أسعار الأضاحي المرتفعة تعطل سُنة الأضحية..

عيد الأضحى في لحج.. الغلاء في الأسعار يحول الفرحة إلى هم

2014-10-01 10:19:05 تقرير/محمد المسيحي

لعل الأزمة السياسية التي اجتاحت البلاد جعلت الناس تمسك على قلوبها حتى لا يسقط الوطن في هاوية سحيقة ويصبح اليمنيون في تشرد ولجوء بالذات وهم يشاهدون كل يوم اللاجئين الصوماليين والسوريين في الشوارع يتسولون لقمة العيش, لكن صدق الرسول" صلى الله عليه وسلم" حين قال" الإيمان يمان والحكمة يمانية", فلقد أنقذت الوطن الحكمة والتضحية بكل شيء حتى لا ينهار الوطن.. تنفس الناس الصعداء وليس لهم هم من يحكم أو من يمسك الحكومة المهم هدأت الأمور لكن الأمر أعاد الهم للمواطن من جديد بالذات وعيد الأضحى المبارك على الأبواب, فأسعار الملابس غالية وكل كماليات العيد في غلاء حتى اللحمة الذي تنتظرها غالبية الأسر من العيد إلى العيد أضحت في غلاء فاحش؛ فلا تستطيع هذه الأسر الحصول على اللحمة إنْ أرادت تذوقها بعد فراق طويل ولا يستطيع من يريد تطبيق سنة الحبيب بأن يضحي, فالغلاء هو المانع.. فإلى التقرير التالي:


عند ذهابك إلى سوق اللحوم الواقع بمديرية دار سعد بمحافظة عدن وهو سوق للمواشي ويعتبر نموذجاً لمختلف أسواق المواشي في البلاد كامل تأخذك الدهشة والعجب من تلك الأسعار الخيالية لمختلف أنواع المواشي .

فالتيس الصغير الذي كان ثمنه في العام الماضي في العيد "15"ألف ريال يمني صار اليوم سعر التيس في هذا السوق يباع بــ"30"ألف ريال يمني ويرفض في بعض الأحيان البائع أن يبيع بهذا السعر فيريد الزيادة، ناهيك عن أسعار التيوس الكبار والكباش الكبيرة وغيرها فلا يستطيع المواطن البسيط حتى من التكلم مع البائع لها للسعر الخيالي الذي وصلت إليه.
حديث الغلاء

هناك الكثير من الناس وممن يرتادون للسوق وبعض الدلالين حيث يتحدثون عن هذه الأسعار وارتفاعها, مؤكدين أنها ظهرت مع استقبال العيد فموردي المواشي يعتبروا عيد الأضحى وسيلة للكسب الكبير والتعويض عما فاتهم أو نقص من إضمارهم طول السنة ويقول الدلالون قبل أسابيع كان سعر التيس والكبش بنصف سعره الحالي لكن العيد هو من رفع الثمن، فيما يتساءل هؤلاء الناس هل أسعار المواشي الغالية أيام العيد غير خاضعة لرقابة الدولة عليها أو أن موردي المواشي لهم الحرية الكاملة في رفع أسعارها كما يشاءون.
احتكار

وهذا هو الاحتكار بعينة والذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يفترض أن أجهزة الدولة المختصة بالرقابة على الأسعار تنزل إلى السوق وتسال كيف كان سعر المواشي قبل أسابيع، ومن ثم تعطي لمورد المواشي نسبة معينة طالما والطلب كثير على المواشي في العيد.

أما أن يترك لهم الحرية في رفع الأسعار بنسبة 100% فهذا حرام وإمام هذا يضطر المواطن التخلي عن سنة التضحية في العيد رغم أن الحسرة والمرارة تخنقه بالذات أمام أطفاله الذي يزيد الكبش من فرحتهم بالعيد فرحة اكبر فيضطر إلى مشاركة جارة أو جيرانه الفقراء مثله في كبش لمجموعة بيوت أو تجد بعض الأسر يأخذ دجاج رغما عنه.
ربح الموسم

في الوقت الذي يتكبد فيه الإنسان الفقير أن يأخذ عيده أما من الدجاج أو يشارك جارة أو أن يمضي بلا أضحية، فعندما تسال موردي المواشي عن السبب في ارتفاع الأسعار بنسبة 100%يقول يا أخي مش نحن السبب هم الرعاة الذين يرعون ويملكون المواشي تجدهم  يتحملون كل شظف وعناء العيش إلا من اللقمة التي يسد بها رمقه فتجده يبيع شاة أو كسبة أو معزة ويعملون على ادخار التيوس والكباش إلى موسم العيد وعندها هو من يرفع السعر ليعمل على كسب شقاه وتعبة طيلة سنة كاملة.
استغلال

إضافة إلى ذلك أسعار النقل المرتفعة حتى الدلالين كانوا يأخذون 300 مائة ريال أو 500مائة ريال أما الآن لا يقتنع بــ"1000"ريال ونحن "طالبين الله" ونريد أيضا أجور أتعابنا لأننا من هذه الحرفة أيضاً نعول أُسراً وبيوتاً كبيرة و تحميل راعي الغنم سبب رفع أسعار الأضاحي ومورديها إلى الأسواق.

يبقى المواطن في حيرة من أمره عاجزا عن شراء ما يريد أن يضحي به على أطفاله وأهل بيته ليتذوقوا على الأقل طعم اللحمة في العيد أما عن سنة التضحية ،فقد ضحى الرسول صلى الله عليه وسلم ،بكبش، قال "هذا عن أمتي الذين لا يستطيعون التضحية".

يبقى السؤال مطروحاً على أجهزة الدولة المختصة : هل يترك المزاج والحرية للراعي أو مورد المواشي في رفع أسعار الأضحية في العيد إلى 100%دون رادع أو ضبط لذلك؟.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد