قال مسؤولون أمريكيون ويمنيون إن قوات "كوماندوز" من القوات الخاصة الأمريكية وقوات يمنية تمكنوا في غارة فجر الثلاثاء من تحرير ثمانية رهائن كانوا محتجزين من قبل خلية لعناصر تنظيم القاعدة في كهف في منطقة نائية شرق اليمن وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وأضاف مسئولون يمنيون أن الأسرى المحررين هم ستة مواطنين يمنيين وسعودي واحد وأثيوبي واحد، وكانوا جميعهم سالمين.
ووفقاً للمسئولين الأمريكيين واليمنيين فإن الأخبار السابقة التي تحدثت عن تحرير رهينة أمريكي لم تكن صحيحة.
وقال المسئولون الأمريكيون واليمنيون إن أكثر من عشرين كوماندوز أمريكي وعدداً قليلاً من جنود مكافحة الإرهاب اليمنيين المدربين على أيدي أمريكيين انتقلوا سراً بطائرة هيلوكبتر إلى أحد المواقع في محافظة حضرموت بالقرب من الحدود السعودية. ثم قطعت قوات الكوماندوز بعض المسافة متسلقة جبلاً في الظلام حتى وصلت إلى الكهف، حيث فاجأوا المتشددين الذين يحتجزون الرهائن.
وتنقل الصحيفة الأميركية عن المسئولين إن تبادل إطلاق النار خلال العملية أدى إلى مقتل سبعة من مسلحي القاعدة قبل يتم إجلاء الرهائن في طائرات هليكوبتر.
وقال أحد المسئولين الأمريكيين إن عملية الاندفاع النادرة والخطيرة إلى منطقة تنتشر فيها القاعدة تم التخطيط لها بسرعة إلى حد ما، في غضون أسبوعين من طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المساعدة في إنقاذ الرهائن.
وأفادت بأن الرهائن كانوا محتجزين في حضرموت، وهي أكبر محافظة في اليمن ومنطقة ذات كثافة سكانية قليلة حيث المساحات الشاسعة خارج مدنها هي خارج سيطرة الحكومة.
وقالت اللجنة الأمنية العليا اليمنية في بيانها ونشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ إن أحد المفرج عنهم كان خليل المخلافي الذي تم اختطافه في محافظة البيضاء في يونيو 2013. والمخلافي حاصل على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من الصين ويلقي محاضرات في جامعة البيضاء.
وفقاً لأصدقاء المخلافي، فإنه تم اختطافه مع اثنين من زملائه العام الماضي بعد الانتهاء من المحاضرات.
وقال البروفيسور سيلان العرامي رئيس جامعة البيضاء إن المخلافي كان مُثبتاً للتدريس في الجامعة العام الماضي بعد أن عمل عدة أشهر في أكاديمية الشرطة في العاصمة صنعاء. لكن صحفياً محلياً، كان يتتبع عملية اختطاف المخلافي, قال إن متشددي القاعدة اختطفوه لأنهم يعتقدون انه خبير في صناعة المتفجرات، ولأنه كان يعمل كضابط شرطة.
وقال الصحفي الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته: "هم اعتقدوا أنه سيساعدهم في صنع القنابل".
البيان الحكومي لم يذكر ما إذا تم تحرير الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي، الذي تم اختطافه من مدينة عدن عام 2012 وظهر عدة مرات على أشرطة فيديو للقاعدة، موجهاً نداءً لحكومته بتأمين الإفراج عنه. فيما متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن قال إنه لا يملك أي معلومات عن السعودي الذي وردت أخبار عن الإفراج عنه في اليمن.
وتقول الصحيفة: يبدو أن العملية كانت في جزء منها على الأقل محاولة لتعزيز مكانة الرئيس هادي، وهو حليف ملتزم للولايات المتحدة لكنه متذبذب، التي تم تقويضها بشدة بعدما استولت جماعة متمردة فجأة على العاصمة اليمنية في سبتمبر الماضي وفقا لتقرير نيويورك تايمز .
وفي محاولة على ما يبدو إنها للتهوين من الدور الأمريكي الرائد في العملية السرية، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى تقديمها طلب إلى الحكومة اليمنية للحصول على معلومات حول ما حدث. في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء، قال الاميرال جون كيربي السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع: "أود فقط أن أخبركم أننا نواصل دعم جهود اليمن لمكافحة الإرهاب".
البيان الصادر من الحكومة اليمنية لم يذكر أي دور أمريكي في إنقاذ الرهائن، وهي واحدة من المهام الرئيسية لقوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة مثل قوة دلتا التابعة للجيش الأمريكي أو قوات الفريق السادس التابعة للبحرية الأمريكية.
وتعلق الصحيفة: بعد حصول الميليشيات على مكاسب على الأرض وإحداث فوضى في النظام السياسي في اليمن، بدأ يظهر الرئيس هادي بشكل متزايد كأنه يتجه نحو الحجج والعنف خارجا عن إرادته..
وأشارت إلى استغلال جماعة الحوثي المسلحة الغضب الشعبي من حكومة هادي، ليستولوا على المباني الحكومية وأجهزة الإعلام الحكومية ومعسكرات الجيش.
وقالت إن الجيش اليمني ظل بعيداً عن الأحداث، وان بعض وحداته أظهرت وقوفها إلى جانب المسلحين الحوثيين، قبل أن يقدم رئيس الوزراء استقالته فجأة.
وسعى الحوثيون منذ اقتحام صنعاء إلى تعزيز قوتهم لاسيما من خلال قهر أعدائهم السياسيين.
ولفتت إلى أن مقاتلي الحوثيين أحرزوا تقدماً خارج صنعاء، حيث استولوا على عدة مدن، ويبدو أن ذلك كان بالاتفاق مع السلطات المحلية.
وتضيف الصحيفة الأميركية: في محاولة أخرى لدعم الرئيس هادي، فرضت إدارة أوباما في وقت سابق من هذا الشهر عقوبات على اثنين من قادة الحوثيين وكذلك الرئيس السابق صالح. وبالرغم من ذلك فإن هذا الإجراء الأمريكي يبدو أنه سيروج فقط لحالة جدل جديدة ويساهم في زيادة عزلة هادي.
