فيما محلل شؤون اليمن في الأزمات الدولية يستبعد الوصول إلى نتيجة من التفاوض مع الحوثي

مصدر حكومي رفيع: الحوثيون يطالبون بالتساوي مع المؤتمر والإصلاح في الحقائب الوزارية

2014-09-20 21:05:27 ترجمة/ أخبار اليوم

كشف تقرير لموقع الجزيرة الإنجليزية عن مطالبة جماعة الحوثي بالحصول على حقائب وزارية بالتساوي مع حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح, ناقلاً ذلك عن مصدر حكومي رفيع في اليمن ونسب التقرير إلى السيدة إبريل إيلي لونجلي محللة شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية استبعادها التوصل إلى أي نتيجة من الحوار والتفاوض مع جماعة الحوثي.
وتحت عنوان "لماذا توقفت محادثات اليمن.. المفاوضات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين توقفت مرة أخرى وسط مخاوف من تصاعد حدة القتال" جاء التقرير المطول في موقع الجزيرة الإنجليزية.. 
وقال التقرير: "توقفت مرة أخرى المحادثات التي تهدف إلى إنهاء المواجهة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وسط مخاوف متزايدة من جر البلاد إلى شفا حرب أهلية. اندلع القتال في 18 سبتمبر حول جامعة الإيمان بالعاصمة اليمنية صنعاء، وهي مؤسسة تعليمية سلفية يديرها عضو بارز في التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الإسلامي السني الرئيسي في اليمن، في حين يحاول المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام". 
وأوضح التقرير "انتعشت الآمال في تحقيق إنفراجة عندما شكل الحوثيون والحكومة في 13 سبتمبر فريقي تفاوض رسميين وتم تعيين بن عمر رسميا كوسيط. لكن الفريق الحوثي انسحب من المحادثات بعد يومين، احتجاجا على استبدال الحكومة مفاوضيها بآخرين يتهمهم المسئولون الحوثيون برفض القبول بالاتفاق السابق الذي توصلوا إليه مع المفاوضين السابقين". 
ولفت التقرير إلى أن "الحوثيين أقاموا مخيمات احتجاج في وسط صنعاء وعلى مشارف العاصمة، وهي خطوة يراها مسئولون حكوميون بأنها جزء من خطة لاقتحام المدينة. يقول مسئول يمني رفيع المستوى يعمل بشكل وثيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي: "الحوثيون يبذلون قصارى جهدهم لخلق وجود عسكري لهم في صنعاء".
 وأضاف المسئول اليمني أن أي اتفاق مستقبلي مع الحوثيين ينبغي أن يتضمن شروطاً بمغادرتهم العاصمة والالتزام بخطة لنزع السلاح". 
وأضاف التقرير: "من الجانب الآخر، يقول الحوثيون إن أهدافهم سلمية وسيتم إزالة المخيمات حالما يتم التوصل إلى اتفاق. وقال البخيتي إن الحوثيين خرجوا إلى الشوارع "لأن الرئيس غيّر فريق التفاوض، وهو فعل ذلك عندما كان الطرفان على وشك التوصل إلى اتفاق. لم نكن نريد أن نعود من البداية مرة أخرى بعد كل التقدم الذي أحرزناه". 
وأشار التقرير "لكن مصادر مقربة من الحكومة قالت إن الشخصين المشاركين في المحادثات غير الرسمية مع المقاتلين الحوثيين، وهما عبدالقادر هلال وعبدالكريم الارياني، لم يتم منحهما سلطة التفاوض على أي اتفاق. وتم إحلالهما بمدير مكتب هادي أحمد عوض بن مبارك ورئيس جهاز الأمن السياسي جلال الرويشان اللذين وصلا إلى طاولة المفاوضات ليجدا أن الحوثيين قد رفعوا من سقف مطالبهم بشكل كبير لقد جاؤوا بمطالب جديدة، لا علاقة لها بدعم المشتقات النفطية ولا بمخرجات الحوار الوطني. إنهم الآن يرفضون تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطني الخاصة بنزع السلاح والأقاليم. إنهم يستخدمون المفاوضات لإعادة فتح قضية الأقاليم. وأيضاً يريدون شيء آخر". 
وبحسب التقرير "قالت مصادر دبلوماسية وحكومية إنه تم سحب هلال والإرياني من المحادثات لانهما كانا يقدمان تنازلات بسهولة جدا، لاسيما فيما يتعلق بأسعار المشتقات النفطية ودور الحوثيين في الحكومة القادمة، واعترفت المصادر بأن تغيير فريق التفاوض قد أدى إلى انهيار المحادثات". 
