أكد لقاءٌ قبلي بمديرية الرضمة بمحافظة إب التصدِّي لمليشيات تحاول فرض تواجدها في المديرية واستحداث نقاط تفتيش.
وقد عُقد صباح أمس الخميس ملتقى قبلي موسَّع في مديرية الرضمة أكد المشاركون فيه عدم السماح بأن تكون الرضمة ممراً لغزو محافظة الضالع أو غيرها وأنهم لن يسمحوا بأن تتحول المديرية الى مسرحٍ للقتال وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية التي جلبتها جماعة الحوثي المسلحة منذ احتلالها العاصمة صنعاء وسعيها إلى احتلال بقية المحافظات.
وخلال اللقاء أكد الشيخ عبدالواحد الدعام استعداده للتصدي لمليشيا الحوثي ومقاتلتهم حتى آخر لحظة في حياته وأنه لن يقبل بأي مليشيات مسلحة بالتواجد بالمديرية من أي جهة كانت.
كما أكد عدم قبوله بأي وساطة تقضي بمرور مسلحي الحوثي من المديرية إلى محافظة الضالع.
من جهته نفى نجل الشيخ الدعام عبدالباسط عبدالواحد الدعام اندلاع مواجهات جرت أمس الاول وأمس الخميس وقال بأن الشيخ الدعام ورجال القبائل بالرضمة يؤكدون رفضهم السماح لمليشيا الحوثي وأنصار الشريعة بالدخول للمديرية.
وقال نجل الدعام في اتصال هاتفي معه بأنهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم ضد أي اعتداء يفكر بها مسلحو الحوثي.
وأضاف: دفاعنا سيكون حتى آخر قطرة من دمائنا دفاعاً عن الأرض والعِرض والإنسان.
وأشار الى مفاوضات قائمة من قبل الحوثيين وعدد من مشايخ المناطق الوسطى بشأن السماح لمليشيا الحوثي أن تمر عبر المديرية إلى محافظة الضالع مؤكدا ان الشيخ الدعام ومشايخ الرضمة رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً وقالوا لن تكون الرضمة ممراً لوصول المليشيات إلى الضالع أو غيرها أو تكون ساحة حرب.
الملتقى عُقد بمركز المديرية وحضره مشايخ المناطق الوسطى وكان من بينهم الشيخ المقبلي الذي قرأ بيان اللقاء وأكد فيه على ضرورة فرض هيبة الدولة عن طريق الأمن ومسانده قوات الأمن في حماية المديرية من أي عدوان.
وقال بيان الملتقى بأنهم يرفضون السماح لجماعه الحوثي بدخول المديرية تحت أي مسمي, وأن الأمن تفرضه الدولة وليست لجان الحوثي وعدم السماح لتواجد ما يُسمَّى لجان شعبية ــ حسب تعبيره.
وقال الشيخ صلاح المقبلي: الطريق آمنة لكل مسافر إلا من أراد أن يخل بالأمن فلن يطأ بقدمه الرضمة.
وعاهد الملتقى أبناء المديرية بأن المشايخ والعدول سيدافعون عن المديرية حتى آخر لحظة وسيحافظون على الأمن للمديرية.
وتسود مدينة إب حالة من الهدوء الحذر وسط تعزيزات حوثية للنقاط التابعة للجماعة والمنتشرة في عدد من المواقع داخل المدينة وبعض منافذها.
وقد قال الناطق الرسمي للجنة الوساطة والحوار بإب عبدالحكيم النزيلي بأن قرار لحنة الوساطة والحوار ينص على: (ضرورة نزول القوات المسلحة والنجدة والشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة لحفظ الأمن داخل محافظة اب وتقوم الأجهزة الأمنية بتطبيق ذلك بالشكل الذي تراه مناسبا لتحقيق الأمن والاستقرار).
وأضاف في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": لا داعي للمزايدة الآن وقد كان قراراً واضحاً بتحميل السلطة المحلية واللجنة الأمنية مسؤوليتها ولا يوجد فيه نص لتشريع بقاء مجاميع مسلحة أخرى.
وأشار الى أن حماية المواطنين والأحزاب وحقن الدماء أهم من أي مكاسب سياسية في ظل هشاشة دولة ثبت عجزها مركزياً.
وشدَّد على ضرورة الضغط على اللجنة الأمنية للقيام بتنفيذ قرار لجنة الوساطة ونشر القوات المسلحة قبل أن تتحول محافظة إب الى ساحة لتجار الحروب ــ حسب تعبيره.
وأمس الخميس تتواصل لقاءات المديريات بوجهائها ومشايخها لمناقشة تداعيات الأحداث الأخيرة بالمحافظة وأكدت جميعها على منع أي انتشار للمليشيات الحوثي أو غيرها في مناطقهم ومؤسسات الدولة التي تتواجد في مناطقهم وجددوا استعدادهم لحماية أمن المحافظة بشكل عام.
ومن بين تلك المديريات: مديرية (بعدان ,القفر, النادرة, السدة, يريم, حبيش, العَود, جبلة)وغيرها من المديريات والمناطق.
وحضر اللقاء مشايخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية وسياسية وحزبية وسلطة محلية من مناطق: "العود وعمار ".
وأوضح المجتمعون أنهم التقوا من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار في المديرية وتجنيبها الفوضى والصراع والعمل جميعاً من اجل الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة.
ودعا بيانٌ صادر عن اللقاء الموسع حصل جميع الاحزاب السياسية والمكونات الى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة".
وأكد المجتمعون رفضهم نقل مسرح الصراع إلى مناطقهم.
ودعا كافة أبناء المديرية إلى عدم الانجرار إلى العنف ومواجهة أي طرف يفتعل مشاكل، مجدداً رفضهم أي تحرك عسكري لجماعة الحوثي والقاعدة أو أي طرف دخيل على المنطقة والتصدي لها.
وفي السياق استهجن الأستاذ/ خليل الصيادي كل التحركات المسلحة في المنطقة ودعا الجميع إلى رأب الصدع وتجاوز أي خلاف.
وقال الصيادي بأن أبناء المناطق الوسطى أصحاب تاريخ نضالي ووطني ناصع في صفحات التاريخ وسَيُفشِلون كل المخططات الشيطانية التي يروِّج ويبشِّر بها كل متربص خائن ــ حسب تعبيره.
فيما دعا الشيخ عمر حمود الصباري إلى التصدي لأي مليشيات من خارج المنطقة ومن أي جهة ، مضيفاً: على كل أبناء حد ومنطقة حماية منطقتهم .
إلى ذلك نظَّم ــ صباح أمس ــ المئات من طلاب المدارس وجامعة إب والرياضيين وقفة احتجاجية للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة من المحافظة.
الوقفة التي نظمها طلاب إب كانت أمام بوابة السلطة المحلية بالمحافظة طالبوا فيها الرئيس هادي والسلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة بسرعة الوفاء بوعودها بإخلاء بؤر التوتر التي أحدثته المليشيا الحوثية عند قدومها إلى مدينة إب الأربعاء الماضي في منتصف أكتوبر الجاري.
ووصفوا ما أقدمت عليه المليشيات احتلالاً للمنشآت التعليمية والأكاديمية والرياضية وإحداث الرعب والهلع في نفوس الطلاب وأولياء الأمور ، وكذلك حرمان الأندية الرياضية بالمحافظة من مزاولة أنشطتها التدريبية وإقامة الدوري الرياضي.
وقالوا بأن الـ" ستاد " الرياضي تحول إلى ثكنة عسكرية لمليشيا الحوثي التي وصفوها بالمتخلفة وعناصرها من المحرومين من نعمة التعليم والثقافة القادمين من ثقافة غريبة عن طبيعة المجتمع المدني الحضاري لمدينة ومحافظة إب ــ حد قولهم.
