واصل مئات المواطنين اليمنيين أمس الثلاثاء في العاصمة صنعاء تظاهراتهم للمرة الثانية خلال أسبوع للمطالبة بانسحاب المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم مرافق العاصمة.
ورفع المتظاهرون المحتجون شعارات تندد باستخدام العنف والسلاح وتطالب بعودة الأجهزة الأمنية إلى مهامها السابقة في حفظ الأمن وتأمين شوارع وأحياء العاصمة وبناء الدولة المدنية ببسط نفوذها على كل التراب الوطني.
وانطلق المتظاهرون في مسيرة عبر شارع "هائل"، رافعين الأعلام الوطنية، ورددوا أغاني وأناشيد وطنية تمجد الثورة اليمنية التي أزاحت حكم الإمامة في عام 1962م، ورفعوا لافتات "لا للمليشيات، نعم للعاصمة بلا سلاح"، و "أخرجوا مليشياتكم من عاصمتنا".
وينتشر مسلحو الحوثي مع آليات عسكرية تابعة لهم في مختلف شوارع مدينة صنعاء.
وطالب المتظاهرون - الذين بينهم ناشطون حقوقيون وأفراد من منظمات المجتمع المدني - بخروج المسلحين وإعادة المعدات التي تم نهبها من مؤسسات الدولة.
وشدد المتظاهرون على سرعة سحب المليشيات وإعادة المنهوبات واعتبروا 14 أكتوبر موعداً لاستعادة صنعاء عبر تظاهرات واعتصامات تشارك فيها قوى ثورية من كل المحافظات.
وأكدوا أن تحركاتهم وفق برنامج نضالي سلمي مدني بكافة الوسائل التي يكفلها القانون والدستور للتعبير عن الرأي، وأنهم سيستمرون في تظاهراتهم السلمية حتى "خروج الميليشيات المسلحة".
كما ردد المتظاهرون شعارات تطالب الرئيس عبدربه منصور هادي بسرعة "إخراج الميليشيات المسلحة وفرض سيادة الدولة على كل أراضي الجمهورية اليمنية".
ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون: "يا حوثي اسمع اسمع الشعب اليمني لن يركع" و"من صنعاء حتى عمران لا حوثية بعد الآن" و" لا تهددني, لا ترعبني والله سلاحك ما يخوّفني".
وفي الوقفة الاحتجاجية التي نظموها بجوار وزارة الشباب والرياضة في شارع الزبيري وسط صنعاء، ردد المشاركون شعارات تطالب من وصفوهم بـ"الملشيات المسلحة" بالخروج من العاصمة.
من جهتها طالبت هيئة التدريس بجامعة صنعاء بسرعة خروج المسلحين من حرم الجامعة.
وكان مئات اليمنيين قد تظاهروا في صنعاء يوم الأحد الماضي، حيث ساروا مردّدين شعارات مطالبةٍ بانسحاب المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية وإعادة المظاهر المدنية إلى العاصمة صنعاء.
وسيطر الحوثيون في 21 سبتمبر على معظم المقار الرسمية في صنعاء، من دون مقاومة من الدولة تُذكَر؛ الأمر الذي وصفته تقارير خارجية بـ"سقوط مخزٍ"، ووقّع الحوثيون في اليوم نفسه اتفاقاً ينص [مع الملحق الأمني الذي تم التوقيع عليه في وقت لاحق] على تشكيل حكومة جديدة، وعلى أن يرفع الحوثيون المظاهر المسلحة من العاصمة.