ونقل التقرير "تقول أبريل إيلي لونجلي، المحللة في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولة: "هناك الكثير من المفاوضين بالنيابة عن الرئيس هادي، البعض يتحدث إلى الحوثيين كجزء من وفد رسمي، في حين آخرون يعملون من وراء الكواليس، وهذا خلق نوعاً من الارتباك وأوجد مقترحات متعددة ومختلفة قليلا".
وأوضحت لونجلي "التدفق المستمر للتسريبات والتسريبات المضادة من وسائل الإعلام المحلية تعرقل المحادثات أيضاً. وفقاً لمصادر من كلٍ من الحكومة والحوثيين مشاركين في عملية التفاوض، فإن التسريبات المزعومة بمطالب الحوثيين وتنازلات الحكومة عززت من الشعور بعدم الثقة بين المفاوضين وزاد الغضب في صفوف أنصار الحوثيين وخصومهم في نفس الوقت". 
تقول لونجلي إنه من الصعب وصول المحادثات إلى نتيجة، مضيفة بقولها: "ربما أن السبب الأكثر أهمية هو أن كلا الجانبين فقدا الثقة ببعضهم البعض في التفاوض بحسن نية، وهو الوضع الذي أزداد تدهورا جراء حملات التصعيد العامة من الجانبين في الشارع وفي وسائل الإعلام". 
وقال التقرير "عندما تتأرجح المحادثات نحو التوقف، يلوح خطر الصراع المسلح في العاصمة بشكل كبير، حيث يخشى اليمنيون من انتشار القتال الدائر حول جامعة الإيمان إلى بقية أنحاء العاصمة. الحكومة تخوض بالفعل قتالا ضد الحوثيين من جهة، والقبائل والإسلاميين يقاتلون الحوثيين في محافظتي الجوف ومأرب من جهة أخرى. وتشن الحكومة غارات جوية في محاولة لوقف التوسع الحوثي وفي نفس الوقت تدعم "اللجان الشعبية"، المكونة من ميليشيات قبلية تم تشكيلها لمحاربة الحوثيين". 
وأضاف التقرير "عزز الحوثيون في يوليو الماضي من سيطرتهم على محافظة عمران الذي تفصل صعدة عن العاصمة صنعاء. الاشتباكات على مشارف العاصمة في الأيام الأخيرة أثارت أيضا مخاوف من أن الحوثيين يخططون للسيطرة على العاصمة بالقوة". 
ونقل عن مسئول يمني رفيع المستوى للجزيرة: "الحوثيون قادمون نحو صنعاء بأسلحة ثقيلة. وهم يريدون السيطرة على الجوف حتى يكونوا قريبين من مأرب، حيث يمر الأنبوب الرئيسي لتصدير النفط، وهذا أمر غير مقبول. الاشتباكات الآن هي بين الدولة والحوثيين".
المسئول اليمني يوافق أيضا على أن الحكومة، التي تنخرط أيضا في حرب ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، هي في موقف حساس للغاية. ويقول: "نحن لا نريد اشتباكات في صنعاء. إذا لم نحول دون وقوع ذلك، فسوف تكون الاشتباكات في كل مكان، في كل شارع". 
وتابع التقرير "إن نشوب حرب مفتوحة في العاصمة من شأنه إعطاء الفرصة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية التي استغلت اضطرابات 2011 للاستيلاء على عدة مناطق في جنوب البلاد ومواصلة انبعاثها من جديد. ونتيجة لذلك، وسع المتشددون وجودهم في المنطقة الشرقية من البلاد. وقال المسئول اليمني: "الآن أعتقد أنها بيئة مناسبة لجميع المتشددين من ضمنهم تنظيم القاعدة. وكل التركيز هو على الحوثيين".
وأضاف التقرير "تقول السفيرة البريطانية لدى اليمن جين ماريوت، التي تدعم المحادثات: "المحادثات يمكن أن تنتهي غدا بشكل مذهل أو تستمر لبضعة أسابيع أخرى. لكني سعيدة بأن هناك مفاوضات. طالما كانت هناك مفاوضات متواصلة، يقل احتمال وقوع قتال داخل صنعاء. لكن مع هذا القول، هناك أيضا مزيد من الوقت للأطراف كي تعيد التموضع وجلب الأسلحة إلى داخل العاصمة، وهذا ليس جيدا". 
ولفت التقرير إلى أن "النقطة المهمة الأخرى هي مطلب الحوثيين بالحصول على دور في الحكومة القادمة. الرئيس هادي وافق بالفعل على إقالة الحكومة الحالية وإعطاء الحوثيين حقيبة وزارية واحدة على الأقل". 
مضيفاً إلى أنه "ووفقا لمسئول حكومي رفيع المستوى، فإن الحوثيين يريدون عدداً متساوياً من الحقائب الوزارية مع المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، اللذين يملكان أكبر الكتل البرلمانية في اليمن ويستحوذان على 50 بالمائة و30 بالمائة على التوالي من الحقائب الوزارية في الحكومة الانتقالية الحالية".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد