كشفت مؤسسة متخصصة عن مخالفات وخروقات مارستها أو ارتكبتها عددٌ من وسائل الإعلام اليمنية وقالت إن أداء بعضها اتسم بالتحريض وتأجيج الصراع وبث خطاب كراهية وثقافة العنف، من خلال ما تقدمه للجمهور من أخبار ومعلومات.

وكانت مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي أطلقت بصنعاء التقريرين الشهريين الأول والثاني لمشروع (المرصد الإعلامي) عن انتهاكات وسائل الإعلام للمهنية والتحريض وخطاب الكراهية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2014.

ويرصد المشروع 40 وسيلة إعلامية، منها 8 قنوات تلفزيونية فضائية و16موقعا إخباريا و16 صحيفة حزبية وخاصة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2014 وتوثيق انتهاكاتها للمهنية الإعلامية التي مارستها تلك الوسائل وذلك وفق معايير مهنية وموضوعية وفنية محددة، إضافة إلى رصد المضامين التي تحث على الكراهية والتحريض في تلك الوسائل الإعلامية.

وتضمن التقرير مخالفات وانتهاكات مارستها تلك الوسائل بحق المهنية وضد الآخر، توزعت على ثلاثة محاور هي (انتهاكات المهنية/ خطاب الكراهية/ التحريض) وكل محور منها اشتمل على 10 معايير جزئية.

قنوات:

وقام المرصد الإعلامي بمؤسسة حرية خلال شهر سبتمبر برصد 8 قنوات فضائية حزبية وخاصة وتحديداً رصد المخالفات في المجالات الثلاثة (انتهاكات المهنية/ خطاب الكراهية/ التحريض) وكانت نتيجة مضمون الوسائل الإعلامية من هذه الانتهاكات على النحو الآتي: قناة الساحات (32.00% انتهاكات المهنية/15.00% خطاب كراهية/7.20% تحريض)، قناة عدن لايف (26.60%/32.30%/%10.30)، قناة سهيل (24.20%/17.20%/7.00%)، قناة آزال (19.60%/12.00%/4.40%)، قناة المسيرة (15.00%/27.20%/20.00%)، قناة يمن شباب (12.10%/11.00%/3.10%)، قناة السعيدة (0%3.8/%1.20/01.4%)، قناة اليمن اليوم (متوقفة عن البث).

وخلص التقرير إلى أن نسب المخالفات لكل قناة تبين أن هذه الفضائيات المرصودة قد مارست انتهاكات ومخالفات، بنسب متفاوتة في المجالات الثلاثة (انتهاكات المهنية/ خطاب الكراهية/ التحريض) وفقا للسياسات الإعلامية والتحريرية والأساليب المتبعة لديها.

في رصد المؤسسة للقنوات الفضائية في شهر أكتوبر تبين أن كل قناة منها قد مارست مخالفات وانتهاكات في المجالات الثلاثة (انتهاكات المهنية/ خطاب الكراهية/ التحريض)، على النحو الآتي: قناة المسيرة (47.30%/20.80%/28.20%)، قناة آزال (19.00%/4.50%/1.90%)، قناة الساحات(18.50%/4.60%/3.00%)، قناة عدن لايف (11.00%/33.20%/3.50%)، قناة يمن شباب (9.20%/10.00%/2.30%)، قناة السعيدة (1.50%/1.30%/1.00%)، قناة اليمن اليوم (متوقفة عن البث)، قناة سهيل (متوقفة عن البث).

مواقع:

تم رصد 16 موقعاً إخبارياً إلكترونياً وكانت نسب المخالفات في المحاور الثلاثة على النحو الآتي: موقع الأمناء نت (38.30%/16.60%/15.00%)، موقع اليمن الاتحادي (25.30%/16.00%/12.50%)، موقع أنصار الله (23.90%/25.60%/19.10%)، موقع براقش نت (22.90%/12.90%/5.80%)، موقع وكالة خبر للأنباء(20.00%/17.30%/11.30%)، موقع مأرب برس (16.20%/1.20%/5.00%)، موقع الطريق نيوز (12.50%/5.00%/1.20%)، موقع الخبر نت (12.20%/5.50%/8.80%)، موقع المشهد اليمني (11.00%/12.00%/4.00%)، موقع عدن الغد (10.00%/13.10%/3.70%)، موقع المؤتمر نت (8.80%/14.40%/10.00%)، موقع نيوز يمن (6.20%/7.50%/3.70%)، موقع التغيير نت (5.80%/2.90%/2.90%)، موقع الصحوة نت (5.30%/4.60%/1.50%)، موقع الرشاد برس (1.80%/1.60%/1.30%)، موقع الاشتراكي نت (1.40%/1.40%/1.20%).

وباستعراض نتائج الرصد ونسبها الإجمالية وجد التقرير أن هذه المواقع الإلكترونية قد مارست مخالفات وخروقات، بنسب متفاوتة وفقا للسياسة الإعلامية والتحريرية لكل موقع إخباري.

وخلال شهر أكتوبر 2014 كانت نسبة المخالفات في المحاور الثلاثة (انتهاكات المهنية/ خطاب الكراهية/ التحريض) على النحو الآتي: موقع الأمناء نت(20.40%/10.00%/7.50%)، موقع اليمن الاتحادي (19.00%/16.30%/10.90%)، موقع المؤتمر نت (18.40%/14.60%/8.40%)، موقع براقش نت (13.30%/20.00%/13.30%)، موقع عدن الغد (12.30%/16.10%/13.80%)، موقع الطريق نيوز (12.00%/11.30%/10.00%)، موقع الخبر نت (10.60%/6.60%/5.30%)، موقع التغيير نت (8.00%/14.00%/6.00%)، موقع الرشاد برس (7.60%/6.10%/3.80%)، موقع الصحوة نت (7.10%/6.40%/5.70%)، موقع نيوز يمن (6.40%/2.10%/1.70%)، موقع المشهد اليمني (5.00%/16.20%/13.70%)، موقع وكالة خبر للأنباء (4.60%/3.80%/3.00%)، موقع مأرب برس (4.40%/20.00%/8.50%)، موقع الاشتراكي نت (3.20%/1.70%/1.40%)، موقع أنصار الله (مخترق/ متوقف) وتبين هذه النتائج أن المواقع الإلكترونية الإخبارية قد مارست مخالفات وبنسب متفاوتة. مع ملاحظة أن موقع أنصار الله مخترق ومتوقف عن النشر خلال هذا الشهر.          

صحف:

أما الصحف الحزبية والأهلية اليمنية فقد تم خلال شهر سبتمبر2014 أيضا رصد 16 صحيفة يومية وأسبوعية وكانت نتائج الرصد على النحو الآتي: صحيفة الميثاق (42.00%/16.00%/8.00%)، صحيفة الهوية (41.40%/12.90%/8.60%)، صحيفة صدى المسيرة (21.70%/16.70%/8.30%)، صحيفة الوسط (16.00%/14.00%/4.00%)، صحيفة الأمناء (13.30%5.00%3.30%)، صحيفة المنتصف (13.30%26.60%20.00%)، صحيفة اليمن اليوم (12.10%/13.70%/7.40%)، صحيفة الوحدوي (10.00%/5.00%/1.20%)، صحيفة "أخبار اليوم" (8.90%/7.20%/4.90%)، صحيفة الأولى (8.50%/5.90%/7.60%)، صحيفة الأيام (7.30%/ 7.30%/2.90%)، صحيفة الناس (6.70%/15.60%/2.20%)، صحيفة الشارع (3.70%/3.80%/2.90%)، صحيفة المصدر (3.60%/2.90%/1.40%)، صحيفة الأهالي (3.30%/15.00%/2.30%)، صحيفة الثوري (2.70%/1.80%/1.50%).

وقالت حرية أنه بقراءة لهذه النتائج نجد أن هذه الصحف قد مارست خروقات بنسب متفاوتة في كل محور أو مجال من المجالات الثلاثة المحددة، وفقا للسياسة الإعلامية والتحريرية لكل موقع إخباري كما هو موضح أعلاه بشكل إجمالي.

وفي رصد شهر أكتوبر جاءت النتائج على النحو الآتي: صحيفة الهُوية (39.00%/29.00%/13.00%)، صحيفة صدى المسيرة (30.00%/ 5.00%/25.00%)، صحيفة المنتصف(20.00%/16.70%/13.30%)، صحيفة الميثاق (9.50%/7.50%/3.00%)، صحيفة اليمن اليوم (12.30%/10.00%/8.80%)، صحيفة الوسط (11.10%/7.80%/2.20%)، صحيفة الأهالي (10.00%/7.50%/2.50%)، صحيفة الأولى ( 10.00%/8.30%/5.00%)، صحيفة أخبار اليوم (5.80%/3.10%/2.60%)، صحيفة الأمناء(5.00%/5.00%/1.70%)، صحيفة الناس (5.00%/21.70%/3.30%)، صحيفة الوحدوي (3.30%/3.70%/1.90%)، صحيفة الشارع (3.50%/3.50%/2.80%)، صحيفة المصدر (1.70%/2.80%/1.90%)، صحيفة الأيام (1.20%/2.00%/1.60%)، صحيفة الثوري (2.00%/1.30%/1.60%).

وبينت نتائج الرصد أن هذه الصحف قد مارست خروقات وانتهاكات بنسب متفاوتة، مع ملاحظة أن بعض هذه الصحف تركز في تغطيتها الإخبارية والصحفية على أخبار الأحزاب الناطقة باسمها أكثر من تناول الأخبار والأحداث المستجدة على الساحة الوطنية، كما أن بعضها تصدر أسبوعيا، لذا نجد النسب متفاوتة ممارسة خطاب الكراهية والتحريض فيما تنشره.

وأكدت مؤسسة حرية على أن الإعلام بحاجة ماسة إلى الحرية المسئولة والاستقلالية وإلى اعتماد المهنية العالية في كل ما يقدمه. ولتحسين أداء هذه الوسائل الإعلامية خلال الفترة القادمة، التي ستستمر فيها عملية الرصد لها، طالبت مؤسسة حرية بتجنب التحريض بصورة مباشرة وغير مباشرة على الأطراف الأخرى والابتعاد عن خطاب الكراهية ومراعاة المعايير المهنية في الأداء الإعلامي عبر التوازن والموضوعية وغيرها.

خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، حتى لا تتحول وسائل الإعلام إلى أدوات لإذكاء العداوة والبغضاء والانفلات والفوضى وإلى وسائل لتأجيج الكراهية وتعميق الفجوة بين التيارات والأطراف المختلفة. كما دعت إلى ترشيد الخطاب الإعلامي، وتعزيز الشراكة والسلم والحوار والثقة بين الجميع من خلال وسائل الخطاب الإعلامي الرشيد في وسائل الإعلام المتعددة.

طالب بقائمة سوداء بالوسائل الإعلامية التي لا تلتزم المهنية والمصداقية..

الريفي: الإعلام متورط في تأجيج الوضع

الصحفي أشرف الريفي يعلق على نتائج الدراسة التي نشرتها مؤسسة حرية للإعلام والحريات والتي ركزت على التوجه المحرض والداعي للعنف في البلد بحديثه لــ "أخبار اليوم", أن الكثير من الصحفيين يشككون في نتائج الدراسة التي أجرتها مؤسسة حرية لأنه لم يكن هناك نوع من المهنية في طرحها .

وقال الريفي: إن معظم أطراف الصراع يمتلكون الإعلام ولذلك كان الصراع السياسي واضحاً على وسائل الإعلام لكن عندما قيموا بأن بعض الصحف تدعو إلى التحريض والعنف لم يكن التوقيت دقيقا.

وأشار إلى أنه عندما تأتي صحيفة وتنقل أحداث الصراع في رداع أو في مكان آخر فهي تنقل أحداث وتفاصيل هذا الاقتتال وفي هذه الحالة لا تدعو إلى العنف أو القتل ، وعندما تنتقد الصحيفة الطائفية والمذهبية فهي لا تدعو لذلك إنما تنقل الحدث نفسه الذي يمثل المذهبية والطائفية .

واعتبر أن ما ركزت عليه الدراسة هي كلمات كالعنف والطائفية والقتل لكنها لم تقرأ مضمونها، وأشار إلى معظم الوسائل الإعلامية التي تدعوا إلى التحريض والعنف لم تشملها الدراسة ولا نتائجها, مضيفاً: هناك صحف ووسائل إعلامية أخرى تناولتها الدراسة وصنفتها.

وقال: الوسائل المحرضة والداعية إلى العنف لكنها في الحقيقة كانت بعيدة عن هذا التوجه وكانت وسائل ناقلة للعنف وفاضحة للأطراف التي تدعو إلى العنف ولم تتبنى التحريض والعنف بشكله الحقيقي عكس ما تضمنته الدراسة ونتائجها التي قالت بأن هذه الصحف الناقلة هي من تتبنى العنف والتحريض فيجب أن ندقق في هكذا قضية، بينما هناك مواقع وصحف مجهولة الهوية والنسب لم تشملها الدراسة.

وأضاف:" عندما نتحدث عن اهتمام من قبل وسائل إعلامية بأحداث العنف والاقتتال لا يعني أن هذه الوسائل تدعو إلى العنف والتحريض فهناك فرق كبير بين الدعوة والنقل".

وأكد الريفي بأن الإعلام لم تكن صفحته بيضاء فهو تورط بشكل كبير في تأجيج الوضع ولا نستطيع أن نعفي وسيلة دون أخرى.

 وطالب الوسائل الإعلامية بأن تلتزم من خلال مبادئ سلوك تنطلق في عملها. وحمل نقابة الصحفيين ما أسماه مهمة كبيرة تتمثل باعتماد ميثاق الشرف المهني ويجب أن تتوحد كل هذا الجهود لوضع قائمة سوداء بالصحف والوسائل الإعلامية التي لا تلتزم بالمهنية والمصداقية وقيم المهنة .

وللخروج من هذا الوضع المأزوم للوسائل الإعلامية قال الريفي: إن الإعلام في اليمن يتبع السياسة وليس الإعلام من يصنع السياسة وما يدور اليوم في السياسة ينعكس على الإعلام، وإذا أردنا أن نتعافى من هذا الوضع علينا تحرير وسائل الإعلام ابتداءً من وسائل الإعلام الرسمية وبعدها الوسائل الحزبية والأهلية وتحريرها من التبعية السياسية.