استغرب النائب محمد مقبل الحميري من توجُّه الأحزاب السياسية نحو تشكيل حكومة كفاءات في ظل عدم وجود الدولة الضامنة, وقال الحميري في تصريح لـ(أخبار اليوم): إنه لا وجود للدولة إلا في قناة اليمن الفضائية التي نشاهد ونسمع من خلالها برقيات التهاني والتعازي التي يبعثها رئيس الجمهورية ، وصور للقاءات لما تُسمَّى بحكومة تصريف الأعمال.
ووصفَ الحميري وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر أحمد بأنه مقاول بالخلاص من الجيش ، وأفاد بأن الرئيس والحكومة ووزير الدفاع لا وجود لهم على الواقع.
وأشار إلى أن قيادات الوطن من أعلى هرم الدولة إلى أصغرها وقيادات الأحزاب أًصيبت بالإعاقة الفكرية والشَّلل التام.
وأضاف: إن الأحزاب والمكوِّنات السياسية اليمنية تعيش في "توهان" ، فقدت معه توازنها كما فقدت عجلة القيادة، فأصبحت لا تدري إلى أين تسير !! وبدلاً من أن يكون تركيزها على استعادة الدولة الغائبة في الواقع, في كل المجالات الامنية والإدارية والاقتصادية، وفي كل مناحي الحياة... [بدلاً من ذلك] تتصارع على الحصص في الحكومة ، وأن هذه الأحزاب عندما وصلت الى طريق مسدود بشأن الاتفاق على المشاركة في الحكومة لجأت إلى طرح حكومة كفاءات ، وقال: "جميل أن تكون هناك حكومة كفاءات ، لكن السؤال الأهم : أين ستكون هذه الحكومة على الارض أم على سطع القمر في ظل غياب الدولة الضامنة ؟ ــ حسب تعبيره".
وأوضح الحميري بأن ما نراه من تماسك في الوطن مع غياب الدولة ما هو إلا نتاج الإرث الاجتماعي المحمود لدى الشعب وتجانسه وعدم عدوانيته ، مردفاً بالقول: فليس هناك ما يمنعهم من الاعتداء والبطش والنهب سوى قِيم المجتمع الفاضلة التي توارثوها فقط، في غياب تام للأمن والجيش وكل المؤسسات.
وأفاد بأن حكومة الكفاءات ستكون في الواقع حكومة مُحاصَصة من تحت الطاولة بدلاً من المحاصصة التي كان يدور الحوار عنها فوق الطاولة ، حيث سيفرض الطرف القوي وصايته عليها، رغم أن المسؤولية التاريخية عن نجاح وفشل هذه الحكومة ستكون مسؤولية الرئيس ورئيس الحكومة كونهما مخوَّلَين باختيار أعضائها حتى وإن كان هذا التخويل نظرياً، مشيراً إلى استهتار الأحزاب بالشعب وتفريطها بالأمانة التي حملتها والقَسَم الذي أقسمته ، وتضييعهم للدولة كلها، ممَّا دفع بالكثير من أبناء الشعب إلى اتِّهامها بالخيانة العظمى.
