احتشد جمعٌ غفير من أهالي المحافظات الجنوبية يوم أمس الجمعة في ساحة العروض بمدينة عدن وذلك في ثاني جمعة ينظمها الحراك الجنوبي منذ بدء الاعتصامات لأنصار الحراك الجنوبي للمطالبة بالانفصال.
وأشاد خطباء الحراك في المحافظات الجنوبية بصمود الشباب المعتصمين في ساحة العروض للمطالبة بالتحرير والاستقلال.
وقال ياسين اليافعي خطيب الجمعة التي أحياها أنصار الحراك في خطبتي صلاة الجمعة ظهر امس أمام حشود من المصلين في ساحة العروض بمديرية خور مكسر محافظة عدن, وبحضور حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك.. قال: إن الدولة الجنوبية الجديدة أصبحت في الأفق مطالباً القبائل الجنوبية بإبرام عقد صلح بين القبائل المتنازعة لمدة عام خاصةً في المرحلة الراهنة والتي يتطلع فيها شعب الجنوب لاستعادة دولته.
وحثَّ الخطيب المعتصمين في ساحة العروض على الالتزام بسلمية ثورتهم بعيداً عن الفوضى, مطالباً المجتمع الدولي باحترام إرادة شعب الجنوب والذي يطالب بحقِّه في التحرير والاستقلال وبناء دولته ــ حسب تعبيره.
وقال : "إننا نطمئن أبناء اليمن الشمالي العاملين في الجنوب أنه بيننا وبينكم روابط دين ولن يمسهم أحد بضرر، موضحاً بأن القضية الجنوبية قضية سياسية بامتياز وهي دولة تم البسط عليها وأن "شعب الجنوب يريد التحرير والاستقلال".
وعقب الصلاة قام المصلون بتشييع عبد الحافظ صلاح الردفاني والذي توفي يوم الأربعاء الماضي في المستشفى إثر تعرُّضه لحادث مروري أثناء قدومه من ردفان للمشاركة في الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر, وقد انطلق موكب التشييع من ساحة العروض وصولا إلى مقبرة "أبو حربة" بمدينة المنصورة حيث وُورِي جثمانه الثرى.
وفي محافظة حضرموت, أشاد خطيب ساحة البر بمدينة تريم بصمود الشباب والاعتصام بمحافظة عدن والذي يتطلعون إلى الحرية واستعادة الدولة الجنوبية.
وقال الخطيب عبدالحميد: إن الاعتصام في ساحة عدن قد لقي استجابة من كل محافظات الجنوب من أقصاها إلى أقصاها وذلك للمطالبة باستعادة الهوية الجنوبية, منوهاً إلى أن الاعتصام ستظهر إيجابياته، ويعد مبشِّراً بقرب النصر.
واعتبر الاعتصام في ساحة العروض بعدن رسالة إنذار إلى "صنعاء " ولكل الدول المجاورة والعالمية للنظر إلى القضية الجنوبية وإعطاء الجنوبيين كل حقوقهم المنهوبة والمسلوبة- حسب قوله.
ودعا الخطيب بن سكران في ختام خطبته أبناء الجنوب إلى الانضمام إلى إخوانهم في الاعتصام بـمحافظة عدن, وحثَّ الجمعيات الجنوبية والأخوة المغتربين الجنوبيين على تقديم الدعم المادي للمعتصمين.
إلى ذلك أعلن رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب حسن أحمد باعوم, أن "شعب الجنوب يعيش مرحلة تصعيد ثوري وسلمي وأي خطوات قادمة ستأتي تماشياً مع الأحداث الإقليمية أو الدولية".
وقال باعوم في تصريح لـ ”السياسة” : إنه "بعد دمج مجلسي الحراك والثورة الجنوبية في كيان سياسي واحد, فإن “الجنوب والشمال لم يكونا شعباً واحداً حتى يطالب الجنوب بالانفصال”.
وأكد أن “الجنوب شعب وأرض وهوية تاريخية ودولة ذات سيادة تم احتلالها, وأن ما يناضلون من أجله هو تحرير أرضهم واستعادة هويتهم”, مشدداً على أن ذلك لن يأتي إلا من خلال النضال السلمي الذي اتخذوه استراتيجيةً قام عليها نضالهم منذ البداية وسيستمر سلمياً حتى تحقيق النصر.
وبشأن غياب باقي قوى "الحراك" وخصوصاً مجلس الإنقاذ الناشئ أخيراً عن المجلس الجديد, دعا باعوم القوى السياسية كافة إلى الاصطفاف خلف هذا المجلس وأهدافه التي وصفها بالنبيلة والمعبرة عن طموحات شعب الجنوب, وذلك استكمالاً لهذا الاصطفاف الشعبي الجنوبي واحتراماً لإرادته وتضحياته, مطالبا القيادات الجنوبية الموجودة في الخارج بالعودة إلى داخل الجنوب للعمل معاً جنباً إلى جنب في ساحات النضال السلمي لمواجهة النظام حتى تحرير الأرض والإنسان حسبما أفاد.
ورداً على ما يطرحه البعض بأن مخيمات الاعتصام في ساحة العروض بمنطقة خور مكسر بعدن باتت مشبوهة لوجود عناصر من حزبي “المؤتمر” و”الإصلاح” وجماعة الحوثي, قال باعوم إن “هذه المخيمات هي إرادة شعبية, واستمراريتها يقرره الشعب, وكل من يؤمن بعدالة قضيتنا مهما كانت انتماءاته السياسية فنحن نرحب به ولا يمكن إقصاؤه”.
وطالب القوى والمنظمات الإقليمية والدولية كافة بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه شعب الجنوب وما يعانيه منذ 7 يوليو 1994.
وأضاف “عليهم أن يدركوا جيدا أن ما في الشارع الجنوبي هو ثورة شعب يناضل سلميا في سبيل التحرير والاستقلال ويأبى أن تطمس هويته ويموت في صمت”.
من جهته أفاد رئيس اللجنة الإعلامية في مخيمات الاعتصام المفتوح ردفان الدبيس لـ "فرانس برس" إن "هذا التجمع يبعث برسالة جديدة للشركات النفطية الأجنبية العاملة في الجنوب بوقف تعاملها مع صنعاء ووقف الإنتاج والتعامل مع أبناء الجنوب".
