الشيخ المرقشي لـ" أخبار اليوم":

أكره الوحدة وأحب الانفصال والحوثي يتعامل مع هادي كمرشد للجمهورية..

2014-11-13 12:38:34 التقاه/ منصور بلعيدي

يرى الشيخ/ محمد سالم المرقشي في حروب الحوثي العبثية التي يشعلها في المحافظات ـ بغباء سياسي واضح ـ سبباً كافياً لعودة نشاط تنظيم القاعدة إلى الواجهة في اليمن.. كما هي دافع قوي لانفصال الجنوب اليمني الذي بات على الأبواب ـ حد تأكيده- رغم أن بعض توجهات المكونات لا تخدم القضية الجنوبية بقدر ما تدفع لإحياء صراعات الماضي..

يقول الشيخ الجنوبي البارز وأحد وجاهات محافظة أبين, في حديثه لـ" أخبار اليوم" إن وجود الحوثيين في صنعاء يعد انقلاباً على السلطة الحالية ويصف زعيم الجماعةـ بينما يملي شروطه على الرئيس هادي ويعطي له التوجيهات ـ بمرشد عام للجمهورية اليمنية..

في حديث مقتضب عن الأوضاع والأحداث الجارية في اليمن, ومآلاتها المستقبلية, يتطرق الشيخ المرقشي إلى حكومة بحاح التي لا يرى فيها أي نجاح في ظل تحكم الحوثيين ويؤكد أن الأقاليم أصبحت مشكلة لا حلاً, كونها جاءت نتيجة لعجز السلطات عن حل القضية الجنوبية..

كما يوضح الموقف الداعم والمؤيد للانفصال ودوافعه, وقضايا ذات صلة بالمشهد اليمني.. مقتطفات من الحوار:



*شيخ محمد ماهي رؤيتكم لما يحدث اليوم في اليمن بعد احتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء وتمددهم إلى المحافظات؟

- احتلال الحوثي لعاصمة الوحدة صنعاء بمفرده دليل واضح على سعيه الحثيث لتقسيم اليمن.. ومؤشرات ذلك نشوب المعارك والاقتتال في المحافظات التي وصل إليها غازياً..

وما يدور فيها من حروب عبثية يذهب ضحيتها اليمانيون وحدهم، والأهم من ذلك أن هذه الحروب التي أشعلها الحوثي- بغباء سياسي واضح- كانت سبباً كافياً لعودة نشاط القاعدة إلى الواجهة بعد أن كادت أن تتلاشى اثر محاربة الصبيحي لها في أبين وشبوه.

والأخطر في هذا الصدد أن المواطن اليمني في الشمال والجنوب عاد لاحتضان القاعدة بعد أن كان محارباً لها ووقف إلى جانب الدولة في حربها على القاعدة ..لان القاعدة أصبحت أهون من الحوثيين أصحاب الفكر الماضوي المتخلف.. وإقدام المواطن على احتضان القاعدة جاء على سياق المثل القائل "مكرهاً أخاك لا بطلاً" فلمّا قيل للمريض ما الذي أجبرك على تجرع الدواء المر قال الذي أمر منه.. بالإضافة إلى أن المواطن يئس من وجود دولة تدافع عنه.

*في نظرك ما هي انعكاسات حروب الحوثي على الوطن؟

- بالطبع انعكاسات سلبية كبيرة على الوضع اليمني عموماً وهي سبب رئيسي ودافع قوي لانفصال الجنوب.. لان ما يقوم به الحوثي افزع الجنوبيين ودفعهم إلى توحيد جهودهم التي كانت مشتتة في وجه هذا التحدي الخطير.. بل وسرع عملية الانفصال التي كان يراها المراقبون بعيدة المنال.

إن إقدام الحوثيين على احتلال صنعاء وسلوكهم التسلطي وانتهاكاتهم لحرمات البيوت ونهب محتوياتها ونهب الأسلحة من المعسكرات وتواطؤ الرئيس السابق علي عبدا لله صالح معهم والاغتيالات التي طالت العقلاء في الشمال في عهدهم ..كلها مؤشرات دفعت الجنوبيين إلى تأييد الانفصال لأنهم لان الجنوبيين لا يستطيعون التعايش مع مثل هذا الفكر الموغل في مجاهل التاريخ .. وعليه يمكننا القول إن الانفصال بات على الأبواب.

*ما سبب الحساسية المفرطة للجنوبيين من الحوثيين؟

- أسباب كثيرة منها: أن الحوثيين يريدون فرض مذهبهم بالقوة ويريدون عودة الطائفية المقيتة إلى الواجهة وهذا ما يجمع على رفضه كل الجنوبيين على مختلف توجهاتهم ومشاربهم. كما أن تمددهم في المحافظات ووقوفهم عند حدود ما قبل الوحدة يمثل إيحاءً للجنوبيين بانهم لا يريدون التوحد معهم وإنما يريدون بلادهم فقط.

ولنتذكر أنهم أثناء الحروب الستة في صعده حين يأسرون الجنود إذا وجدوا فيهم جنوبيين أطلقوا سراحهم وقالوا لهم: اذهبوا حرروا بلادكم أولاً، وهذا إعلان صريح بدعوة الجنوبيين للانفصال.

كما أن نبرة الخطاب الحوثي في الإعلام تحمل نفس مفردات النظام السابق في السيطرة وفرض الوصاية.. وما وجودهم في صنعاء إلا بمثابة انقلاب على السلطة الحالية.

يتضح ذلك في لغة خطاب الحوثي الذي يملي شروطه على الرئيس عبد ربه منصور ويعطي له التوجيهات وكأنه المرشد العام للجمهورية اليمنية على قرار إيران التي يستقوون بها. والمخيف في خطابهم هو التضليل وإنكار الحقائق والكذب على الملأ.

فاحد الصحفيين سأل محمد عبد السلام الحوثي في قناة أزال عن دعم إيران لهم, فأجاب بالنفي القاطع.. مع أن العالم كله يرى الدعم الإيراني لهم وكذلك تصريحات الإيرانيين بدعم الحوثيين في اليمن تفضح كذب الحوثة فهذا علي اكبر ولاياتي يصرح للإعلام بدعم إيران للحوثة.. ومثل هكذا سلوك ينزع ثقة الجنوبيين من الحوثة.

أنا من اشد المتعصبين ضد أقوال القاعدة وأفعالها وأنها إرهاب واضح.. واليوم أضيف الحوثيين.. لأنهما وجهان لعملة واحدة فكلاهما إرهابيين والإرهاب ملة واحدة.

ألا ترى أن الحوثيين وهم يصرخون بشعارهم ليل نهار "الموت لأمريكا..." وعند احتلالهم لصنعاء لم تسلم من عبثهم إلا السفارة الأمريكية لا بل أنهم يحرسونها علناً فماذا يعني ذلك؟!.

*لننتقل إلى قضية تشكيل الحكومة.. هل ترى أنها ستنجح؟

- لا أرى أي نجاح لحكومة بحاح في ظل تحكم الحوثيين بمجريات الأمور في صنعاء وتخليهم عن الاتفاقات مع القوى السياسية وتفردهم بحمل القضية الأمنية ليتخلصوا من معارضيهم وما مقتل المتوكل إلا مؤشر واضح لما ذهبنا إليه.

كما أنهم يقولون الشيء ونقيضه ومن ذلك أنهم مدوا أيديهم للقوى السياسية ثم احتلوا مقراتها وعبثوا بمحتوياتها وخطفوا عناصرها وقتلوا بعضهم.. وهذا ينسف الثقة مع القوى السياسية.

*لننتقل إلى القضية الجنوبية.. هل ترى أن المكونات الحراكية جديرة بحمل القضية الجنوبية أم أن الأوان لم يحن بعد لا يجاد حامل حقيقي لها؟

- أولاً "على المستوى الشخصي" أنا مؤيد وداعم للانفصال ليس من اليوم ولكن من94م ومن نافلة القول أن أؤكد أن الوحدة قد انتهت في 7/7/عام94م.

وثانياً: الجنوب فيه من الكوادر المؤهلة لقيادة دولة بامتياز ولكن الذي يظهر على السطح أن من المكونات من لهم وجهات نظر لا تخدم القضية الجنوبية لأنها تدفع إلى العودة إلى صراعات الماضي البغيض وهذا خطأ تكتيكي يقود إلى بث الحياة في خلافات عفا عليها الزمن وتمجها العقول السليمة..

ونتمنى من أصحاب هذا الفكر تناسي الماضي الأليم والنظر بعين العقل إلى المستقبل حتى لا تكون أسيرة للماضي الأسود.. وكل ما تعرض له الجنوب بعد 94م يدفع العقلاء والمحبين للجنوب إلى ضرورة التصالح والتسامح وطي صفحة الماضي إلى الأبد.

قد تتساءل لماذا اكره الوحدة وأحب الانفصال.. وأقول لك: لقد جعلونا بعد94م- مواطنين من الدرجة الثانية وحسّسونا بأننا محتلون, وأعطيك مثالاً: في إحدى الإدارات سجلوا كشفين بالموظفين.. كشف (أ) وكشف (ب) وطبعاً كشف (أ) للشماليين وكشف(ب) للجنوبيين.. وأشياء أخرى لا داعي لنشرها, فهل بعد هذا الوضوح من وضوح؟!.

*هل ترى أن مؤشرات الانفصال أقوى من البقاء في الوحدة ؟

- نعم وما يحدث اليوم في اليمن من صراعات طائفية ومذهبية حوثية – مهما تلونت- لهو اكبر دليل على قرب حدوث الانفصال، فالجنوبيون ليس لديهم نفس طائفي أو مذهبي ولن يقبلوا بها في بلدهم..

كما أن إخواننا في الشمال لا يستطيعون- في المدى المنظور – إقامة دولة مدنية تكون السيادة فيها للنظام والقانون.. فالعالم يسير إلى الأَمام "بفتح الألف" وهم يسيرون إليه بكسرها "كسر الألف".. إنهم يريدون العودة إلى الحاكم بأمر الله.

*إذا ما حصل الانفصال :هل ترى أن مكونات الحراك لن تقود الجنوب إلى الصدام؟

- لا أظن أن الجنوبيين – بعد معاناتهم- سيعودون إلى مربعات الماضي الأسود من الصراع والسبب أنهم قد اكتسبوا خبرة كبيرة وفهماً عالياً يبعدوهم عن العودة إلى مربع العنف..

*هل ترى بأن الأقاليم حلٌ أم مشكلةٌ؟

- الأقاليم جاءت نتيجة لعجز السلطات عن حل القضية الجنوبية فصارت مشكلة وليست حلاً.. لأن الذي يتباكون على الوحدة وينتقدون الداعين للانفصال هم من قسّموا اليمن إلى ستة أقاليم.. أليس هذا انفصال بمتوالية هندسية؟!.

*كلمة أخيرة تود قولها؟

- أدعو الجنوبيين إلى التصالح والتسامح وطي صفحة الماضي والتوحد في وجه التحديات الكبيرة والمتسارعة ونبذ الخلافات العبثية لأنها ستجعلنا فريسة سهلة للطامعين في السيطرة على الجنوب بالنظر إلى ثرواته الكبيرة التي يسيل لها اللعاب..

وأتمنى من كل قلبي أن يتفق الجنوبيون سريعاً على حامل واحد للقضية الجنوبية فعدم وجوده هو العائق الوحيد أمام استعادة الدولة والوطن.. وأتمنى من إخواننا في الشمال أن يتفهموا موقفنا ويحترموا خياراتنا وسنظل إخوة أشقاء وجيراناً أوفياء لبعضنا نحفظ حقوق الجوار.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد