحتى إشعار آخر لا قرار دستور أو انتخابات.. فالعمل القادم سيكون للسلاح والعنف.

مضيفاً: وأما عن الفدرالية فإنها مشروع ولد ميتا، وكانت السبب الذي أجهض عملية الاصلاح السياسي في اليمن، فحينما حرف مؤتمر الحوار عن غاياته الحقيقية وتم تكييفه من أجل إقرار الفدرالية ضيعت اليمن فرصة الاصلاح السياسي الذي كان ممكنا بعد خروج صالح.

وفيما يتعلق بالجنوب فقد أكد المودع أن الجنوب يعاني من فراغ سياسي والحراك ليس سوى ظاهرة صوتية، ولو كان هناك حركة انفصالية حقيقية لتم إعلان الانفصال الآن أو قبل فترة، فليس هناك أنسب من هذا الوقت لإعلان الانفصال, حيث لا وجود لدولة حقيقية تقاوم مثل هذا العمل، ويرجع السبب إلى طبيعة الجنوب الذي لا يمتلك مقومات ليكون دولة حقيقية، فبدون الوحدة يتحول الجنوب إلى فوضى شبيهة بما يحدث في الصومال وليبيا، والحقيقة أن القوة الوحيدة القادرة على تعبئة أي فراغ في السلطة هي القاعدة، أما قادة الحراك فإنهم ليسوا سوى رؤوس كثيرة دون أي جسم حقيقي.

الشجاع: لم يعد هادي رئيسا في اللحظات الراهنة هو معتقل لدى جماعة الحوثي والتحالف الذي كان بين الاثنين قد انتهى

في حديثه لــ"أخبار اليوم" حول السيناريوهات المحتملة التي ستتشكل في البلد بعد أحداث الرئاسة وسيطرة الحوثيين على دار الرئاسة.. أكد المحلل السياسي الدكتور/ عادل الشجاع, أن إسقاط مؤسسة الرئاسة بهذه الكيفية وبهذه الطريقة كان ضرباً لهيبة المؤسسة وقيمتها المعنوية والمادية والطريقة بحد ذاتها لا تنبئ بأن المستقبل سيرسم بمعالم دولة مدنية لأن كل طرف- يستشعر القوة لديه- يحاول القضاء على الطرف الآخر بطريقة أكثر عنفا وأكثر ثأرا ممن الذين سبقوه.

وقال الشجاع: أعتقد أن السيناريوهات القادمة إما أن يكون هناك مجلس عسكري قد يكون مجلسا مشتركا من المدنيين ومن العسكريين, في هذا كل ستعطي صلاحية لمثل هذا المجلس لأن يضع خارطة طريق لتوافق القوى السياسية كلها والذهاب نحو الانتخابات والتسليم بهذه الانتخابات للحزب الذي سوف يفوز أو الجماعة التي ستفوز بأغلبية وخروج البقية إلى المعارضة والاتفاق حول السلم الاجتماعي وإعطاء المجال للدولة لتقوم بواجباتها تجاه الآخرين تحت مظلة النظام والقانون أم أننا سوف نكون أمام مرجعيتين مرجعية الدولة الشكلية والمرجعية العليا التي ستوجه هذه الدولة وبالتالي تخطف منها قرارها.

وعن مصلحة الحوثي في بقاء الرئيس هادي في منصبه, أكد الشجاع إنه لم يعد هادي رئيسا في اللحظات الراهنة بل هو معتقل لدى جماعة الحوثي ويبدو أن التحالف الذي كان بين الاثنين قد انتهى لأنني شخصياً كنت أقول إن هناك تحالفا وأن هذا التحالف سوف ينتهي حينما يجد طرف من هذه الأطراف المتحالفة عناصر القوة تميل لكفته وبالتالي سيلتهم الطرف الآخر.

وأضاف الشجاع: أعتقد أن جماعة الحوثي قد وصلت إلى نهاية هذا التحالف وبالتالي قد انقلبت على الرئيس بهذه الكيفية وبهذه الآلية, كان يمكن بالأمس أن يتم تشكيل مجلس إذا كان الحوثي ينشد الشراكة مع الأطراف الأخرى فعلا وليس قولاً.. ولكننا تفاجأنا بتأخير ذلك وهو يتحدث عن رئيس.. لم يعد لهذا الرئيس أي شرعية أو مشروعية عند الحوثي نفسه، أولاً جرده من حراسته الخاصة وبالتالي يتحدث عنه كرئيس.

هادي انتهى ..
في اعتقادي إن هادي قد انتهى أو هو قد عمل على إنهاء نفسه لأنه خلق له خصوما كثر وعمل على تقويض بنية الدولة وتدمير مؤسسة الجيش والأمن وبالتالي كشف الغطاء عن نفسه فسقط بمثل هذا السقوط الذي لم نكن نحبذه ولم نكن نرجوه لأننا نريد الانتقال دوما انتقالا سلميا داخل إطار المؤسسات وليس بآليات وعناصر القوة.

وعن إمكانية تشكيل مجلس مدني للخروج بالبلد من هذا الوضع.. قال الشجاع: في اعتقادي إنها ستكون عميلة انتحارية إذا ما ذهبوا إلى تشكيل مجلس مدني.. في الوقت الراهن، نحن نحتاج مجلسا عسكريا وأن تعطى للمؤسسة العسكرية صلاحية لفترة زمنية محددة وأن تعيد الوضع الأمني إلى ما كان عليه في البلد وتضع خارطة طريق من قبل القوى المدنية تكون مؤسسة الجيش والأمن حامية وراعية لهذا الاتفاق ويذهب الجميع إلى الانتخابات والتسليم بالعملية الديمقراطية والتسليم بما يقوله الشعب وبمن يختاره لكي يحكمه ولكي يقوم بخدمة هذا الشعب باعتبار القوى السياسية جميعا أنها جاءت من أجل الشعب ومن أجل مصلحة الشعب.

وعن حديث عبد الملك الحوثي عن الوحدة وتمسكه بها اعتقد الشجاع أن الحوثي كان ذكياً لأنه يدرك أن الغالبية من الشعب اليمني لا يريدون تمزيق وحدتهم ويريدون وطناً واحداً يستوعب الجميع وبالتالي هو سبق القوى السياسية الأخرى التي كان يفترض أن تكون السباقة إلى مثل ذلك ولكن المكايدات السياسية جعلت هذه القوى السياسية تنتحر بتقديم مشروع الأقاليم أو على أقل تقدير مناقشته في مؤتمر الحوار ولم يكن وارداً ضمن محاور مؤتمر الحوار ولم يكن واردا أيضا في المبادرة الخليجية الحوثي استشف الإرادة الشعبية في هذا الجانب ولعله يكسب كثيراً من رفعه لمثل هذا الشعار مثلما كسب بالأمس حينما رفع شعار إسقاط الجرعة مع العلم أن الأحزاب السياسية لم تكن جميعها موافقة عليها ولكنها كانت على الأقل تصمت إعلاميا نتيجة للمكايدات السياسية بينها وبين القوى السياسية الأخرى وهذا هو الذي أفقد هذه القوى مصداقيتها وأيضا سحب الكثير من مشروعيتها.

الحوثي يزايد ..

وفي إطار حديث عبد الملك الحوثي قبل أمس وتمسكه بالوحدة, أكد الشجاع بأن ما تحدث به الحوثي عن الوحدة هو مزايدة حتى يثبت الحوثي عكس ذلك، مضيفا: أنا أعتقد أنه يرفع مثل هذا الشعار كجانب عاطفي, هو يدرك أن الشعب اليمني شعب عاطفي, هو شعب محب لوحدته ولا يمكن أن يفرط بها وبالتالي هو يرفع مثل هذا الشعار حتى يكسب, حتى يثبت عكس ذلك في الأيام القادمة ويثبت بأنه فعلاً مع هذه الوحدة, وقال: أنا أعتقد أنه لو كان صادقا مع هذه الوحدة لكان يفترض به أن يقدم أو على الأقل أن يشير في خطابه إلى مسألة الانتخابات لأن الانتخابات هي التي ستحافظ على الوحدة وليست الأقوال النظرية ولكنه في خطابه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد لمسألة الانتخابات, بما يوحي أنه مثل الذين سبقوه سيمدد الفترة الانتقالية وكل قوة سياسية هي في الأساس تبحث عن السلطة لنفسها وبمفردها وتتحدث عن المشاركة ولكنها لا تقبل بالآخر..

بن فضل .. حديث عبد الملك الحوثي عن الوحدة قد يكون بحاجة إلى تحشيد للغزو على الجنوب هذه أشياء خاصة به لا تعنينا ولا نعترف به وما يحدث في صنعاء مسألة تخص الشمال..


وفي اتجاه القضية الجنوبية أكد القيادي والناطق باسم القوى الثورية في محافظة عدن أحمد سالم فضل لــ"أخبار اليوم" بأنهم في الجنوب موقفهم ثابت منذ فترات طويلة، وأن قضية الجنوب قضية سياسية بامتياز وهي استعادة الدولة الجنوبية التي دخلت في شراكة مع الجمهورية العربية اليمنية وتوقفت هذه الشراكة، وأن هذا هو الموقف العام بالنسبة لهم.

وأضاف فضل: أما ما حصل في صنعاء في إطار الصراع بين مراكز القوى والنفوذ التي تتصارع على حكم صنعاء, نعتبره شأنا داخليا في إطار الجمهورية العربية اليمنية بغض النظر عن بعض الأشخاص من الموظفين من أبناء الجنوب في هذا الموقع أو ذاك.

وقال فضل إن حديث عبد الملك الحوثي عن الوحدة وتمسكه بها وقوله إن عدن لكل اليمنيين فإن هذا يبقى رأيه، مضيفا: عبد الملك الحوثي يتحدث عنه وهو ليس مقبولا حتى في المناطق الوسطى لأنه يحكم بفكر مذهبي ولا يستطيع أن يتحرك إلا تحت الدبابة وتحت فوهات المدفعية, فإذا كان هذا الموضوع بهذه الطريقة فلا أعتقد أنه صادق في كلامه وإنما يخاطب القاعدة الشعبية ويخاطب العاطفة في المحافظات الشمالية أو في الشمال من أجل تحريضهم على الجنوب لأن المسألة مسألة استئثار بالجنوب ووضعه تحت الاحتلال لعدة أسباب منها: الموقع الجيوسياسي للجنوب، والثروات وكثير من الأشياء وهذا شيء مفروغ منه.

وأضاف: نحن نؤكد لعبد الملك الحوثي ونقول له إن الجنوب ليس لقمة صائغة من أي طامع وعلى على الجميع أن يعرف ذلك، نحن شعب جنوبي يدافع عن حقوقه وأرضه وليس لنا شيء.. نضالنا سلمي ولكن الدفاع عن النفس مشروع ونحن شعب كان أكثر وحدوية من هؤلاء المتشدقين بالوحدة, لكنهم ضروبها هؤلاء الوحدويون لأنهم ليس لديهم مذهب غير الفيد والغنيمة.

وأكد فضل: مصادر قوتنا في الجنوب هي إرادتنا وعدالة قضيتنا وشعبنا الثابت على أرضه والحق موجود, تضمنه كل الشرائع السماوية والوضعية.. حقنا واضح نحن شعبان لسنا شعبا واحدا نحن مختلفون اختلافا كبيرا, فمذهبنا غير المذهب الموجود في شمال الشمال.. هذه من الفوارق, نحن شعب مؤصل.. أرجوكم أن توجهوا الخطاب إلى أبناء الجمهورية العربية اليمنية أننا أولا اشقاء في الدين وكثير من الروابط نريد أن نرتبط بعلاقات أخوية لكن استحواذ وفرض أحد فشبعنا لن يساوم في حقوقه مهما كانت الضغوطات أو الهجومات أو التجييش أو التزييف في التاريخ والحقائق هذا مرفوض جملة وتفصيلاً.

وقال فضل: على عبدالملك أن يحكم صنعاء أولا بحكم مقبول ليس من تحت الفوهة أو المدفعية, مضيفا: الحوثيون- قبل فترات- كان خطابهم مختلفا ..كان خطابا مراوغا بأن القضية الجنوبية عادلة, لكنهم اليوم أظهروا حقائقهم.. الآن نحن لا يعنينا لا حوثي ولا غير حوثي, نحن في الجنوب صامدون في ارضنا لم نعتد على أحد وليس لدينا أطماع لا في أحد ولا نعادي أحدا.. نحن شعب مسالم, لكن لم يتجرأ أي شخص معنا أبدا نحن لنا 8 سنوات نناضل نضالا سلميا وشبعنا من 94 يدفع الثمن القتل والتدمير ولم يستكين واهم من يريد أن يركع شعب الجنوب.

ولفت فضل إلى أن القوة ليست حلا إنما هي حل مؤقت ترتكب فيه جرائم وترتكب كثير من الأشياء التي تخالف الشرع الذي أنزله الله وفي الأخير هذا غير مجد وغير ثابت وقتيا, القوة لن تحل المشكلة, القوة غير ثابتة, متبدلة.. اليوم انا ضعيف وبكره يكون العكس واهم من يرتكز على سند القوة..

وجدد فضل تأكيده بقوله: لا يعنينا تأكيد عبد الملك الحوثي على الوحدة ولا خطاب الحوثي وهذا شأنه والحوثي قد يكون بحاجة الى تحشيد للغزو على الجنوب, هذه اشياء خاصة به, فلا يعنينا الحوثي ولا نعترف به وليس لدينا علاقة فيه، الحوثي رجل من بعض الأقطاب السياسية الدينية في إطار صعدة انطلق من مران والآن يحكم عاصمتكم وهذا شأنكم.

بن عمر يعلق..

من جهته أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أن الأحداث الجارية في اليمن جاءت نتيجة للخلافات المتعلقة بمسودة الدستور، وتحديد عدد الأقاليم في إطار الدولة الفدرالية الجديدة، واللائحة الداخلية للهيئة الوطنية.

وأشار- في بيان في صحفي- إلى أنه أطلع مجلس الأمن الدولي في جلسته حول اليمن أمس على التطورات الخطيرة التي يعيشها اليمن منذ الثماني و الأربعين ساعة الأخير، مؤكداً أنه لا حل للأزمة الحالية في البلد الا بالطرق السلمية.

ولفت إلى أن اليمن بحاجة ماسة للتنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وباقي المهام المدرجة تحت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.

وقال بنعمر إنه على اتصال وثيق بالدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، التي تشعر ببالغ القلق إزاء التطورات الأخيرة، وذلك من أجل تنسيق الجھود، مشيراً إلى أنه التقى مؤخرا بمسؤولين كبار في الرياض، وأبو ظبي والدوحة.. وشدد على التزامه بالاستمرار في نھج المساعي الحميدة من خلال العمل مع كافة الأطراف، بغية المضي باليمن قدما على الدرب السلمي.

النهاري ومجلس مدني ..

أوضح نائب إعلامية المؤتمر الشعبي العام/ عبد الحفيظ النهاري- تعليقا على أحداث الرئاسة وسقوط هادي في تصريحات صحيفة له- أنه من الأخطاء التي عجلت باستهداف الرئيس هادي محاولته التذاكي على الشعب اليمني والأطراف السياسية من خلال صياغة مسودة دستور في الخارج ومحاولة تمريرها تتضمن في أحكامها الانتقالية تمديدا لبقائه في السلطة حتى يتم تأسيس الدولة الاتحادية، وتركيزه على إيجاد صيغ لبقائه في السلطة بدلا من نقل البلاد إلى الوضع السياسي الدائم والآمن. فضلا عن النص على تكوين الدولة الاتحادية وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم والذي يتهم بن مبارك بأنه أحد عرابيه؛ لتنفيذ أجندة خارجية كما يتهمه بذلك أنصار الله وقوى أخرى.

وأكد النهاري أن الرئيس هادي عمل جاهدا من قبل على إطالة مدة الحوار الوطني والإبطاء في إنجاز صيغة الدستور وعدم بلورة مخرجات الحوار الوطني الشامل إلى جدول زمني ومصفوفة مهام، مثلما انشغلت حكومة الإخوان، الساقطة في 21 سبتمبر 2014، بترتيب الأوضاع الحزبية للقوى الجديدة ونهب المال العام والفساد وتفكيك مؤسسات الدولة دون أن تنجز أية مهام انتقالية بل عملت القوى الانقلابية مع الرئيس على إطالة أمد الفترة الانتقالية وعدم إنجاز مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وذلك في رغبة في تجذير وجودهم والخوف من أي انتخابات قادمة تعاقبهم على ما فعلوا مثل ما حدث في مصر وتونس مثلا.

ويرى النهاري أن الحل في الوضع الحالي يتمثل في مجلس رئاسي سواء كان عسكريا أو مدنيا من أجل تجنيب اليمن العديد من الويلات لإدارة البلاد أو أن تسند الرئاسة بحسب الدستور السابق إلى رئيس مجلس النواب والإعداد لانتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة دستورية أو انتقالية.

موقف الخليج..

 مجلس التعاون الخليجي من جهته ندد بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها جماعة الحوثيين، معتبراً ما حدث أمس في العاصمة صنعاء بالانقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وطالب المجلس- في البيان الصادر في ختام الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض- طالب الحوثيين بالانسحاب من القصر الرئاسي والإفراج عن مدير مكتب الرئيس اليمني.

وطالبوا في البيان أيضا بوقف استخدام القوة كم قبل الحوثيين وسحب قواتهم، وإعادة الهيئات الحكومية إلى سلطة الدولة، مؤكدين أن المجلس سيتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمن اليمن.

وأفاد مراسل العربية الحدث أن الاجتماع أقر إيفاد ممثل لدول المجلس لإجراء مفاوضات مع مختلف الأطراف اليمنية لتجاوز المرحلة الحالية.

فيما جدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون استمرار دعمهم القوي للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، مؤكدة أن ما يحدث في اليمن يهدد المنطقة عموما.

وأضافت الخارجية المغربية أن "المغرب الذي كان وسيظل دائما إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، يناشد جميع الفرقاء اليمنيين التمسك بالمصالحة الوطنية وبمكتسبات الحوار الوطني ومخرجاته، حفاظاً على أمن واستقرار اليمن ووحدته الترابية".

كما دعا المغرب إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية "لبحث تدهور الأوضاع في هذا البلد الشقيق، وتنفيذ توصيات الجامعة ذات الصلة، ومساعدة الشعب اليمني على تجاوز الأزمة الأمنية والسياسية، موازاة مع دعم التنمية المستدامة في اليمن".

الجفري يحذر ..

قال القيادي الجنوبي عبدالرحمن الجفري- رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر- إن جماعة الحوثي إذا فكرت الدخول إلى الجنوب عبر القوة ستواجه بقوة مماثلة حتى يتم إخراجها من الجنوب مجددا الدعوة إلى اقامة دولتين في اليمن شمالية واخرى جنوبية.

وقال "الجفري" في حديث لقناة العربية الحدث مساء أمس الاربعاء ان الحل في اليمن يكمن في منح الجنوبيين حقهم في إقامة دولتهم الفيدرالية الجنوبية وإقامة اليمنيين في الشمال دولتهم المستقلة.

وأكد الجفري أن ما يحدث في صنعاء شأن داخلي لكنه قال إن أي تحرك مسلح لجماعة الحوثي صوب الجنوب سيقابل بردة فعل قوية من الجنوبيين في مواجهة هذا التحرك.

وأوضح الجفري أن مساعي التوحد بين القيادات الجنوبية مستمرة وأنها باتت تبشر بالخير خلال الأيام القليلة الماضية.


تغيير بقوة السلاح..

نشرت وكالة رويترز أن مصدر مقرب من الرئيس عبد ربه منصور هادي كشف أنه من المتوقع أن يصدر الرئيس هادي خلال الساعات القادمة عدد من القرارات نزولاً عند طلب الحوثيين الذين باتوا يهيمنون على البلاد.

وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس ليس رهن الاعتقال المنزلي وانه اجتمع مع ممثلين كبار عن الحوثيين.

وقال : "ستصدر خلال ساعات قرارات تراعي مطالب الحوثيين.. نتوقع صدور إعلان لحل جميع المشكلات خلال ساعات.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد