يعيش أبناء المناطق الساحلية الواقعة على الشريط الساحلي الممتد بين محافظتي حجة والحديدة في ظروف إنسانية قاسية وحياة بدائية، مغيبين تماماً عن اهتمام الدولة بهم وبمناطقهم، فهم يعيشون كمهمشين ويفتقدون لأبسط مقومات الحياة الضرورية كمشاريع المياه والصحة والتعليم والكهرباء وأغلب ما يعاني ويشكو منه أبناء هذه المناطق هو الفقر والمرض والجهل وعدم الحصول على مياه الشرب إلا بصعوبة..

مناطق "الضحي والزيدية والقناوص والمعرس واللحية والواعظات وشفر وعبس والربوع مطولة" مناطق ساحلية تقع على الخط الساحلي الممتد من داخل مدينة الحديدة إلى مدينة حرض وسنتطرق في التقرير التالي لمعاناة هذه المناطق وحرمانها من كل المشاريع والخدمات العامة إلى التفاصيل..


اللحية

البداية من مديرية اللحية التي تتبع إدارياً محافظة الحديدة وتقع على البحر الأحمر ويوجد بها ميناء للصيادين وعدد من الجزر الجميلة الخضراء والشواطئ الساحرة الجذابة التي كان يقصدها في الماضي أفواجاً كبيرة من السياح الأجانب من أوربا وأمريكا، فسواحل وجزر وشواطئ اللحية لا مثيل لجمالها وتعد دواء للنفوس الباحثة عن الهدوء والجمال الخلاب.

برغم ما تتميز به اللحية من موقع هام وبكونها محمية بحرية تزهو جذورها بالأشجار الخضراء والطيور النادرة ويوجد فيها عدد من الحصون والقلاع الأثرية إلا أن هذه المديرية تئن من الإهمال الحكومي الرسمي لها.. اللحية مسقط رأس السكرتير الإعلامي والصحفي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، عبده علي بورجي فهي لم تحظ بأي مشروع خدمي أو تنموي ما عدا الطريق الواصل إليها من منطقة المعرس الذي يمتلئ بالحفر والمطبات ويشكو من تهالك وتآكل طبقة الأسفلت منه.

ترويج سياحي

قد يحسب لـ"أخبار اليوم" تسليطها الضوء على اللحية فهناك الكثير من أبناء الوطن لا يعملون شيئاً عنها وربما أنهم لم يسمعوا بها، وهناك الكثير من الأسر التي ترتاد الحديدة في مواسم الأعياد والعطل للتنزه في بحرها لو علمت ما في اللحية من خلجان وجمالاً يسحر الأعين وشواطئ تشفي الأبدان وجزر مكسوة بالأخضر الفتان لا رمل فيها ولا كثبان لأتت إليها مسرعة لتقضي سباحتها فيها بالمجان، أنها اللحية درة مطرزة باللؤلؤ والمرجان بها سعادة الإنسان تتفوق بجمالها على سقطرى وتكاليف السفر إليها غير باهظة، ما ينقصها أنها مهملة ومنسية ولا يوجد لها أي اهتمام من قبل وزارة السياحة التي لم تقم بدورها في الترويج السياحي والإعلامي للتعريف بهذه الجوهرة التي يصعب على من يصلها ان يغادرها أو يفارقها، فيا ترى أين هو دور مكتب السياحة بالحديدة ولماذا لم يقم بأي نشاط للتعريف بهذه المنطقة وعلى ما تحتويه من كنوز سياحية وعلى ما يوجد بهذه المحمية البحرية من جمال رباني خلاب يسلب الألباب؟!

الحديدة جوهرة بيد فحام

تمتلك محافظة الحديدة جزراً بحرية غاية في الروعة والدهشة ويوجد بها مناطق ساحلية على البحر الأحمر تسحر الروح ولكن الإهمال يولد المعاناة فمثلاً لو كانت الحديدة بيد دولة أخرى لكانت تفوقت على دبي وجدة والرياض تجارياً وسياحياً ولكنها ولحظها النحس أنها وقعت جوهرة بيد فحام!

الزيدية

"واحيان في امزيدية واحيان منها وشايم شيب وعاده شباب" صدقت يا أيوب فأبناء المناطق الساحلية التهامية غزى الشيب رؤوسهم وهم لا زالوا بريعان الشباب تعد الزيدية من كبرى مدن الحديدة، فهي ذات كثافة سكانية كبيرة، فالخدمات العامة متدنية وما يثير قلق السكان هو تبعثر القمامة وتراكمها في احياء وحارات المدينة في ظل غياب دور محلي المديرية الذي وفقاً لقول علي عيسى حشيبري أحد أبناء المديرية أنه لم يقم بأي عمل ملموس لخدمة المديرية، وقال الأوبئة والأمراض متفشية بشكل مرعب والخدمات الصحية متردية للغاية والفقر يزداد والدولة غائبة..

كانت مدينة الزيدية مركزاً للعلم والتعليم في السابق أما اليوم وكما قال حشيبري فالعملية التعليمية تدهورت والمدارس لا تقوم برسالتها التعليمية على أكمل وجه نظراً للاختلالات الكبيرة التي أدت إلى انحطاط التعليم وتراجع مستواه.

خدمات غائبة

لا صحة، لا مشاريع مياه، لا ضمان اجتماعي، لا رقابة على المطاعم المنتشرة بالمدينة والتي يتكاثر بها الذباب وتفتقر إلى ابسط متطلبات النظافة.. وبحسب حشيبري فإن من دخل إلى هذه المطاعم وهو بكامل صحته يخرج وهو مريض في معدته!

وأكد حشيبري أن المديرية التي تتكون من أكثر من 13 عزلة ويصل سكانها إلى ما يقارب سبعين ألف نسمة لا زالت مرمية تحت طاولة قيادة المحافظة التي لم تلتفت إليها حتى اللحظة..

الضحي

الضحي أيضاً هي إحدى مديريات الحديدة يعاني سكانها من ظروف إنسانية قاسية وتشكو المديرية من وجود فساد مالي وإداري كبير، وبحسب قول الشيخ سليمان مرداف فإن المدير السابق للمديرية و،ع،ق، تسبب في تعطيل كافة المشاريع والبنى التحتية بالمديرية وارتكب مخالفات مالية وإدارية، وقال مردافاً نأمل من المدير الحالي تلبيه احتياجات المنطقة وتعويضها عن ما لحق بها من حرمان وإضرار جراء سوء إدارة المدراء السابقين لها.

القناوص

مديرية القناوص تقع على الخط الساحلي وتتبع محافظة الحديدة وتتكون من عدة مناطق نذكر منها "دير عبدربه ودير عنواش ودير الولي" وغيرها.. تعاني هذه المديرية وبنسبة كبيرة من انتشار رقعة الفقر وبنسبة 75/% الخدمات الحكومية غير متوفرة، الدواء يجد الأهالي صعوبة في الحصول عليه، الرعاية الصحية تحت الصفر، فالوحدات الصحية الموجودة بالمديرية غالبيتها معطلة وبعضها متوقفة وتحتاج إلى الكادر التشغيلي المتخصص والأجهزة الطبية الحديثة..

يوسف عبدربه الولي من أبناء المديرية قال لنا أن المديرية تعاني من عدة مشاكل لعل من أهمها فساد المجلس المحلي وقال لنا يوسف "أن الشغل الشاغل لمحلي مديرية هو لهف الإيرادات والزلط ومتابعة القات الحرامي في دير عبدربه وفتة الدخن والعسل السلام فقط، أما قضايا المديرية فطز بها فهم لا يحسبون حسابها وإنما يحسبون حساب مصالحهم الشخصية.

وقال يوسف الولي إن من المفروض أن توجد رقابة حكومية ورقابة من قبل هيئة مكافحة الفساد على أداء وأعمال المجالس المحلية في كافة مناطق البلاد حتى يتوقف مسلسل الفساد الذي تكتظ وتزدحم به هذه المكاتب وتأتي في مقدمتها محلي القناوص الذي يغرق في بحر من الفساد.

وأكد على ضرورة ان يقوم محلي القناوص بمهامه وينفض غبار الفساد عنه ويتخلى عن الشللية وحب الذات ويغلّب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة..

دير عبدربه

دير عبدربه منطقة من مناطق القناوص وتقع على خط الشام الرابط بين اليمن والسعودية ودول الخليج و كما أخبرنا الأهالي فإنها سميت بهذا الاسم منذ عدة عقود ولم تسمى نسبة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ولكن وفقاً ليوسف الولي فأن أبناء المنطقة قد اصبحوا يسمونها "بدير الفاشل" تذمراً منهم على فشل عبدربه في قيادة البلاد وقال يوسف ان أبناء المنطقة أصبحوا يسمون منطقتهم "بدير الفاشل" كوسام تقدير منهم لعبدربه منصور هادي الذي دمر البلاد ونشر الفقر بين المواطنين..

وقال يوسف ان الكثير من المسافرين الذين يتوقفون في "دير عبدربه" سابقاً لتناول الغداء وشراء القات منها اقترحوا على أبنائها تغيير اسمها إلى "دير الفاشل" فما كان من أهاليها إلا الاستجابة لهذا المقترح الذي يليق بمكانة وأداء الرئيس عبدربه منصور هادي.

وادي مور

جسر وادي مور الواقع بوسط خط الشام بالقرب من منطقة المعرس، يشكو الجسر من تعرض اعمدته للشروخ والكسور نتيجة مرور المئات من الشاحنات والقاطرات المحملة بالمعدات الثقيلة من فوقه يومياً وعلى مدار الساعة ليل ونهار، وعلى اعتبار ان جسر وادي يقع وسط خط دولي ويعمل على خدمة المصالح المشتركة بين اليمن ودول الخليج فهو بحاجة ماسة لإصلاح وترميم وصيانة ما يشكو من أضرار وشروخ وكسور قبل ان تتفاقم المشكلة وينهار الجسر كلياً.. نحن بدورنا نقلنا المشكلة ونضعها على طاولة الجهات المخصصة التي نتمنى منها معالجة الضرر وهو لازال في بدايته..

وبالمناسبة يعتبر وادي مور من أكبر وديان اليمن طولاً وعرضاً وتسكب مياهه في البحر الأحمر، ويناشد المزارعون في منطقة وادي مور على الشريط الساحلي بتهامة, الدولة ووزارة الزراعة القيام ببناء سدود وحواجز مائية في هذا الوادي حتى يستفيدوا من حجز المياه السائلة فيه بدلاً من ذهابه إلى البحر، وقالوا إن تهامة أرض زراعية خصبة, فقط تحتاج الدعم والرعاية والعناية من الدولة وقالوا: لو زرعت تهامة لكفت الناس إلى يوم القيامة..

المعرس الواعظات

بعد أن تمر من على جسر وادي مور على خط الشام الدولي, تلج مباشرة إلى منطقة المعرس معقل الشيخ المرحوم علي صغير شامي وأولاده, والمعرس يقام فيها سوق أسبوعي كل يوم سبت وهو سوق شعبي يتسوقه العديد من أبناء محافظتي الحديدة وحجة المتجاورتين ويمتلئ بالمصوغات اليدوية والمقتنيات التراثية, كالظلل وكوافي الخيزران وغيرها من المصنوعات اليدوية فقط تحتاج لفتة كريمة من سمو الوزيرة فالشعوب لا تقاس ولا ينظر إليها بإعجاب واحترام إلا بقيمة ما تملكه من تراث شعبي عريق ومصنوعات يدوية أصيلة و نحن اليمنيون تراثنا يدفن وحضارتنا تنهار والوزير مهمته غير المهمة.

المهمشون

يسكن المعرس عدد كبير من فئة المهمشين وتعاني هذه الفئة من الفقر المدقع ولا وجود لأي اهتمام بها وكما قيل لنا أنهم حرموا من مستحقات الضمان التي عمل المجلس المحلي على حرمانهم منها.

مناطق المعرس لا وجود لأي خدمات فيها مثلها مثل مناطق الساحل التهامي, تعاني من غياب الخدمات وتفشي الفقر والجهل والمرض بين أبنائهم وعدم وجود أي أثر للدولة فيها غير أحجار الأساس التي تم وضعها بأيام مواسم الدعاية الانتخابية ويستهزئون ويستهترون بها على عقول البسطاء في هذه المناطق.

خميس الهيج

بعد مرورك من المعرس تدلف إلى منطقة خميس الهيج التي كانت تسمى بهذا الاسم سابقاً ونظراً لسيطرة أولاد الشامي على هذه المنطقة وبسبب الصراعات والخلافات الموجودة بينهم هم وآل هيج فقد عمل أولاد شامي ومنذ عدة سنوات على تغيير اسم المنطقة إلى خميس الواعظات وهي المنطقة الفاصلة ما بين الحديدة وحجة.

النامس والبعوض والحشرات الضارة والقمامة والمجاري والروائح الكريهة هي مشاريع الدولة الموجودة بهذه المناطق وخاصة منطقة خميس الهيج عفواً الواعظات.

محمد شوعي زهري من أبناء الواعظات قال إنه لا وجود لأي مشروع تنموي أو خدمي في كافة مناطق الواعظات والمعرس وشكى زهري من تسلط واستبداد المشائخ وقال إن أعضاء مجلس النواب للمنطقة لا يجيدون سوى البطش بالمواطنين أما خدمة المنطقة فهم لا يخدمون إلا أنفسهم فقط.

شفر عبس

شفر منطقة من مناطق عبس التابعة لمحافظة حجة, وشفر مدينة تجارية تقع مثل المناطق المذكورة سالفاً على الخط الدولي والشريط الساحلي التهامي تعاني شفر من الزحام الخانق الذي يمتد من داخلها إلى مدينة عبس ومثلث أسلم المحابشة وتكثر في عبس وشفر الحوادث المرورية المروعة, ويجب على الجهات المختصة إيجاد حلول لمعالجة ظاهرة الزحام الحاصلة بشفر وعبس وحلها بسيط وسهل وهو إقامة خط دائري يمر من خارج مدينتي شفر وعبس على أن تكون بدايته من خلف محطة الصلوي خارج شفر وأيضاً سيعمل هذا الخط على القضاء الزحام الخانق داخل المدينتين وتتلاشى الحوادث المرورية التي تحدث داخلها وبإقامة هذا المخطط سيتم الحفاظ على أرواح المواطنين

 نأمل من الجهات المختصة والمجلس المحلي للمديرية والمحافظة والشيخ محمد محمد الرزوم ممثل المديرية بمجلس النواب العمل على تنفيذ هذا المقترح خدمة لعبس وأبنائها و مرتاديها.

مشاكل جمة

مشاكل عبس وربوع مطولة والمناطق التابعة لهما كثيرة ومتعددة ولا يتسع الحيز هنا للتطرق لها, وسيكون لنا موعد معها في تقرير قادم بإذن الله سنناقش فيه كل هموم ومشاكل عبس وأبنائها.


أرقام مذهلة

90% نسبة التسلط المشيخي في الواعظات و المعرس واللحية ووجود سجون خاصة بالمشائخ.

70% نسبة الاستبداد المشيخي في الضحى

80% نسبة البطش المشيخي في الزيدية

50% نسبة تسلط واستبداد المشائخ في عبس