طالب الدكتور طه علوان- المحلل السياسي وأستاذ العلوم المالية والمصرفية بجامعة عدن- الحوثيين بفتح صفحة جديدة بعيداً عن فكرة الانتقام من اجل بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع لها الشعب اليمني. 

وقال علوان في تصريح لـ "أخبار اليوم": على الحوثيين الاستفادة أيضاً من التجارب السابقة وعدم تكرارها خاصة بعد أن أصبحوا شركاء في السلطة واصبحوا مشاركين في القرار, مشيراً إلى أن هناك أولويات يجب أن يتم معالجتها وتكمن في القضية الجنوبية باعتبار القضية الشائكة والمحورية والذي لم يتم إيجاد لها حلول حتى اللحظة, لافتاً إلى انه يجب على جماعة الحوثي أن تقوم باشراك مكونات الحراك الجنوبي المؤثرة على الشارع الجنوبي من اجل أن تستقيم الدولة بالشراكة الوطنية الحقيقة, وليس الاعتماد على الأشخاص الذين شاركوا في مؤتمر الحوار, كونهم لا يمثلون الشارع الجنوبي والذي سبق وان رفضتهم مكونات الحراك. 

وأكد أن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها يجب أن يكون لديها برنامج ومصفوفة واضحة لمعالجة كافة القضايا الشائكة في البلاد ومنها الوضع الاقتصادي والأمني والاهتمام بالحياة المعيشية للشعب وانتشاله من الفقر والبطالة, منوهاً إلى انه ينبغي أن تكون هناك وجوه جديدة تشارك في الحكومة الجديدة تشمل كافة القوى الوطنية الشريفة الفاعلة في الساحة اليمنية ومنها الحراك الجنوبي وممثلين عن ثورة 2011م من الشباب والذين اُستبعدوا من حكومة المحاصصة والسابقة, وليس تكرار الوجوه الحالية من الأحزاب الغارقة بالفساد والذي تسلقوا على ظهر المواطن للوصول للحكومة.

وتطرق علوان في سياق تصريحه إلى الاتفاقية التي وقعت من قبل كافة الأطراف لإنهاء الأزمة الحالية باليمن. وقال إن تلك الاتفاقية عبارة عن خطوط عامة فقط لم تتناول الفترة الزمنية لإنهاء الفترة الانتقالية, مؤكداً أن تلك الاتفاقية سيتم اختراقها من القوى الفاسدة وستمنح لتلك القوى الإمكانية للاتفاف عليها وتسويفها وإفراغها من محتواها الاجتماعي والشعبي والاقتصادي وتحويلها إلى ورقة تلعب بها خاصة وان تلك القوى سبق لها أن حولت القوانين والاتفاقيات إلى معول هدم ضد الشعب باعتبارها شلة فساد ولا ينتظر الشعب اليمني منها شيئاً لتحقيق مصالحة شاملة. 

ونبّه علوان في ختام تصريحه الحوثيين إلى أن لا يتم الإتاحة للقوى التي شاركت في حرب 94م ضد الجنوب وسرقة ثورة الشباب في 2011م أن تسرق ثورتهم من تلك القوى الفاسدة, مؤكداً انه ينبغي إعادة النظر في مخرجات مؤتمر الحوار وإشراك كافة القوى الوطنية التي تم استبعادها وتهميشها من مؤتمر الحوار وذلك من أجل بناء دولة النظام والقانون.

من جانبه علّق أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور فؤاد الصلاحي على تسارع الأحداث في العاصمة وتهاوي مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش بهذه السرعة، بالقول: لايزال المشهد السياسي مسكوناً بخفايا وأسرار لم تظهر بعد وستتكشف في الأيام القليلة القادمة حول انهيار الجيش وتسليمه ثكناته وحول دور الأحزاب والرئاسة وحول أمور أخرى لامجال لان تكون سرية بعد الانكشاف اللا محدود لمن كانوا يتحدثون أنهم يمثلون الدولة والحكومة والأحزاب في المشترك.

وأضاف الصلاحي في بوست على صفحته بـ "الفيس بوك": وعلى الحوثيين "أنصار الله" ان يقدموا نموذجاً مدنياً في التعامل مع كل المكونات ومع عامة الشعب وان يحافظوا على ما تبقى من مؤسسات الدولة.. وستأتي الأيام القادمة بمفارقات مدهشة!.